الأربعاء 26 يونيو 2024

بعد افتتاح مشروع "الفيروز" للاستزراع السمكي.. نور الدين: سيؤدي لانخفاض الأسعار في الأسواق.. عبدالعزيز: مصر تحتل المرتبة الثانية بعد الصين

تحقيقات23-1-2021 | 17:11

كشف الخبراء في مجال الموارد المائية والاقتصاد، عن حجم الاستفادة من مشروع الفيروز للاستزراع السمكي، مؤكدين أنه سيحقق اكتفاء ذاتي من الأسماك و سيخفض أسعار في السوق المحلي، ويفتح باب التصدير في الخارج.


ويفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح صباح اليوم السبت مشروع الفيروز للاستزراع السمكى بشرق التفريعة بمحافظة بورسعيد، حيث يعتبر  يعتبر الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط، ليضيف إنجازاً جديداً لسلسلة الإنجازات التنموية العملاقة التى تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.


ويساهم المشروع العملاق كذلك بقيمة مضافة ضخمة فى تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء وذلك بإنشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة بها، حيث يوفر المشروع 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة فى العديد من المهن والتخصصات فى هذا المجال، كما يهدف لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتى والحد من الاستيراد، ويزيد من فرص التصدير إلى الأسواق العربية والأوروبية مما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد الوطني.


 رفع حجم الاكتفاء الذاتي من الأسماك


قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مشروع الفيروز للاستزراع السمكي الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، عمل على رفع حجم الاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية إلى 80%، وخفض نسبة الاستيراد من الخارج إلى 20%.


وأضاف نور الدين في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن كل المشروعات التنموية في الاستزراع السمكي والثروة الحيوانية والدواجن تضيف للأمن الغذائي في مصر، في التوسع في  إنتاج البروتين بمختلف أنواعه سواء مشروعات الثروة السمكية أو أيضا المشروعات البتلو وتنمية الثروة الحيوانية، تعطي للمستهلك خيارات للتنوع ما بين كل أنواع البروتين سواء كان البروتين الصحي من الأسماك والدواجن أو بروتين اللحوم الحمراء.


وأوضح أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مصر كانت تعاني من  انخفاض نصيب الفرد من استهلاك البروتين، إلا أن الرئيس السيسي وجه بضرورة التوسع في مشروعات الأمن الغذائي، التي تساهم في خفض أسعار اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك، ومؤخرا لاحظنا تراجع أسعار اللحوم الحمراء في السوق المحلي بفضل مشروع البتلو الذي عمل على زيادة المنتج في السوق مما خفض الأسعار.


وتوقع نور الدين التوسع في مشروعات الثروة السمكية سيؤدي أيضا للانخفاض الأسعار في الأسواق بحيث تكون في متناول الفقراء، مؤكدا أن هذا يحسن بكثير من صحة المواطن المصري، خاصة وأن الأسماك تمد الجسم باليود وتحارب أمراض الغدة الدرقية


وأشار إلى أن العالم اتجه خلال السنوات الأخيرة إلى الاستزراع السمكي بنسبة 80% من الناتج العالمي للأسماك، فيما تراجع الصيد المفتوح ليسجل نحو 20% فقط من إجمالي إنتاج الأسماك، وذلك يرجع إلى اتجاه العالم على مدار 100 عام للصيد الجائر للأسماك، مما أدى إلى استهلاك كل الأسماك الموجودة في البحار والمحيطات.


وأوضح أن مشروعات الاستزراع السمكي التي تتجه إلى الحكومة المصرية اليوم، هي مسايرة للموكب العالمي في التوسع في الاستزراع السمكي، لنسجل حجم الإنتاج السمكي من هذه المزارع نحو 80%، وأصبحت مصر تحتل المرتبة الثالثة في الاستزراع السمكي وإنتاج سمك البلطي.


وأكد أن مشروعات الاستزراع السمكي تضيف إلى الاقتصاد المصري وتساهم في  القطاع الزراعي في الناتج القومي المحلي، وتضيف للأمن الغذائي وتقليل الفجوة المائية، مشيرا إلى أن خلال فترة قريبة كانت نسبة استيراد الأسماك من الخارج تسجل نحو 60%، واليوم أصبحنا نستورد 20%، أي أننا حقننا تقدم كبير في مجال الأمن الغذائي وتقليل الفجوة الغذائية خاصة في من البروتين وتوفير كافة البروتين السمكي والداجني والحيواني.


وأشار إلى أن نستورد الأسماك من روسيا لانخفاض أسعارها، مثل سمك الماكريل الذي يتراوح سعره في السوق المحلي ما بين 20 جنيها إلى 30 جنيها.


نحتل المرتبة الثانية بعد الصين

وقال الدكتور عبد العزيز نور، أستاذ الإنتاج الحيوانى والسمكى بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية، إن مصر تحتل المرتبة الثانية في الاستزراع السمكي بعد الصين، وذلك لتمتع مصر بصحراء تبلغ 190 مليون فدان، فإذا تم حفر في أي مكان في الصحراء يتم عمل مزرعة سمكية من مياه الآبار، تنتج جميع أنواع الأسماك الفاخرة من جمبري وغيرها.


وأضاف نور في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن كل شبر في مصر يمكن استغلاله في الاستزراع السمكي، مشيرا إلى أن مصر تمتلك 11 مليون فدان من البحار "الأحمر والمتوسط" ويمكن أن يتم عمل اقفاص في البحار وهذا ما تقوم به الآن الشركة الوطنية لتنمية الثروة السمكية في مصر، كما يتم الآن تحديث أسطول بحري للصيد، حيث كانت مصر تمتلك هذا الأسطول في الستينات أيام حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتم تصفيته في السبعينات.


وأشار إلى أن القيادة السياسية في مصر تتجه نحو الوصول إلى اكتفاء ذاتي من البروتين الحيواني والداجني والسمكي، وذلك من خلال المشروعات التنموية في هذا المجال، كمشروع الفيروز للاستزراع السمكي، الذي يفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، بالإضافة إلى مشروعات الصرف الصحي ومنع إلقاء القمامة فيها، مما ينتج أسماك خالية من التلوث.


وأكد أن الاستزراع السمكى فى صحارى مصر اعتمادا على المياه الجوفية ستعمر مصر الصحارى وتكتفى ذاتيا من البروتينات الحيوانية وتصدر الفائض ويقضي على مشاكل التكدس السكانى والتلوث ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة ومحدودية المياه فى الدلتا فى الأسماك والكائنات البحرية تعيش فى المياة المالحة وكذلك تقضى على البطالة وتحسن من الدخل القومى للبلاد.


استكمال لعملية الاكتفاء الذاتي


وعلى الجانب الاقتصادي، قال خبير أسواق المال، سمير رؤوف، إن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مشروع الفيروز للاستزراع السمكي، يأتي في إطار استكمال لعملية الاكتفاء الذاتي في القطاع الغذائي، حيث يعد أكبر مشروع استزراع سمكي في الشرق الأوسط و يخلق 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة من نقل وتصنيع وخدمات للمشروع.


وأضاف رؤوف في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المشروع سيحد من الاستيراد ودعم التصدير وبالتالي تقليل الضغط على العملة الأجنبية، مشيرا إلى أن حجم الإنتاج المتوقع من هذا المشروع يبلغ نحو 60 ألف طن منها 28 ألف طن أسماك مالحة و32 ألف طن مياه عذبة، على مساحة 14 ألفا و398 مترا مربعا لإجمالي 5331 حوضا.


وأوضح أنه تم البدء في تنفيذ مشروع المزارع السمكية فى منطقة الديبة غرب بورسعيد على مساحة 203 فدان على مرحلتين الأولى 107 أفدنة بإجمالي 60 حوضا وتم تنفيذها بنسبة 100%، ويضم المشروع 4000 حوض استزراع سمك  لإنتاج 160 مليون طن سمكية و500 مليون طن جمبري سنويا.


وتابع "أنه لتجهيز 160 مليون طن من الأسماك و300 مليون طن جمبري سنويا ومصنع أعلاف لإنتاج 150 ألف طن علف سنويا ومصنع فرز وتصنيع وتعبئة وتغليف الأسماك".


تنمية الاقتصاد المصري

وفي نفس السياق قال الخبير الاقتصادي محمد عبدالهادي، إن الاستزراع السمكي له أهمية اقتصادية كبرى في تنمية الاقتصاد المصري من خلال عدة محاور أهمها، أولها تنمية منطقة قناة السويس وعدد من المناطق في مصر، وثانيها توفير فرص عمل للشباب في كلا المناطق المستزرعة مما تؤدي إلى خفض معدلات التضخم وترفع من نسب التنمية والنمو.


وأضاف عبدالهادي، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن "مشروع الفيروز" للاستزراع السمكي الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، سيعمل على تحقيق اكتفاء ذاتي من الأسماك، مما سيؤدي إلى تصدير الفائض للعالم، مشيرا إلى أن هناك خطة للوصول إلى 100% من الاكتفاء الذاتي من الأسماك بنهاية عام 2022 المقبل.


وأوضح أن افتتاح مشروعات الاستزراع السمكي تتماشى مع استراتيجية الدولة نحو الإنتاجية والاهتمام بتخفيض الاستيراد وزيادة الإنتاج المحلي  وبالتالي يقلل من عجز الميزان التجاري ويجعل هناك فائض تجاري بزيادة الصادرات عن الاستيراد وتصدير الفائض مما يرفع من رصيد العملات الأجنبية، مما يصب في  صالح الجنيه المصري ويرتفع قيمته.


وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الدولة تحاول تقليل معدلات الاستيراد للحوم الحمراء وترجيح كفة اللحوم البيضاء بديلا، وبالتالي تحقيق التوازن للمستهلك والدولة.

    الاكثر قراءة