الخميس 27 يونيو 2024

في اليوم الدولى لإلغاء الرق.. أعمال أدبية تناولت أزمات العبودية

فن2-12-2020 | 17:42

نحتفل اليوم الموافق 2 ديسمبر بـ"اليوم الدولى لإلغاء الرق"، وهو تاريخ اعتماد الجمعية العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لقمع الإتجار بالأشخاص، واستغلال بقاء الغير منذ عام 1949، ويتمحور الاحتفاء بهذا اليوم حول ضرورة محاربة كل أشكال الرق المعاصرة، مثل الإتجار بالأشخاص، الاستغلال الجنسي، عمالة الأطفال، الزواج  القسرى والتجنيد القسرى للأطفال واستخدامهم فى النزاعات المسلحة.

 

تطور الرق وتجلى بأساليب مختلفة عبر التاريخ، وفى وقتنا هذا، ما زالت بعض أشكال الرق التقليدية القديمة قائمة على نحو ما كانت عليه فى الماضي، كتلك التى لم تخرج من عباءة المعتقدات والأعراف التقليدية، ونتجت هذه الأشكال من الرق عن التمييز القائم منذ عهد طويل ضد أكثر الفئات استضعافا فى المجتمعات مثل: أولئك الذين ينظر إليهم على أنهم من طبقة اجتماعية دنيا، والأقليات القبلية والسكان الأصليين.

 

وترصد "الهلال اليوم" بعض الأعمال الأدبية التى تناولت موضوع العبودية فى الوطن العربى ومنها:

 

-"كتيبة سوداء" 2015

هى عمل روائى للكاتب المصرى محمد المنسى قنديل، صدرت فى عام 2015، عن دار "الشروق" للنشر والتوزيع، وكانت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية عام 2016، تدور أحداث الرواية فى الفترة الزمنية التى تمتد من 1963حتى1967، حيث يجسد فيها "قنديل" صراع القوى العظمى وصراع من يملكون ومن لا يملكون، والصراع يمثل العنصرية والعبودية والعلاقة بسلطة قادمة من أوروبا مسيطرة على واقع يقوم على النهب الاستعمارى وعلى الظلم وعلى الفساد، حيث يعقد الإمبراطور الفرنسى نابليون الثالث صفقة مع الخديوى سعيد، حاكم مصر، يتم بمقتضاها نقل خمسمائة من المقاتلين من العبيد السود إلى المكسيك، لترصد لنا حكايات يشوبها الألم والخذلان.

 

 يجعلنا المنسى قنديل، من خلال روايته أم نتتبع رحلة الجندى "عاصى"، وهو عبدا أسود يتحدى النخاس ويصبح قائدا ملهما لمجموعته وكأنه "سبارتاكوس" الذى يتمرد على الإمبراطور الروماني، وهو يخوض رحلة طويلة من الصبر والمشقة ينتقل فيها من مصر إلى السودان ثم أخيرا إلى المكسيك، واختيار الإمبراطورة له ليكون مرافقها وحارسها، وصولا إلى دوره فى الثورة الفرنسية.

 

-"شوق الدرويش" 2014

رواية الكاتب السودانى حمور زيادة، والتى صدرت فى 2014 عن دار "العين" للنشر والتوزيع، حازت على جائزة نجيب محفوظ للأدب فى 2014 ، ودخلت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر القصيرة للرواية العربية، تدور أحداثها فى السودان، يصوِر فيها حمور، جوانب من الصراعات الاجتماعية بين أكبر مجتمعين فى السودان، ثقافة المجتمع المسيحى وثقافة المجتمع الصوفى المسلم، وذلك فى ظل سقوط الدولة الدينية، فتتناول الرواية تساؤلات عظيمة حول الدين والحب والصراع، نرى البطل الرئيسى "بخيت منديل" الذى يتم إطلاق سراحه من السجن بعد تجربة قاسية بعد فترة من العبودية والإستغلال الجسدى المرير، فى ظل أزمة سياسية كبيرة.

 

-"زرايب العبيد" 2016

رواية للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، تم إصدارها فى 2016 عن دار "الساقي" للنشر والتوزيع، تدور الأحداث حول "عتيقة" التى تحكى مأساة حياتها التى بدأت منذ طفولتها وحياتها فى "زرايب العبيد" ذلك المكان الذى خصص لإقامة العبيد بعد أن هربوا من سيطرة أسيادهم ولكنهم لم يهربوا من حياة الفقر والظلم والقسوة، وبين حياة أمها "تعويضة" وحكايتها المأساوية حينما كانت خادمة فى بيت "محمد الكبير بن شتوان" الذى أصبح مرتعا للحب والعبودية معا، تحاول الكاتبة أن ترصد علاقات مختلفة وشائكة تجنح إلى القهر والظلم ، فنجد الأم والبنت يعيشون فى ذلك الهامش البغيض تسلب حياتهن رغم أنفاسهن المتلاحقة، وهن يحاولن الهرب والفكاك، لكن دون جدوى.

 

 -"ثمن الملح" 2016

للكاتب البحرينى خالد البسام، والتى صدرت فى 2016 عن دار النشر "جداول" ببيروت، يناقش فيه تاريخ العبودية فى منطقة الجزيرة العربية فى مطلع القرن العشرين،  أحداث الرواية تبدأ فى عام 1903، بمدينة الحبشة قبل أن تنتقل إلى مكة المكرمة، إلا أن البحرين غطت أغلب الفضاء المكانى لتلك الأحداث التى تنطلق من وصف لحفل رأس السنة فى الليلة الأولى من القرن الماضى فى مبنى الحاكمية البريطانية فى مدينة المنامة التى كانت غارقة فى نومها وصمتها غير معنية بصخب ذلك الحفل.

 

ويبدأ السرد منذ ظهور "عبدة" التى تعانى من العبودية منذ أن كانت فى الرابعة عشر من عمرها، تحكى لنا وقائع إخصاء أبيها، وعبودية أمها الزنجية. وتأتى المشاهد المؤلمة التى لا يمكن نسيانها حيث الشعور بالدونية والقهر والظلم وذلك فى ذاك الميناء الذى جلب العبودية وظلماتها إلى الكثيرين فكان ميناء مصوع العماني، حيث تحتشد السفن بالعبيد تحت حراسة مشددة من عبيد أشداء بانتظار الإبحار إلى جدة، ومنها إلى مكة والمدينة، ومن سوق العبيد تعصف مشاهد التجار وشيوخ العشائر والجمهور، وخيام الكشف عن العبدات بعد بيعهن، وبيع العبد عاريا.

 

 والعبدة عارية وكأننا عدنا إلى عصر الإنسان البدائي، تعيش "عبدة" الذى جاء اسمها موازيا تماما لحجم معاناتها وتعريفها الاجتماعى فى مجتمع تحكمه قوة السلطة وغشاوة المال، تحاول التخلص من عبوديتها لتصبح امرأة حرة، وكان لها ما أرادت، ففى سنة 1908 يساعدها بركات فى تقديم طلب العتق إلى الحاكمية. وبعد حصولها على الورقة ترى أن تلك الورقة لم تساو ثمن الملح فما زالت تمارس ضدها العنصرية بشكل فج، فتعانى الرفض الدائم لبشرتها الداكنة وذلك عندما رفض أهل كريم الزواج منها لذلك السبب.