حددت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة 16 يومًا للاحتفال باليوم
العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، والذى بدأ منذ الخميس الماضي، ويختتم
نشاط الحملة فى 10 ديسمبر المقبل، بالتزامن مع اليوم العالمى لحقوق الإنسان، وحددت الجمعية موضوع اليوم الدولى لهذا العام وهو «تحويل العالم إلى البرتقالى: مولوا، واستجبوا، وامنعوا، واجمعوا»، وذلك
من أجل رفع الوعى حول مدى المشكلات التى تتعرض لها المرأة حول العالم مثل:
الاغتصاب والعنف المنزلى، وغيرها من أشكال العنف المتعددة.
وترصد «الهلال اليوم» عددًا من الأعمال الأدبية التى انتصرت لحقوق المرأة، وسلطت الضوء على الظلم الواقع عليها
بجرأة شديدة منها
:
مظالم النساء 1798
هى عمل روائى للكاتبة البريطانية "مارى وولستونكرافت"، وهى
أيضا فيلسوفة مناصرة لحقوق المرأة، وتم نشر الرواية بواسطة زوجها ويليام جودوين بعد
عام من وفاتها فى 1798، جاءت الرواية استكمالًا للطابع الثورى والفلسفى الذى انتهجته فى جميع مؤلفاتها، وتعتبر"مظالم النساء" العمر الأكثر نسوية حيث تدور الأحداث حول رصد
معاناة امرأة تم حجزها فى مستشفى الأمراض العقلية بسبب زوجها، وتحاول
"وولستونكرافت" أن ترصد ملامح معاناة المرأة فى القرن الثامن عشر، حيث
ما تتعرض له يوميًا من ظلم وقهر، وخاصة انتقادها لمنظومة الزواج فى ظل النظام
الأبوى فى بريطانيا العظمى، وترى الكاتبة أن ضروب العنف والقهر الذى تعرضت له
ماريا "البطلة الرئيسية" للرواية، ما هى إلا مظالم سياسية وليست شخصية
نابعة من صورة المجتمع الذى شكل هوية المرأة منذ عقود مديدة.
حادثة شرف 1958
هى قصة قصيرة كتبها يوسف إدريس فى ستينيات القرن الماضى، تدور أحداثها
حول "فاطمة"؛ وهى بنت تبلغ من الجمال منتهاه تعيش فى إحدى القرى
الصغيرة، أشيع عنها ظلمًا وبهتانًا أنها تعرضت للاغتصاب، فانقلب المجتمع كله، ويريد
أن يتأكد أنها لاتزال تحتفظ بعذريتها، ويوصمها المجتمع رغم براءتها فى النهاية، وتمتثل لأمرهم وتخضع لكشف العذرية ليكتشف أهل القربة جميعًا بهتان ظنونهم، ومن ثمّ تسقط معها كل أكواد المجتمع التى لا تستطيع المرأة الفكاك منها.
واستطاع إدريس أن يلمس أعماق البنية التحتة للمجتمع
المصرى فى القرية أو المدينة، وذلك من خلال رؤية واقعية، فقد كان لديه نظرة نقدية
تسعى إلى الكشف عن الجوانب السلبية فى حركة الواقع الاجتماعى ومن خلال "حادثة
شرف" استطاع إدريس، أن يقتحم محظورات المجتمعات العربية التي تسحق فيه المرأة
لمجرد ظنون عابرة أو شكوك فنجد إحداهن تخسر حياتها في مقابل تمجيد السلطة الأبوية
التى تنخر في عظام المجتمع وتسير فى أوصاله مسرى السوس فى الخشب الجيد، فنخسر
النفوس وتتقلص الحريات، وتستعبد المرأة دون أغلال حديدية ولكن المنظومة القيمية
قوضتها بقوانينها الزائفة .
العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء 1991
تعد هذه الرواية من كلاسيكيات الأدب النسائى العربى للكاتبة المصرية
"سلوى بكر"، وتعرض الرواية بكثير من الفكاهة والسخرية، قصص مجموعة من
النساء يجتمعن فى سجن النساء بمدينة الإسكندرية، ويشعرن بتعاطف لم يشعرن به من
قبل، حاولت سلوى بكر أن تكتب عن النساء اللواتي نادرًا ما يراهم الآخرون، وتحاول
الكاتبة رصد أمنيات أولئك النساء وأحلامهن العصية على الحدوث، فدللت على لتناقض
بين الاحتياجات الأنثوية والصورة النمطية المحافظة فى المجتمع المصرى.
وتدور الأحداث حول "عزيزة" التى وقعت ضحية لزوج أمها، الذى استغل براءتها وهيمن على روحها وجسدها، فوهبت له الصغيرة كل حياتها فى غفلة من
الأم الكفيفة، ترفض عزيزة كل من يتقدم لخطبتها، وتتعقد الأحداث حينما تموت الأم
فيتزوج زوج أمها من صديقتها، ويسيطر عليها الجنون وتقتله، وتدخل السجن وهناك تلتقى بهذه العوالم المختلفة من النساء اللاتى وضعتهن الظروف الاجتماعية فى السجن، فتنقل
لنا صورة قاتمة لأوضاع المرأة فى المجتمعات الشرقية.
سجن النساء 1993
أنجزت الكاتبة فتحية العسّال هذا النص المسرحى أثناء
وجودها فى سجن النساء فى عام 1982، وفيه تحكى عن مشاهداتها فى السجن، والأسباب
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى دفعت السجينات للدخول إلى عالم الجريمة.
وتبنى الكاتبة فى نصها المسرحى "سجن النساء" شكلًا دراميًا
يرتكز دلاليًا على الثنائيات المتناقضة، فتضع شخصية "سلوى" الزوجة
الناجحة والمناضلة السياسية، فى مقابل "ليلى" الزوجة الفاشلة، التى غاب
وعيها أو زُيف فاغتربت عن نفسها، تلجأ ليلى إلي صديقة عمرها "سلوى"
لتشكى لها زوجها "سليم" الذي لم يكتف بخيانتها مع مدام
"إلهام" زوجة صديقه، بل ويتطاول عليها ضربًا لمكاشفتها له بالحقيقة.
وتبدأ السجينات فى سرد قصصهن من خلال أسلوب الاسترجاع
"الفلاش باك"، والذى من خلاله يبرز حضور هذه الشخصيات النسائية
وتكويناتها الثقافية والاجتماعية، والاقتصادية، فنتعرف على تفاصيل حياتها منذ
نشأتها حتي وصولها إلي السجن، فنجد شخصية "إنصاف" التي سجنت ظلمًا بعد
اتهامها بممارسة الدعارة، وتأتى سلطة الزوج لتقضى على البقية الباقية منها، تنتقل
الكاتبة إلي استلاب الجنس للمرأة، وجعلها أيقونة للإستهلاك الجسدى التي فرضتها
الثقافة الذكورية، وذلك من خلال "سنية" التي دفعتها ظروفها الاقتصادية
الصعبة إلي ممارسة الرذيلة وبيع جسدها لمن يدفع الثمن.
وتستمر السلطة الذكورية في فرض قهرها إلى جانب سلطة الأب الذي حرمها
من التعليم، وأجبرها على الزواج من رجل مسن، يدفعها الأخير إلي ممارسة الدعارة،
فتهرب وتعود إلي بيت أهلها لتفاجأ بموت أبيها ورغبة زوجة الأب في بيعها ثانية،
فتتمرد، وتعلن بيع جسدها لحسابها الخاص.
عبدة: قصتى الحقيقة 2002
وهى سيرة ذاتية للكاتبة السودانية ميندى نزار، مقيمة فى المملكة المتحدة وناشطة فى مجال حقوق الإنسان، وتعرضت منذ صغرها إلى تجربة إنسانية
قاسية، اختطفت وبيعت كعبدة فى السودان بعد غارة للخطف والاستعباد على قريتها، وعلى رغم فرار عائلتها من المهاجمين إلي الجبال، فقد انفصلت عنها وتم القبض عليها
من قبل أحد المهاجمين، وعلى مدى ست سنوات، خدمت ميندى أسرة عربية فى الخرطوم، حيث
أرغمت على الأشغال الشاقة كما تعرضت للإيذاء الجسدى.
وتعرضت ميندى لإساءات جسدية، وجنسية، فنامت فى كوخ، وأكلت بقايا
الأسرة كالحيوانات، ولم تأخذ أجرًا على خدمتها، ولم يكن لها حقوق، ولا حرية، ولا
خصوصية، وظلت كذلك طيلة سبع سنوات، حتى أهدتها الأسرة التى عملت معها لأسرة مقربة
يعولها دبلوماسى سافر مع أسرته إلى لندن، لتفر ميندى من ذلك الجحيم،
حتى عثرت على شاب سودانى لتتمكن من إجراء اتصال بأسرتها.
دموع خلف الحجاب 2008
رواية مأخوذة عن قصة حقيقية ترصد لنا الكاتب الهندية شيدا
مهربان معاناة "سانيا كرافناه" الفتاة الأمريكية ذات 13 عامًا، التى تعيش
حياة سعيدة وهادئة فى كنف أسرتها الصغيرة، إلا أن القدر يدلى بخباياه ليموت الأب،
وتضطر الأم لأن ترتحل إلى موطنها الأصلى الهند، لتصطدم الفتاة بالفرق الشاسع بين
مجتمعين وحضارتين مختلفتان تمامًا.
وتقع البنت المراهقة بين مطرقة الأعراف السائدة
فى بلد لم تعرفه من قبل وسندان ما تعلمته واعتادته فى الولايات المتحدة
الأمريكية، ولم تكن الأم إلا صورة قديم لهوية مجتمع ينضح بعاداته البالية المهترئة،
فلم تنصف ابنتها الصغيرة بل زوجتها فى سن صغيرة، لتتزوج هي الأخرى، ولم تبال قط
بشكوتها بتعرضها للعنف الجسدى والإعتداء الجنسى من قبل زوجها الذي تزوجته كرُهًا.
ولم تستلم "كرافناه" وتنزع حريتها بيديها، وتبدأ بمحاربة تلك القوالب
الثابتة التي وضعتها فى هذا لإطار المشين، حيث كان عليها أن تتعلم كيف تعيش حياتها
في الهند حتي تجد طريقة للعودة إلي المنزل ولكن كيف؟ من يسمع صراخها ويمسح دموعها؟
من سيرى الدموع خلف الحجاب ومن يسمع دموع صمتها؟ من الىي يمكنها أن تلجأ إليه
للحصول على المساعدة والدعم؟ كم عدد التضحيات التي تستطيع تحملها من أجل الوعد
بالحرية التي تشتهيها بشدة، سيرة حقيقة وأحداث تحمل صورة واقع أسوأ من تلك
الرواية، يحمل فى طياته نوازع الأنانية والتلسلط والتمعن في قهر المرأة.