الخميس 16 مايو 2024

مذبحة كرداسة.. جريمة شاهدة على إرهاب الإخوان (نص الحكم)

مذبحة كرداسة

تحقيقات28-4-2021 | 12:55

أماني محمد

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، بهذه الآيات القرآنية استشهد المستشار محمد شيرين فهمي رئيس محكمة جنايات القاهرة، خلال كلمته خلال جلسة النطق بالحكم على المتهمين في أحداث مذبحة كرداسة التي راح ضحيتها 14 شهيدا من رجال الشرطة، إثر اقتحام أفراد جماعة الإخوان الإرهابية لقسم كرداسة وقتلهم لأفراد القسم والتمثيل بجثثهم.

وفي يوليو 2017، أصدرت المحكمة حكمها النهائي بإعدام 20 متهما في مذبحة كرداسة، ومعاقبة المتهمين الآخرين بأحكام بالسجن لمدد متفاوتة، وفي سبتمبر 2018 قضت محكمة النقض برفض طعن المتهمين على الحكم ليصبح بذلك الحكم بات ونهائي وغير قابل للطعن.

   وخلال جلسة النطق بالحكم، ألقى المستشار محمد شيرين فهمي كلمة نص الحكم، قال فيها: الحكم في القضية رقم 12749 لسنة 2013، جنايات مركز كرداسة، بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، إنها جريمة بشعة نكراء تقف العبارات حائرة والتعابير قاصرة إنها نموذج صارخ معبر عن أنفس متعطشة للدماء وإناس يحملون قلوب تنم عن وحشية مغرقة، إن هؤلاء الغوغاء قد ارتكبوا وورطوا أنفسهم في موبقات شديدة، فحرمة الدماء عند الله عظيمة، وصاحبها متوعد بلعنة الله وغضبه والخلود في عذابه”.

وأضاف: في صباح الأربعاء 14/8/2013، تطايرت الأنباء عن فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وأن الشرطة قتلت الكثير في الفض، وقاموا تحركهم البغضاء وأطلقوا دعوات عبر مكبرات الصوت للجماهير وخرجوا في تجمهر غير مشروع وقاموا من عدة مناطق بكرداسة وناهيا بين أذرع أصحاب الشر، إلى مركز كرداسة لتخريبه وقتل من فيه وللسرقة والتأثير على رجال الخدمة العامة، وكان ذلك باستخدام القوة وأسلحة نارية وبيضاء، قاصدين استعمالها للإخلال بالأمن.

 

وتابع: ولأن الانتقام كان لهم دافعا والثأر هدفا ومخرجا، واتخذوه غرضا لإخضاع رجال الشرطة، فاتجهت مجموعة إلى مركز كرداسة وحاولوا اقتحامه، واعتلى آخرون العقارات المجاورة وتوجه الباقي إلى موقف السيارات القريب من المركز حتي يتمكنوا من تنفيذ جرائم القتل وأطلقوا وابلا من الأعيرة النارية على القوات المتواجدة أمام القسم، بقصد قتلهم وحاولت القوات إثنائهم عن جرائمهم بإطلاق قنابل دخان إلا انهم رفضوا.

وأوضح: وأطلق أحدهم قذيفتي»آر بي جي«إحداهما أصابت مبني القسم، والثانية أحرقت سيارة الشرطة المتمركزة أمام المركز، وأشعلوا النيران مما تسبب في إصابتهم بالفزع ولم تفلح محاولات رجال الشرطة في الزود عن أنفسهم واقتحموا مركز الشرطة وعرضوا على رجال الشرطة تسليم أنفسهم وأسلحتهم ثم تعدوا عليهم بالضرب حتي إنهم أعتدوا على أحد من المجني عليهم بضربه على رأسه ثم قادوه بعد أن خلعوا ملابسه/ واقتادوا بعض المجني عليهم في الشارع مفاخرين بجريمتهم، وألقوهم في حفرة أمام أحد المحال، وقاموا بتصويرهم إلى أن حضر كبيرهم، وآخرين أطلقوا عليهم النيران.

وأكد: بلغ عدد القتلي 17 من رجال الشرطة، وشرعوا في قتل 21 شخصا، وأصيب 17 آخرين، وامتدت أفعالهم للمباني فخربوا مبني القسم وألقوا المولوتوف واستخدموا لودر لهدم ما بقي من المبني وأتلفوا مبني المركز، وسرقوا متعلقات المجني عليهم والأسلحة وسرقوا الأبواب والشبابيك وحديد المبني وباعوه لتجار الخردة، وسرقوا السيارات، وبلغ إجمال الخسائر 11 مليونا و295 ألفا و981 جنيها، ومكنوا المقبوض عليهم المحبوسين من الهرب.

وأضاف: المتهمون اتخذوا في سلوكهم الإجرامي شكل العنف الذي أضر بالأمن العام والسلام المجتمعي وإن من الرحمة البشرية ردع هؤلاء، حيث أرسلت المحكمة أوراق الدعوى إلى مفتي الجمهورية، وجاء الرد: «المتهمون حاربوا الله ورسوله والإمام بخروجهم عن النظام العام وتحديهم الدولة والنظام العام، وتوافر في حقهم الشروط التي توجب تطبيق الحد عليهم، ويحاربون الله ورسوله ويستحقون العقاب، لذلك كان جزاءهم الإعدام، إن المجني عليهم لاقوا الله شاكين له ما جرى لهم أما هؤلاء النفر الذين ارتكبوا هذه الجريمة فحقيق بنا أن نقول لكم أنكم أبعد ما تكونوا عن تعاليم الإسلام وإنكم لواقفون في يوم عظيم مفزع مهيب أمام رب العالمين أحكم الحاكمين».

شهداء مذبحة كرداسة

والمحكوم عليهم بالإعدام هم:

سعيد يوسف صالح، عبدالرحيم عبدالله، أحمد محمد الشاهد، وليد سعد أبوعميرة، شحات مصطفى على، محمد رزقه أبوالسعود نعامة، أشرف السيد العقباوي، أحمد عويس حسين حمودة، عصام عبدالمعطي أبوعميرة، أحمد عبدالنبي سلامة فضل، بدر عبدالنبي محمود جمعة زقزوق، قطب سيد قطب أحمد الضبع، عمرو محمد السيد عمر سلمان، عزت سعيد محمد العطار، على السيد على القناوي، عبدالله سعيد على عبدالقوي، محمد عامر يوسف الصعيدي، أحمد عبدالسلام أحمد عبدالمعطي عياط، عرفات عبداللطيف إبراهيم أحمد، مصطفى السيد محمد يوسف الخرفش.

كما قررت المحكمة معاقبة 80 شخصًا، بينهم سامية شنن، بالسجن المؤبد، ومعاقبة 35 آخرين بالسجن المشدد 15 عاما، والحدث على فرحات بالسجن 10 أعوام، وبراءة باقي المتهمين في القضية.