السبت 1 فبراير 2025

ثقافة

نساء في الإسلام (9).. أم المؤمنين زينب بنت جحش.. أول امرأة يصنع لها النعش

  • 21-4-2021 | 20:57

السيدة زينب بنت ججش

طباعة
  • همت مصطفى

يشهد تاريخ الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها ومواقفها القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.

ومع بوابة "دار الهلال" في أيام شهر رمضان الكريم ننتقل من عالمنا إلى صفحات من التاريخ لنرصد بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات ،واخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء الذي أسهموا في دعم الإسلام وانتشاره.

ولقاءنا اليوم مع الشخصية التاسعة  .. أم المؤمنين  السيدة" زينب بنت جحش"


وُلدت السيدة "زينب" في الجاهلية سنة 33 قبل الهجرة، وكان اسمها "برَّة"، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم "زينب"، وكانت تُكَنَّى:أمَّ الحكم، وهي إحدى المهاجراتِ الأول.


وأم المؤمنين السيدة "زينب بنت جحش"بن رياب بن يعمر الأسدي، هي ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمُّها أُمَيَّة بنت عبد المطلب رضي الله عنها، وأخوها عبد الله بن جحش رضي الله عنه، أول أمير في الإسلام.

 

تزوجت" السيدة زينب للمرة الأولى من الصحابي زيدِ بن حارثة رضي الله عنه مولى رسول الله ، وكان صلى الله عليه وسلم قد تبنَّى زيدًا، فكان يدُعي"زيد بن محمد"، فلما نزل قوله تعالى ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ﴾  امتثل رسول الله  لأمر الله عزوجل وهدم ما كان معروفًا في الجاهليَّة من أمر التبنِّي.


و يذكر أن السيدة "زينب "طلبت الطلاق من "زيد"، فطلَّقَها، " وبعد ذلك تزوجها رسول الله ، بأمر من الله  سنة ثلاثٍ من الهجرة، وأنزل الله فيها قوله:  ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾

ومنذ أن اختار  الله السيدة  "زينب " لرسوله، وهي تفخرُ بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول -كما ثبت في"البخاري":«زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ»، وسماها رسول الله  بعد الزواج زينب.

وكانت السيدة "زينب "رضي الله عنها من سادة النساء، دينًا وورعًا، وجودًا ومعروفًا، محضنَ اليتامى ،ويذكر أنها  قد فاقت أقرانها خَلْقًا وخُلقًا.


واتسمت السيدة " زينب " بأنها كانت ورعةً قوَّامَة، تُديمُ الصيام، كثيرة التصدق وفعل الخير، وكانت مواسيةَ للأرامل وكانت من صُنَّاع اليَد، تدبغ وتخرز، ثم تتصدَّق بثمن ذلك، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كثرة تصدقها وكنَّى عن ذلك بطول يدها؛ وقد أحسنت عائشة رضي الله عنها" في الثناء عليها إذ قالت: "ولم أَرَ امرأةً قطُ خيرًا في الدين من زينب، وأَتْقَى لله، وأصدقَ حديثًا، وأوصلَ للرَّحِمِ، وأعظمَ صدقةً، وأشدَّ ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى".


ويذكر عن السيدة "زينب " عن القاسم  قال : قالت زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة: "إني قد أعددت كفني، فإن بعث لي عمر بكفنٍ فتصدقوا بأحدِهما، وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بإزاري فافعلوا"، وهذا يؤكد حُبِّها  الكبير للعطاء


وكانت أن السيدة " زينب "أول زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوقًا به؛ حيث توفيت سنة 20 للهجرة، وقد جاوزت الخمسين عامًا، وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصُنع لها نعشٌ، وكانت أول امرأة يُفعل معها ذلك، ودُفنت بالبقيع  فرضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين جميعهن .

أخبار الساعة

الاكثر قراءة