الخميس 20 يونيو 2024

عيد تحرير سيناء.. مدير كلية الدفاع الوطني: إسرائيل أدركت أن المصريين لم يفرطوا في أرضهم (حوار)

اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق

تحقيقات25-4-2021 | 20:52

أحمد رشدي

- تحرير سيناء كنز من الدورس المستفادة لا ينسى.

- أكتوبر المجيدة كانت حربا ناجحة على كل المقياس، وأساس نجحها ثقة المنفيذين في المخططين. 

- الرئيس عبد الفتاح السيسي، ينتهج نهجا غير تقليديا ويعمل في صمت ويسابق الزمن في بناء مصر الحديثة.

- الرئيس السادات كان يستمع وينصت أثناء الإعداد والتخطيط لحرب أكتوبر، ويتابع كل شئ على أرض الواقع. 

- الرئيس جمال عبدالناصر قام بعمل التنمية الشاملة وحقق العدالة الاجتماعية، وكان أول من وضع حد للأجور، 7 جنيها الحد الأدني، و100 جنيها الحد الأقصى، لكنه سقط في كمين حرب اليمين. 

- العدو الصهيوني في حرب أكتوبر ومباحثات السلام أدرك أن المصريين عقيدتهم لا تفريط فى شبر واحد من أرضهم وأن الأرض عندهم كالعرض تماما.

- أنصح الشباب أن يأخذوا من درس الضباط لقيادتهم في حرب العاشر نبراسا لكم، وثقوا في القيادة الحالية التي تقوم بالتنمية الشاملة لمصر، واحذروا الشائعات.


ما خططه أبناء مصر الاستراتيجيين بالعلم والإيمان أي بعناصر القوة الشاملة لمصر واستخدامها وتوظيفها ليرفع قدراتهم العسكرية لتحقيق نصرا عسكريا باهرا لتحرير جزء من أرض سيناء يكافء قدراتهم المتيسرة ثم مفاوضات ومباحثات تنتهى بمعاهدة سلام مستندة على القوة العسكرية الجديدة، ثم تحرير باقى الأرض بالتحكيم الدولى واستكمال تحرير سيناء الغالية وتظل مصر قوية حاضرة بقوتها الشاملة وحضارتها التى لا مثيل لها.

«دار الهلال» التقت باللواء أركان حرب محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، الذي أكد خلال حواره، أن حرب أكتوبر المجيدة كانت حربا ناجحة على كل المقياس، وأساس نجحها ثقة المنفيذين في المخططين، مثلما نثق اليوم في رؤية 2030 التي يتبناها ويقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإلى نص الحوار:

** في البداية.. حدثنا عن الدروس المستفادة من نصر العاشر من رمضان؟

الدروس المستفادة من نصر العاشر من رمضان كثيرة، منها الثقة في القيادة، وتأتي من الفكر الاستراتيجي للعلميات أو التخيطط، الذي يضعه مجموعة من الخبراء المختصيصين في دائرة صغيرة ومحدودة، ويخرج من الفكر الاستراتيجي سياسات وخطط تنفيذية تخصيصية، التي ينفذها الضباط في الوحدات، لتحقيق هدف على مستوى الوحدة، الفكر الاستراتيجي للتخيطيط العسكري، وبالتالي مطلوب من الشباب هذا الجيل أن يثقوا في القيادات.

** عاصرت حرب أكتوبر.. كيف نجحت.. وما هي أسباب نجاحها؟

حرب أكتوبر المجيدة كانت حربا ناجحة على كل المقياس، وأساس نجحها ثقة المنفيذين في المخططين، مثلما نثق اليوم في رؤية 2030 التي يتبناها ويقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي ينتهج نهجا غير تقليديا ويعمل في صمت، ولا يعلن على المشروعات إلا بعد تنفيذها، وآخر المشروعات على سبيل المثال لا الحصر، مشروع الدلتا الجديدة الذي يقام على 1.5 مليون فدان.

ووجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالانتهاء من مشروع الدلتا الجديدة خلال عامين فقط، لكن عند افتتاح المشروع يتفاجىء المصريون أن المشروع قائم بالفعل وأتى ثماره، والرئيس يسابق الزمن في بناء مصر الحديثة.

** صف لنا التهديدات والمخاطر التي تواجه مصر؟

في ظل التهديدات والمخاطر التي تحيط بمصر والمنطقة العربية، يجب أن ننتبه ونعي ونفهم ما يدور حولنا، وهناك مشروعا الشرق الأوسط الكبير، الذي يستهدف تقسيم العربية، وإقامة الدولة اليهودية، وزرع الإرهاب في المنطقة، وتعديل حدود الدول، ومصر تقاوم الضغوط، وسياسة أمريكا والغرب إذا تدمير بلد تضع مخططات منها إيقاف التنمية والبناء والنهضة والتقدم، وإذا لم تنجح يلجأون إلى المخطط الأصعب، عن طريق الحروب التي تأكل الأخضر.

** ما هي الدروس المستفادة التي قام بها عبدالناصر؟

لدينا دروسا في هذه المخططات، عندما قام الرئيس جمال عبدالناصر، بعمل التنمية الشاملة وحقق العدالة الاجتماعية، كان أول من وضع حد للأجور، 7 جنيه الحد الأدني و100 جنيه الحد الأقصى، تم تنفيذ «كمين» حرب اليمين، حيث اقحمت مصر وقتها، وثم نكسة 67، ومن ثم توقفت التنمية الشاملة، وحرب اليمن أوقفت كل شيء واستمرت 13 عاما، وفي 2021 تحاول أمريكا والغرب أن يجروا مصر إلى صراعات وحروب، ولكن مصر تعي المخططات وما يحاك لها بفضل القيادة الواعية والقوية.
 
** ما هي الأهداف التي ركزت عليها القوات المسلحة في حرب أكتوبر؟

القوات المسلجة انتهجت من دروس الحروب السابقة مباديء التدريب «8 مبادىء»، في حرب أكتوبر تم التركيز على مبدئين، الأول التدريب على كل ما هو ضروريا للحرب، والثاني التدريب على مسرح عمليات مشابة، حيث قامت القوات المسلحة بتدريب الجنود على كل ما هو ضروري في الحرب، التدريب على كيفية عبور المائع المائي، والتدريب على السباحة، والتدريب على «لبس» النجاة والتجديف وكيفية صعود الساتر الترابي.

وتم عمل نماذج مشابهة لمسرح العمليات عن طريق إنشاء نماذج شبيه على فروع النيل في أماكن مختلفة للتدريب عليها، حتى أنه تم تدريب الجنود على تيارات مشابهة لتيارات قناة السويس عن طريق فتح قناطر محمد علي وغيرها لزيادة سرعة التيار، بالإضافة إلى عمل ساتر موازي وشبيه للساتر الترابي الإسرائيلي، تدرب عليها أبطال حرب أكتوبر.


التدريب على ما هو ضروري للحرب، تم اختراع جاكت العبور، لمواجهة مشكلة الوزن، لأن الجندي سيحمل معدات تعادل  ١٢٠ كيلو،  وفكرة الجاكت تقوم على توزيع الوزن على جسم، وبالتالي لا يجد الجندي أي عائق أثناء العبور، وأيضا التدريب على صعود الساتر الترابي عن طريق عمل سلالم، وضرورة حمل الجنود لمعدات الحفر أثناء العبور.

** كيف كان التخطيط للحرب؟

القيادات العامة استخدمت قوة الدولة الشاملة أثناء التخطيط للحرب، والرئيس السادات كان يريد أن نحارب عام ١٩٧١، لكن مجلس الدفاع الوطني رفض،  وذلك لأننا  لم نجهز أكثر من 20 % من مطالب الحرب، وتمت المراجعة واقترحوا أن نحارب على قدر ما توفره قوة الدولة الشاملة من إمكانيات، وهي أن تقوم القوة الشاملة بتحقق نصر محدود، تحرير 30 كيلو متر شرق القناة، ويعلن الرئيس عن تأمين فتح قناة السويس الشريان العالمى للتجارة والطاقة، والذى خسرته أوروبا لمدة سبع سنوات، وذلك من أجل استقطاب أوروربا التي كانت تمر بضائعها في طريق رأس الرجاء الصالح بتكلفة باهظة.

وتقوم مصر بتحريك القضية وتحرير أرضها، وبذلك تكون مصر قد أظهرت قدراتها القتالية العظيمة بعبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف المنيع، وهزيمة القوات الاسرائيلية، وكذلك قوتها الشاملة التى تستند عليها فى الجبهة الداخلية، وتكون مستعدة لاستكمال تحرير الأرض بالمفاوضات السلمية المستندة على قوة الجيش المنتصر، وهذا ماتم فى العشرة أيام الأولى من الحرب. 


*** هل كان يستمع السادات وينصت للتخيط أثناء الحرب؟

الرئيس كان يستمع وينصت أثناء الإعداد والتخطيط لحرب أكتوبر، ويتابع كل شئ على أرض الواقع، وأوضح أن الفكر الاستراتيجى المصرى في حرب أكتوبر كان ناجحا تماما حيث بنى على تحرير جزء من الأرض بالقوة العسكرية فى عملية تستعيد قواته المسلحة هيبتها أي أنها أصبحت تملك قدرة عسكرية قادرة على ردع العدوان، وهى من القوة الشاملة للدولة وتظهر مدى تماسك الدولة بجميع عناصرها.

وهى تعد من قدرة السياسة الداخلية إحدى القوى الشاملة للدولة، وكان يطلق عليها الجبهة الداخلية، وكذلك إثبات نجاح السياسة الخارجية المصرية التى تديرها وزارة الخارجية ودبلوماسية رئيس الدولة، وأيضا من قوى الدولة الشاملة قدرة السياسة الخارجية، فعملت كل هذه القدرات خلف المفاوض المصرى فى جميع مباحثات السلام، وما بعدها حتى نجح فى استرداد باقى أرضه وتحريرها من الاغتصاب الصهيونى بأقل تكلفة عسكرية محافظا على أرواح أبنائه المصريين، وأقل تكلفة اقتصادية على الاقتصاد المصرى.

** بماذا كان يشتهر العدو الصهيوني؟

العدو الصهيونى دائما يشتهر بالمراوغة والتدليس والغش، فقد قام أثناء الاحتلال لسيناء بتعديل أماكن بعض النقط الحدودية فى منطقة النقب «ثلاث نقط» حتى يتمكن من توسيع ساحله على قمة خليج العقبة والاستيلاء على مدينة طابا، إلا أن المصريين عقيدتهم لا تفريط فى شبر واحد من أرضهم، وأن الأرض عندهم كالعرض تماما فرفضوا تلك التغييرات، وفى مواجهة إصرار الجانب الاسرائيلى طلب المفاوض المصرى التحكيم الدولى وقبلته إسرائيل على أن المصريين لا يملكون الوثائق، والمستندات اللازمة، والتى تثبت ملكية مصر، فاجئهم المصريون بالوثائق والخرائط المحفوظة فى المجمع العلمى والتى تحتوى على خرائط ترسيم الحدود بين الإنجليز والدولة العثمانية وسجلت فى معاهدة عام 1906، وكان التحكيم شاقا وانتهى عام 1989، برد الحق إلى أصحابه، وإلى مصر وبذلك استردت مصر آخر شبر من الأرض دون إراقة أي دماء أو تكلفة اقتصادية.