- چون شتاينبيك هو كاتب ومراسل عسكري وروائي أمريكي، يعد من أشهر أدباء القرن العشرين، وجاءت شهرته بسبب كتاباته الاجتماعية المتأثرة بالطبقات المهمشة ونضال العاملين، وأشهر أعماله رواية عناقيد الغضب.
- ولد چون في 27 فبراير لعام 1902 في ساليناس - كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية لأسرة محدودة الامكانات حيث كانت والدته تعمل مُعلمة ووالده تنقل بين عمل وأخر لينفق عليهم، على الرغم من اختلاف المصادر في هذا الشأن حيث يقال أن والده كان يمتلك مخزن أعلاف وحبوب وكان منزلهم راقي ويخدم فيه العديد من الخدم، والمصادر الأخرى تؤكد فقر أسرته أو توسط دخلها وهو ماأثر على كتابات چون، حيث أحتوت معظمها على تفاصيل دقيقة من حياة الطبقات الكادحة.
- كان لجون ثلاث شقيقات وكان شاباً ذكياً وخجولاً في آن واحد وكثير الإطلاع الأدبي لدرجة حبس نفسه في غرفه مستقلة لمحاولة كتابة القصائد، التحق چون فيما بعد بجامعة ستانفورد بناء على رغبة والديه دون رغبته وهو مايفسر نتائجه الدراسية السيئة والمتخبطة حتى رسوبه نهائياً عام 1925 وترك بعده الجامعة بدون حصوله على الشهادة.
- غادر چون الجامعة وحاول أن يعمل ككاتب حر وقد انتقل بعدها لفترة قصيرو للعمل في نيويورك، بدايةً في البناء ثم مراسل صحيفة، ليعود بعدها إلى كاليفورنيا، حيث عمل كحارس مبنى بالقرب من بحيرة تاهو، وهو يفسر بشكل أكبر تأثر چون بالكادحين والعمال ومعرفته بتفاصيلهم التي استخدمها فيما بعد في رواياته وقصصه و في تلك الفترة كتب چون روايته الأولى، كأس من ذهب "1929"، كما والتقى وتزوج من زوجته الأولى، كارول هينينج.
- كتب بعد ذلك روايته مراعي الفردوس عام 1932 وكذلك روايته البحث عن إله مجهول ولكنهما لما ينجحا، ثم بعدهما كتب چون أولى كتباته الناجحة وهي رواية" شقة تورتيلا" عام 1935، و التي كتبها بحس فكاهي، وتحدث فيها عن الحياة في منطقة مونتيري، بعدها دخل چون عالم الشهرة وبدأ شيئاً فشيئاً يتجه لأسلوب أكثر جدية كما في روايته فئران ورجال، التي تعد من أكثر الروايات قراءة تحديداً في المدارس الثانوية في أمريكا على عكس رواية عناقيد الغضب التي تم حظرها وحرق نسخ منها عدة مرات.
-بعد كتابة چون لروايته الأشهر "عناقيد الغضب" ونجحت نجاحاً باهراً عمل كمراسل في الحرب العالمية الثانية لصالح صحيفة نيويورك هيرالد تريبيون، وبعدها سافر في رحلة بحرية للمكسيك وألف كتاب مع صديقه إدوارد عن هذه المغامرة بعنوان بحر كورتس عام 1941.
-ظل چون يكتب حتى وفاته فألف العديد من الأعمال منها، شارع السردين المعلب، شرق عدن و شتاء السخط، وقد حصل چون على جائزة بوليتزر عام 1940 عن روايته عناقيد الغضب وحثل على جائزة نوبل عام 1962 عن مجمل أعماله الأدبية - رغم تحفظ لجنة نوبل على فوزه -.
- يقال عن چون شتاينبيك إنه شخصية معقدة ومثيرة للجدل تحديداً في حياته الشخصية فهو كان رجل أبعد مايكون عن المثالية ككاتب أو زوج و قد كتب سيرته الذاتية جاكسون بينسون عام 1984 وجاى بارينى عام 1995 و قد حاولوا تطويع شخصية شتاينبك العسيرة والمتناقضة، وكذلك ويليام سيدر، الذى سيصدر كتابه «غاضب من العالم: جون شتاينبك» و«القرن الأمريكى» فى وقت قريب.
- يقول ويليام سيدر عن كتابه "غاضب من العالم" الذي يحوي سيرة ذاتية لجون شتاينبيك، في مقال مترجم لمارتن كلينتون، إنه متحمس للتحدى المتمثل فى الكتابة عن هذا الرجل الغارق فى تناقضاته. «أحد الأشياء التى جذبتنى إلى شتاينبك هو أنه كان أبعد ما يكون عن الكمال - كرجل، زوج، كاتب، كان يعانى من عقد غامضة». « بعض أعماله رائعة وبعضها فظيع. هذا ما يتمناه أى مؤلف - بطل ذو عيوب. كان شتاينبك عملاق أدبى لم يستطع التعامل مع حقيقة أنه كان مهماً، أحببت ذلك فيه، لقد كان يحمل غضبًا نحو العالم لأن العالم بدا غاضباً منه».
- توفي چون شتاينبيك في 20 ديسمبر من عام 1968، عن عمر يناهز 66 عاماً وقد حُرقت جثته بناء على طلبه.