أكد أطباء أن بدء تطعيم الأطقم الطبية بلقاح كورونا هو خطوة هامة حيث يعتبر اللقاح هو الأمل الوحيد في الوصول للمناعة المجتمعية ضد كورونا، موضحين أن التطعيم سيجري وفقا للأولويات المحددة وهي الأطقم الطبية العاملة في مستشفى العزل والحميات ثم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأن نجاح تطعيم هؤلاء الأشخاص سيكون إنجازا كبيرا.

وشهدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، اليوم الأحد، فعاليات تلقي أولى جرعات لقاح فيروس كورونا للأطقم الطبية من داخل مستشفى أبوخليفة للعزل بمحافظة الإسماعيلية، حيث اطلعت على آلية تسجيل بيانات متلقي اللقاح، واطلاعه على الموافقة المستنيرة وتسجيل كافة تلك البيانات على منظومة التشغيل المميكنة الخاصة بتلقي اللقاحات.

كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أعلن أمس بدء توزيع لقاح كورونا الصيني "سينوفارم" على الفئات الأولى بالتطعيم، اعتبارًا من اليوم الأحد، مضيفا خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف، خلال افتتاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكي ببورسعيد أن مصر ستتسلم نهاية الأسبوع الجاري، نوعًا جديدًا من اللقاحات التي تم اعتمادها لمكافحة فيروس كورونا، وستصل أولى شحناته قبل نهاية الأسبوع الجاري.

خطوة هامة

وفي هذا السياق، قال الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي، إن بدء تطعيم الأطقم الطبية بلقاح كورونا هي خطوة هامة للغاية في ظل حاجة الدولة لهذا اللقاح، مضيفا أن مصر لم تتأخر كثيرا عن بقية الدول في بدء التطعيم، ومن المرتقب وجود 3 أنواع للقاحات منهم اللقاح الصيني "سينوفارم" الذي وصل مصر وبدأ تطعيم الأطقم الطبية به.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه من المرتقب وصول لقاح استرازينيكا مع نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل، فضلا عن وجود تجارب للقاح سبوتنك الروسي، مضيفا أنه من المهم بدء توزيع اللقاح وتطعيم الفئات المستهدفة أولا، وهم الأطقم الطبية في مستشفيات العزل والحميات مثل النخيلة وأبو خليفة وغيرها.

وأضاف أنه بعد انتهاء تطعيم هذه الأطقم سيتم تطعيم الفئة الثانية في الأولويات وهي كبار السن وأصحاب الأمراض الزمنة مثل أمراض المناعة والسكر والقلب والأورام، موضحا أن الدولة حريصة على توفير اللقاح مجانا للمواطنين، سواء للأطقم الطبية وكل المواطنين.

وأشار إلى أن الأطقم الطبية والمواطنين من غير القادرين يقدرون بـ23 مليون شخص وهؤلاء يجب توفير اللقاح لهم مجانا، ويمكن الحصول على اللقاح على مستوى أعم وأشمل وتوفيره لمن يريد من القادرين بمقابل مادي، موضحا أن ذلك الاقتراح يمكن تطبيقه لتوسيع دائرة التطعيم والوصول لأكثر فئة مستهدفة خلال العام الجاري كما حدث في تجربة القضاء على الفيروس سي في نهاية 2020.

وأكد أن لقاح كورونا يرفع المناعة ضد الإصابة بفيروس كورونا ويقلل فرص التعرض لها، وفي حالة الإصابة تكون ضعيفة وبسيطة جدا، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر نجحت في تطعيم 20 مليون مواطن والصين طعمت 12 مليون تقريبا، ومصر يمكنها الوصول لأعداد كبيرة من خلال تقسيم المستهدفين والوصول إليهم من خلال المراكز الصحية في 2021.

اللقاح هو الأمل الوحيد 

ومن جانبه، قال الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الصدرية ورئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن بدء تطعيم الأطقم الطبية بلقاح كورونا هي خطوة مهمة لأن اللقاح هو الأمل الوحيد للوصول إلى المناعة المجتمعية لأن كل الدراسات أكدت أن تطعيم نحو 70% أو أكثر من المواطنين سيخلق مناعة مجتمعية جيدة.

وأوضح المغازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن معظم اللقاحات أثبتت درجة فاعلية تخطت الـ90%، حيث تساعد الجسم على خلق أجسام مضادة للفيروس وبالتالي منع الإصابة به أو تخفيف الأعراض تماما في حالة الإصابة، مضيفا أن اللقاح تم تقسيمه على جرعتين بينهما 21 يوما، ويخضع الشخص لمتابعة مستمرة خلالها.

وأكد أن التطعيم سيبدأ أولا بالأطقم الطبية في مستشفيات العزل والحميات سواء الأطباء أو التمريض أو العمال والمسعفين، لأنهم خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس ولهم احتكاك مباشر مع المصابين،  وبعدهم المواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن ممن تخطوا الـ65 عاما، ونجاح تطعيم هؤلاء الأشخاص سيكون إنجازا كبيرا.

وأشار إلى أن توفير اللقاح في الوقت الحالي بمثابة حرب لأن العرض قليل وهناك طلبا ضخما عليه، لذلك فالدولة تحتاج لتنويع مصادر اللقاح وبدء إنتاجه محليا إذا استطعنا ذلك، موضحا أنه في المقابل على المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات والتغذية السليمة لرفع المناعة وغيرها من الاشتراطات الضرورية والتي لا يغني عنها اللقاح.