أشار الدكتور "رائد العزاوي"، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن هذا البرلمان العراقي مختطف من قبل مليشيات تحمل وجهين، الأول سياسي والآخر يحمل السلاح وتستخدمه متى تماشى مع مصلحتها ومصلحة من يديرها من خارج الحدود.
وتعليقاً على رفع صور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" داخل البرلمان العراقي، والذي قُتل بداية هذا العام بغارة جوية أمريكية، بعد وصوله إلى بغداد بدقائق قليلة وإقامة حفل تأبين داخل القاعة الرئيسية قال العزاوي إنه عمل استفزازي وعلى رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي أن يتحمل مسؤولياته الدستورية والأخلاقية عن هذا التصرف الذي فيه استفزاز لمشاعر الكثير من العراقيين، وأن أغلب مَن حضر حفل تأبين "سليماني" هم من الباحثين عن المغانم والراغبين بالفوز مرة أخرى بمقعد في البرلمان أو منصب، وهولاء صيادو فرص يتوقعون أن تؤمن لهم إيران منصبا ًهنا أو مقعداً هناك.
وفي لقائه عبر قناة العربية "الحدث" وخلال برنامج "حدث اليوم" قال "العزاوي" إن حفل التأبين حمل رسائل متعددة منها ما هو للداخل العراقي، ومنها ما هو للخارج متمثل بأمريكا التي سعى منظمو الاحتفالية بالقول إننا موجودون وأن حلفنا مع إيران حلف باق ومستمر، وأن العراق مخطوف من أمريكا ومن إيران وكلاهما يريد فرض إرادته على الشعب العراقي.
ورداً على سؤال للإعلامية لارا نبهان مذيعة "الحدث" حول أهداف الزيارة الخاطفة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للمملكة الأردنية الهاشمية وتركيا والوفود المتبادلة مع المملكة العربية السعودية وأهمية تلك الزيارات واللقاءات بالنسبة للعراق، وحول العلاقة بين البرلمان العراقي والحكومة؟..
أجاب العزاوي: إن هناك حالة من شبه الانفصال بين حكومة الكاظمي والبرلمان، لأسباب متعددة وكثيرة، حيث إن البرلمان لايزال يرى في الكاظمي عامل قلق مستمر.
أما عن زيارة الكاظمي لتركيا، فقال العزاوي: إن أردوغان يحاول أن يقيم محوراً مع العراق وإيران في مقابل المحور العراقي العربي، لكن الحكومة العراقية ترى أن عمقها العربي متمثل بالمملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات هو المحور الأهم، مع علاقة احترام وتوازن مع باقي دول جوار العراق، وهو بزيارته السريعة للأردن كان يهدف إلى تسريع الحصول على حزمة من المساعدات العربية، في سبيل مواجهة التحديات الاقتصادية والصحية والأمنية التي تواجه العراق.