الجمعة 17 مايو 2024

كل ما تريد معرفته عن عيد شم النسيم

عيد شم النسيم

تحقيقات29-4-2021 | 19:47

مرنا سامي

شم النسيم من أقدم الاحتفالات الشعبية التي اخترعها المصريين القدماء منذ ما يقارب خمسة الآف سنة، ومازال قائم هذا الإحتفال حتى وقتنا هذا، ورغم أن البعض يعتبرونه عيدًا للمسيحيين إلا إنها عادات وتقاليد راسخة في قلوب المصريين واتخذها المصري المسيحي للاحتفال بعيد القيامة المجيد.

وشم النسيم  تقليد فرعوني يشتهر بتناول أصناف متعددة من الأسماك المملحة منها: الفسيخ والرنجة والبصل الأخضر والبيض الممزوج بألوان مفرحة يسعد بها الأطفال الصغار، ويوافق عيد شم النسيم هذا الشهر أيام رمضان الفضيل هو 21 رمضان الجاري.

وتستعرض لكم بوابة «دار الهلال»، أبرز المعلومات عن عيد شم النسيم الموافق الإثنين المقبل: 

 أصل شم النسيم

صورت بعض برديات منف الإله "بتاح" وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد، وهو إله الخلق  في عصر القدماء المصريين، لذلك فإن تناول البيض في يوم شم النسيم يعتبر شئ مقدس لديهم، وكانوا في العصر القديم ينقشون على البيض ويتمنون الأمنيات والدعوات للعام الجديد، ويضعون البيض سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو أغصان الأشجار، لتحظى ببركات نور الإلة عند شروقه فيحقق أمنياتهم، والتي تطورت النقوش فيما بعد لتصبح لون مزخرفا جميلا، مع التلوين الفريد للبيض.

وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهى كلمة مصرية قديمة، وهو عيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون.

 

كما يأتي أيضا عيد شم النسيم على  قائمة الأعياد الزراعية الكونية في مصر القديمة، واصطبغ بمرور الوقت بصبغة اجتماعية ذات صلة بالطبيعة.

 

ويتضح  من اسمه "شمو" في اللغة المصرية القديمة، الهيروغليفية، وهي نفس الكلمة التي أطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف، وتحمل أيضا معنى "الحصاد". وتحولت الكلمة إلى "شم" في اللغة القبطية، التي تعد مرحلة متأخرة من الكتابة المصرية القديمة، لكن بأحرف يونانية.

 عيد شم النسيم عند المسحيين

بعد انتشار الديانة المسيحية في مصر حتى غطتها بالكامل في القرن الرابع الميلادي، واجه المصريون مشكلة في موسم الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد القيامة المجيد والذي يتميز بالنسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الأمتناع عن أنواع الطعام الحيوانية، فكان المسيحيين يجدون صعوبة في الاحتفال بهذا اليوم خلال فترة الصوم، لذلك لذلك رأى المصريين المسيحيين لتأجيل هذا العيد "بعيد شم النسيم" إلى ما بعد الصوم، واتفقوا على الاحتفال به على أنه عيد القيامة المجيد.

 

 وهذا يدل على مدى اتساق الحضارة الفرعونية مع الأقباط الذين حافظو على العديد من العادات والتقاليد والمناسبات المصرية القديمة ومزجها مع الطقوس القبطية التي لازالت حتى الآن.

 

الاحتفال بشم النسيم

احتفالات شم النسيم مستمرة بشكلها الأصلي والطبيعي منذ عصر القدماء المصريين حتى العصر الحديث، وفمن المعروف في مصر أن هناك العديد من التقاليد والعادات مازالت راسخة في قلوب المصريين ولم تتغير أبدا ومن أهمه هو الإحتفال بـ "شم النسيم" من خلال شراء الأسماك المملحة منها: الفسيخ والرنجة وغيرها، مع تناول البيض الملون بالألوان مصنعة بأيد الأطفال الصغار فمن المعروف أن شم النسيم يفرح به صغير وكبير، لأنه يشبه الأعياد الدينية من خلال العزومات وخروجات لأكل الأسماك المالحة، والتنزه في الحدائق والجناين الجميلة والمبهجة ليشهدوا أشعة الشمس الجميلة في فصل الصيف ويستمتعوا بفوائدها، حتى الغروب.

مثلما كان يحتفلون القدماء المصريين بذلك اليوم فى احتفال رسمي كبير، فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس فى برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب،  ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.

 

إجازة شم النسيم

تقوم الدولة كل عام بتحديد مواعيد أجازة شم النسيم، ويوافق هذا العام الإثنين المقبل 3 مايو2021 الموافق 21 رمضان الجاري.