الأحد 26 مايو 2024

محمود شكوكو.. ساند مصر ضد العدوان الثلاثى وصنع له جمهوره تمثالا

محمود شكوكو

فن1-5-2021 | 23:01

محمد أبو زيد

صنع لنفسه مكانا لا ينازعه فيه أحد، يجيد فن المونولوج، برع في إلقاء النكتة، وممثلا متمكن من أدواته، عندمايغني يجعلك تمنحه لقب المطرب، قادر بحركة بسيطة أن ينتزع منك ابتسامتك قبل أن يبدأ في الكلام، لا يعرف يقف ساكنًا، يتمايل راقصا يمينا ويسارا، هو المونولوجست الأشهر فى مصر، تميز في كل شئ فنه وملابسه إذ يرتدي "جلبابا" وعصاه و"طاقية" تميل على إحدى حاجبيه.

ابن البلد والفنان الوحيد الذي صنع له جمهوره تمثالا، هو "لبلب" الذي يتحدي بطش"عنتر" بالحيلة في "عنتر ولبلب" وصاحب الملامح وخفة الظل التي تنم عن روح مصرية، ولديه الرصيد الأكبر من حب الناس، أستاذ التلقائية، و"شارلي شابلن العرب" محمود شكوكو.

في مثل هذا اليوم  1 مايو من عام 1912 ولد محمود إبراهيم إسماعيل موسى "محمود شكوكو" في إحدى حواري حي الجمالية بالقاهرة، لأب يعمل في مهنة النجارة، عشق "شكوكو" الفن من أغمص قدميه حتى النخاع، يعمل مع والده في ورشته طيلة النهار، وعندما يأتي المساء يذهب ليغني في الأفراح الشعبية، جاءت إنطلاقته مع فرقة الفنان الكبير علي الكسار، ليقدم معه في عدد من المسرحيات بعضا من  المونولوجات والأغنيات.

 يقف "شكوكو" على خشبة مسرح روض الفرج وهو ممسكا بالورود يلقيها على جمهوره بينما يغني "ورد عليه فل عليه" وبعد إذاعة تلك الأغنية عبر الإذاعة حققت نجاحا كبيرا وتعلق بها الجمهور وعندما يذهب لإحياء الأفراح يطلب منها غنائها ليغنيها بناءا على طلب المعازيم.

  بدأت نجاحات "شكوكو" تظهر عندما انضم للإذاعة المصرية، إذ عمل بالبرنامج الإذاعي المسحراتي عام 1942، وفي العام نفسه شارك سينمائيا في  فيلم "بحبح في بغداد" وبعده بعامين شارك مع الفنان علي الكسار في فيلمي "شارع محمد"، و"نور الدين والبحارة الثلاثة".

فتحت السينما له ذراعيها وقدم في عام 1944 مع المخرج نيازي مصطفى فيلمي "حسن وحسن"، و"شارع محمد علي" ثم توالت مشاركاته بأدوار ثانوية في العديد من الأفلام منها "حب ودلع، انتصار الحب، ظلمونى الناس، أم رتيبة، شباك حبيبى، حب وجنون، طلاق سعاد هانم، الأسطى حسن، قلبى دليلي، والدنيا حلوة".

كانت شهرته الحقيقية عندما قدم في بطولة مناصفة مع الفنان سراج منير فيلم "عنتر ولبلب" في تحدي السبع أقلام التي تعلق بها الجمهور، وفي فن المونولوج كون مع الراحل إسماعيل ياسين ثنائيا ناجحا، وبلغ رصيد ه الفني نحو سينمائيا إلى 99 فيلمًا.

وصلت شعبية "شكوكو" إلي ذروتها إذ يقف على مسرح العرائس، مرتديا جلبابه وطاقيته ليقدم لجمهور من الأطفال والكبار  عروض الأراجوز، وكان الفنان الوحيد الذي صنع له تمثالا على هيئته  بالطاقية والجلباب البلدي، ويجوب الباعة الشوارع في القرى والميادين وينادي كل منهم على التماثيل قائلا "شكوكو بإزازة"، وهو الفنان الأول التي تظهر صورته على علب الكبريت.

ظهرت وطنية "شكوكو" أثناء العدوان الثلاثي على مصر، إذ راح يسمك بصندوق يجمع به التبرعات من أصحاب المحلات والمواطنين في أحياء المحروسة وميادينها، حتى قرى ونجوع مصر ذهب إليها وطاف كل المحافظات ليقدم عروضه من منولوجات كانت تذهب إيرادتها لصالح المجهود الحربي في مساندة مصر، ليثبت انه وطنيا مخلصا يستحق أن يمنحه جمهوره كل تلك الحب. 

خلال مشواره الفني قدم أكثر من 600 مونولوجا، قام بتأليف معظمها بتلقائيته المعهودة، ومع سعاد مكاوي وثريا حلمي كونا فرقة طافت أعمالها العديد من البلدان العربية والأوروبية، فيما تعاون مع كبار المؤلفين لعل أبرزهم "بيرم التونسي، فتحي قورة" وفي 21 فبراير عام 1985، رحل محمود شكوكو عن عالمنا عمر ناهز 72عاماً بعد سنوات من الفن والضحك رسم خلالها الابتسامة على وجوه الجميع، وترك خلفه فنا وحبا لا ينضب.