الخميس 23 مايو 2024

بين معبد الأقصر ودار أوبرا قوانغجوو: الصين يداً بيد مع مصر

29-1-2017 | 13:38

رسالة بكين: محمد الحمامصى

من قلب معبد الأقصر فى الأول من يناير ٢٠١٦، وفى حضرة الرئيسين المصرى عبدالفتاح السيسى والصينى شى جين بينغ، أطلق وزيرى الثقافة الصينية «تساى وو»، والمصرى حلمى النمنم إشارة بدء العام الثقافى الصيني- المصري، الذى يعد الأول على المستوى العربى والإقليمي، لتشهد العلاقات الثقافية الصينية المصرية انفتاحًا غير مسبوق على كافة الفنون والنتاجات الأدبية والفكرية فى البلدين، حيث قدمت وزارتا البلدين للثقافة ما يقرب من ١٠٠ فعالية شهدتها مدن مصرية ومقاطعات صينية، وقد شهدت دار أوبرا قوانغجوو بمقاطعة قواندونغ الصينية الأسبوع الماضى تتويجًا حافلاً لختام هذا العام عكس قدرة وثراء الثقافة بفنونها وآدابها على تعميق وترسيخ التواصل الحضارى والإنسانى بين البلدين، وذلك بحضور وزيرى الثقافة وكبار المسئولين من البلدين.

وقبل أن نشرع فى وصف تفاصيل تلك الليلة بدار أوبرا قوانغجوو التى امتلأت عن آخرها، نلقى الضوء على عمق العلاقات المصرية الصينية على المستوى الثقافي، حيث بدأت العلاقات الرسمية بين مصر والصين فى مايو ١٩٥٦ بتبادل الوفود التعليمية والثقافية بين البلدين، وكانت ثمة زيارات متبادلة لكتاب من الجانبين وظهرت صورة مصر ونضال الشعب المصرى ضد الاحتلال فى بورسعيد فى كتابات كتاب وشعراء صينيين كبار فى الخمسنينات، فى مقدمتهم الأديب المسرحى والشاعر الصينى المعروف «قوموروه» الذى كتب أكثر من قصيده عن مصر وتغنى بكفاح الشعب المصرى وتاريخه وآثار العظيمة، أيضًا الكاتب الصينى «يانغ شوه» الذى كتب فى نثر الرحلات عن مصر.

فى نفس العام قامت الصين بإرسال بعثة تعليمة إلى مصر لدراسة اللغة العربية، وقد قام الطلاب الذين تعلموا فى جامعات القاهرة والأزهر وتولوا فور عودتهم بمهمة تعليم اللغة والثقافة العربية والإسلامية فى الصين، من بينهم من اهتم بالدراسات الأدبية وترجمة عيون الأدب المصرى إلى الصينية، حيث ترجم المستعربون الصينون عددا كبيرا من الأعمال الأدبية المصرية إلى الصينية منها كتابا «الأيام» و»دعاء الكروان» لعميد الأدب العربى طه حسين، و»الأرض» لعبدالرحمن الشرقاوي، و»فى بيتنا رجل» لإحسان عبدالقدوس، و»الحرام» ليوسف إدريس، والثلاثية «بين القصرين» و»السكرية» و»قصر الشوق»، وبداية ونهاية»، و»عبث الأقدار»، و»رادوبيس»، و»كفاح طيبة» لنجيب محفوظ ومجموعة قصصية لمحمود تيمور.. ومن الأدب المعاصر أعمال الغيطانى «رسائل البصائر»، و»هاتف المغيب» و»شطح المدينة»، و»واحة الغروب» بهاء طاهر، ومختارات قصصية لكتاب معاصرين. كما صدرت دراسات عن الشعر المصرى الحديث والمعاصر أحمد عبدالمعطى حجازى وفاروق جويدة.

كما أقدمت الصين فيما بعد على تأسيس الجمعية الصينية لدراسات الأدب العربى والتى تهتم بدراسات وترجمات الأدب العربى والمصرى على وجه الخصوص، ويترأسها المستعرب تشونغ جى كون الذى كان ضمن أول بعثة تعليمية صينية إلى مصر ١٩٥٦.. والآن هناك اهتمام كبير بدعم الصين لترجمة الأعمال الأدبية المصرية والتعريف بالثقافة المصرية فى الصين مع انتشار تعليم اللغة العربية فى الجامعات الصينية، حيث يوجد أكثر من ٢٠ جامعة صينية تدرس اللغة العربية على رأسها جامعات بكين والدراسات الأجنبية ببكين والدراسات الدولية ببكين والدراسات الأجنبية بشنغهاى والمال والاقتصاد ببكين واللغات والثقافة ببكين والتجارة بقوانغجوو وتيانجين وغيرها من الجامعات. وكان لتأسيس المركز الثقافى الصينى فى مصر ٢٠٠٢ والمكتب الثقافى المصرى فى بكين عام ٢٠١١ دور كبير فى دفع التبادلات الثقافية بين الجانبين، كما أن هناك اهتماما كبيرا فى الجامعات الصينية بدراسات الأدب والثقافة المصرية ومقارنة الأعمال الأدبية مع الكتب الصينية وخاصة أعمال نجيب محفوظ التى تمت دراستها فى الجامعات الصينية ومقارنتها بأعمال الكتاب لوشون، باجين، لاوشه، ومويان وكذلك أعمال توفيق الحكيم ويوسف إدريس وطه حسين.

ومن جانبها اهتمت مصر منذ الخمسينيات بترجمات الأدب والثقافة الصينية، والتى بدأت فى الخمسينيات عن اللغات الفرنسية والإنجلزية والألمانية لرواد الأدب الصينى الحديثة ١٩١٩- ١٩٤٩ مثل لوشون، باجين، ماودون، قوموروه، لاوشه، وذلك قبل أن تبدأ الترجمة عن الصينية فى أواخر التسعينات ومطلع القرن الجديد.

رسائل الرئيسين السيسى وشى جين بينغ

بدأ الحفل الختامى بعرض فيلم تسجيلى عن الفعاليات الثقافية والفنية التى أقيمت على مدار العام بين البلدين، أعقبه تبادل وزيرى الثقافة المصرى حلمى النمنم والصينى تساى وو، إلقاء رسائل التهنئة من الرئيسين المصرى عبدالفتاح السيسى والصينى شى جين بينغ إلى الشعبين المصرى والصيني.

أشاد الرئيس السيسى فى رسالته بالتطور والازدهار الذى شهدته العلاقات بين مصر والصين فى الآونة الاخيرة، والنتائج الإيجابية التى حققتها فعاليات العام الثقافى المصرى الصينى (٢٠١٦) نحو مزيد من التقارب والتعاون على المستويين الرسمى والشعبي. ووجه التحية للرئيس الصينى وقال «لقد دشنا فعاليات العام الثقافى المصرى الصينى خلال زيارتكم لمصر العام الماضى والتى كانت بمثابة نقطة انطلاق جديدة فى دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين».

وأكد الرئيس السيسى على خصوصية العلاقات بين البلدين وحرص كل منهما على تطويرها، لافتا إلى زيارته الهامة للصين قبل عامين، حيث تم الاتفاق على الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وتطابقت رؤى البلدين إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية بما يحقق المصالح المشتركة.

وأضاف «إننا إذ نحرص على دعم الامن والسلم الدوليين وتحقيق الرخاء للشعوب ومحاربة الإرهاب، نؤكد أهمية استمرار التعاون الثقافى على المستوى الرسمى والشعبى فى مجال الثقافة الذى يسهم فى تطوير العلاقات بين الشعبين».

وأعرب الرئيس السيسى عن اعتزاز مصر دومًا بالصداقة مع الصين، موضحا «إننا نتطلع إلى المزيد من التعاون بما يتناسب مع تطلعات وطموحات الشعبين وحضارتيهما العريقتين».

وقال الرئيس الصينى فى رسالته «يطيب لى بالنيابة عن حكومة الصين وشعبها وبالأصالة عن نفسى أن أتقدم إليكم بأحر التهانى بالنجاح الباهر الذى حققته هذه الفعالية».

وأضاف «يعد العام الثقافى الأول من نوعه بين الصين والدول العربية وهو خطوة هامة لزيادة التفاهم بين الشعبين فى اطار مبادرة «الحزام والطريق»، كما أنه حدث هام للتواصل والتلاقح بين الحضارات العريقة فى العالم.

ونوه الرئيس الصينى بالتطور الهام الذى شهدته العلاقات بين الحكومتين والشعبين منذ تولى الرئيس السيسى السلطة ٢٠١٤، والنتائج الإيجابية لزيارة الرئيس السيسى للصين قبل عامين، وكذلك زيارته لمصر العام الماضي. وشدد على أن الصين مستعدة للعمل يدًا بيد مع مصر لمواصلة التبادل الحضارى والتعاون الإنسانى بما يوطد الأسس الاجتماعية والشعبية من أجل تعميق علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

العروض الفنية

تلا ذلك تقديم عروض فنية مشتركة تعبر عن تاريخ ومجد الحضارتين اللتين يشعان بنورهما إلى العالم، حيث قدمت دار الأوبرا المصرية بفرق بالية أوبرا القاهرة تدريب لمياء زايد، تحت إشراف وتصميم أرمينيا كامل مجموعة من الرقصات من الباليهات المصرية والعالمية منها رقصة فرعونية ثنائية من بالية أنطونيو وكيلوباترا، وهى دويتو يجسد أشهر قصص الحب الرومانسية، ورقصة الزار التى تدعو للتحرر من كل المؤثرات السلبية على المرأة، ورقصة شرقية من بالية كسارة البندق تميزت بالإبهار فى الأداء الحركى للعارضين والملابس والإكسسوارات ذات الطابع الشرقى وهى من أداء نجوم الفرقة «سحر حلمي، رجوى حامد، أحمد يحيى، هانى حسن، أحمد نبيل».

كما قدمت عازفة البيانو المصرية ميريت حنا مع أوركسترا شنزن السيمفونى الصينى بقيادة المايسترو المصرى ناير ناجى الحركة الأولى من كونشيرتو البيانو للموسيقار عزيز الشوان.

وقدم الجانب الصينى رقصة الطبول أو رقصة الأسد مع لينغ نان الحماسية لأوبرا قوانغدونغ للغناء والرقص، فريق لينغ لان لرقص الأسد بقوانغتشو، وفقرة من الأكروبات الصينية، كلاسيكيات من أوبرا كانتونيز، وعرض قطرات المطر فوق أوراق الموز، الموسيقى الشعبية الصينية «على ضفاف النهر فى ليلة ربيعية مقمرة».

واختتم الحفل بمشهد فنى يعكس التاريخ الطويل من التواصل الذى يجمع بين البلدين وأكد أن الفن هو جسر لتعميق أواصر الصداقة والمحبة بين الشعوب، حيث شارك فنانو الأوبرا الصينيون فى غناء مشهد النصر من رائعة الموسيقار العالمى جوزبية فيردى «أوبرا عايدة» والتى تعد أحد العلامات الهامة والبارزة فى الفن المصرى مع نجمى الغناء الأوبرالى المصريين السوبرانو إيمان مصطفى التى جسدت دور عايدة والباص باريتون رضا الوكيل الذى أدى دور رامفيس، مع مغنيى الصين فى أدوار رادميس وامانصروا والملك وصمم الديكور المهندس محمود حجاج والإضاءة ياسر شعلان والصوت محمود عبداللطيف والملابس هالة محمود والإخراج جيهان مرسى وحازم طايل.

لقاء إعلامى صينى مصري

وفى لقاء إعلامى صينى مصرى مع الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة أكد العام الثقافى المصرى الصينى يشكل نقطة انطلاق مستمرة ودائمة بين البلدين، وقال من أجل هذا فإن فعالياته لم تقف عند حدود العاصمتين القاهرة وبكين، بل امتدت فى الصين لتشمل العديد من المقاطعات الصينية، كذلك فى مصر امتدت الأنشطة الثقافية الصينية لأكبر عدد من المدن المصرية، بما يتيح للشعبين تعميق أواصر الصداقة وتواصلا قويا على كافة المستويات.

ورأى أن العلاقات المصرية الصينية قديمة وقال «يتصور البعض فى كل من مصر والصين أن هذه العلاقات بدأت مع اعتراف مصر بجمهورية الصين، ونشأة صداقة قوية بين الزعيمين جمال عبدالناصر وشوان لاى رئيس وزراء الصين، لكن الحقيقة أن تاريخ العلاقات الثقافية بين البلدين أقدم من ذلك بكثير، فى القرن التاسع عشر وما قبله كان هناك عدد من الطلاب الصينين يأتون إلى مصر لتعلم اللغة العربية وآدابها، حتى قبل ذلك كانت العلاقات مستمرة وممتدة منذ زمن طرق الحرير».

ولفت إلى العام الثقافى أضاف إلى هذه العلاقات إذ حولها من جهود فردية إلى علاقات مؤسسية ووجود على مستوى الدولتين، ونحن نريد لهذا العام الثقافى أن يكون بداية وليست نهاية، لتشكل العلاقات الثقافية بمستواها الجديد ما يليق بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وحول التعاون والتبادل الثقافى بين البلدين واتساع أشكاله من العروض والمعارض الفنية إلى المنتديات الفكرية والترجمة من وإلى اللغة الصينية، قال الوزير حلمى النمنم «هناك حركة ترجمة قوية الآن من اللغة الصينية إلى اللغة العربية يقوم بها المركز القومى للترجمة الذى قدم ترجمة لمجموعة من الكتب الصينية قام بها أساتذة من كلية الألسن جامعة عين شمس الذين يعدون الرواد الأوائل لتدريس وتعليم اللغة الصينية فى مصر، الآن يوجد فى مصر ١٧ قسمًا فى ١٧ جامعة يقوم بتدريس وتعليم اللغة الصينية، وهذا رقم كبير، فحتى وقت قريب لم يكن هناك سوى قسم واحد. وبالتالى لدينا الآن مترجمون عن اللغة الصينية. أيضا أهتم عدد من دور النشر الخاصة بترجمة كتب من الصينية إلى العربية لكن هذه الكتب تتعلق بالصين الحديثة والمعاصرة والقضايا السياسية، لكن الكتب التى ترجمها المركز القومى للترجمة هى كتب تأسيسة بالنسبة للصين تاريخها وقومياتها ولغتها وفكرها مثل كتاب « تاريخ الصين: منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين» و»علم الذخائر اللغوية»، و»تاريخ تطور الفكر الصينى» و»الأدب الصينى فى القرن العشرين» وعشرات الكتب التى تنوعت بين الديانات الصينية والعسكرية الصينية القديمة والآداب، وأيضا هناك حركة ترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الصينية ففى المطابع الآن الترجمة الصينية لعدد من الروايات لكتاب مصريين، ومع ذلك نحن نرى أن هذه الترجمة غير كافية.

اتفاقيات

وأضاف حلمى النمنم «اتفقنا مع وزارة الثقافة الصينية أن تقدم بقائمة لمجموعة من كتب كتابنا المصريين يرون أهمية ترجمتها للغة الصينية وأن يكون لها موزع جيد هنا ونحن عبر المركز القومى للترجمة سوف يكون لدينا المترجمين ونتحمل تكلفة الترجمة والجانب الصينى يتحمل مسئولية النشر والتوزيع فى الصين، اتفقنا أن يقدم الجانب الصينى قائمة بمائة عنوان على الأقل، بحيث ندرسها ونشرع فى الترجمة لكى تكون الترجمة متبادلة.. أيضًا اتفقنا أن تشارك مصر فى معرض بكين الدولى للكتاب الذى يقام فى شهر أغسطس من كل عام بجناح كبير يليق بالثقافة المصرية والعربية وحركة النشر فى مصر، وأظن أن هذه المشاركة التى ستتسع ليس لإنتاج وزارة الثقافة ولكن لكل الناشرين المصريين ومن خلالها يمكن دعوة أو استضافة عدد من الكتاب المصريين فى الصين فتحدث حركة ثقافية، فيزيد من حركة التقارب الثقافى والترجمة».

٥٠ كتابًا

ومن جانب آخر تحدث المستشار الثقافى المصرى فى السفارة المصرية ببكين د.حسين إبراهيم موضحا الجهود المميزة التى قامت بها السفارة المصرية فى إنجاح العام الثقافى المصرى الصينى معددا الفعاليات والأنشطة والتى تنوعت بين المعارض الفنية التشكيلية والنحت والتصوير الفوتوغرافي، والعروض الفنية الشعبية واللقاءات الفكرية والمنتديات الشبابية داخل الجامعات الصينية، فضلا عن الترجمات، حيث أشار إلى ترجمة ٥٠ كتابًا من الصينية إلى العربية منها ما يقدم الأدباء الشباب فى الصين اليوم، ومنها ما يبحث مبادرة الطريق والحزام، وطريق الحرير، ونظام الحكم فى الصين، ومنها كتب تشكل سير حياة وتجارب لرجال الأعمال الصينيين.

وقال أقمنا أسبوع التبادل التعليمى والثقافى الذى تضمن مشاركة من وزارة الثقافة المصرية بعدد كبير من اللوحات الفنية للفنانات التشكيليات، حيث حضرت الفنانة إيمان عبد المحسن من مركز الفسطاط للحرف التقليدية كما حضرت أيضًا ثلاثة من الفنانات المتخصصات فى الرسم على الخشب والزخرفة لتنفيذ الأعمال الفنية أمام الجمهور. كما قدم رئيس الهيئة الصينية للتبادل التعليمى الدولى شرحًا لكيفية قيام الهيئة الصينية بأرسال الطلاب الصينين للدراسة فى مصر وأهمية الدراسة بمصر.

وخلال هذا الأسبوع كان هناك حوار بين د.مونيكا حنا أستاذة علم المصريات والمحاضرة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ود.تشن وى بنغ، أستاذ التاريخ والحضارة فى معهد الإنسانية بجامعة تشينغهوا، حيث قدما محادثات خاصة عن الفنون اليدوية وصناعة الحلى والزخارف الموجودة على جدران معابد مصرية قديمة، وفنون الرسوم والتماثيل فى كهوف دونهوانغ الصينية العريقة.

وأكد د.حسين إبراهيم أن العام الثقافى المصرى الصينى يعد نموذجا فريدا فى إطار ترسيخ وتعميق العلاقة بين البلدين، آملا أن تستمر الفعاليات وتتسع.