يغادر غدا الأحد، الرئيس عبدالفتاح السيسي، مطار القاهرة، متجها إلى دولة الكويت، على رأس وفد رسمي في زيارة رسمية تستغرق يومين، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت، أن الرئيس السيسي سيجري خلال زيارته مباحثات رسمية مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت وهي الثانية له منذ توليه الرئاسة في يونيو عام 2014 في وقت تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تناميا ملحوظا في مختلف المجالات.. كما يندرج لقاء السيسي بأمير الكويت ضمن سجل حافل من الزيارات واللقاءات الرسمية بين قادة الدولتين على مدى عقود مضت، والتي رسخت أواصر العلاقات بين الجانبين على مختلف الصعد.
وتعتبر العلاقات الكويتية المصرية المتأصلة منذ عشرات السنين نموذجا يحتذى به فقد أكدت دولة الكويت دائما تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن مصر واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبادلتها القيادة المصرية بالمثل في العديد من الأزمات التي مرت بها الكويت.
ومن أبرز هذه المواقف موقف القيادة المصرية الواضح والمؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي عام 1990 في مشهد سبق تكراره عندما وقفت الكويت إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو 1967 وفي حرب أكتوبر عام 1973.
ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين بعد استقلال دولة الكويت عام 1961 بدأت العلاقات بين الجانبين في التنامي المطرد، إذ سرعان ما جرى تبادل السفراء وجرى التنسيق السياسي على أعلى المستويات.
واستقبلت القاهرة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، ثلاث مرات متتالية خلال عام 1964 في مؤتمري القمة العربية في القاهرة والإسكندرية، والثالثة في مؤتمر دول عدم الانحياز.
كما زار الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، القاهرة عدة مرات خلال فترة تولي جمال عبد الناصر رئاسة مصر.. وكان الأمير الراحل آخر من ودع عبد الناصر بعد قمة القاهرة في 28 سبتمبر 1970 في المطار ليكون آخر زعيم يلتقي الرئيس المصري قبل وفاته.
وأجرى الشيخ صباح السالم، كذلك عدة زيارات إلى مصر خلال فترة الرئيس الراحل أنور السادات لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى زيارة أخرى عام 1976 للمشاركة في مؤتمر القمة العربي السداسي الذي خصص لمعالجة الأزمة اللبنانية التي تفجرت في تلك الفترة.
وسجل الشيخ صباح السالم، في تلك المرحلة الصعبة مواقف مشرفة لدولة الكويت في حربي 1967 و1973 على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية دعما للموقف العربي عموما ولمصر خاصة.
وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك مقاليد الحكم في مصر عام 1981 زار دولة الكويت أربع مرات قبل الغزو العراقي في عام 1990 وكانت الزيارة الأولى عام 1987 للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامي، والثانية في يناير 1988 بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والثالثة في فبراير 1989 لمشاركة الكويت احتفالاتها بالعيد الوطني، أما الرابعة فكانت في يوليو 1990 قبل محنة الغزو.
وفي المقابل.. أجرى أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، زيارة رسمية إلى القاهرة في أغسطس 1989 حيث لاقى استقبالا رسميا وشعبيا حافلا.
ومنذ أن تولى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم في الكويت زادت متانة العلاقات الكويتية المصرية، وتعززت أكثر فأكثر سواء على الصعيد الثنائي أو على الصعيد العربي، وواصل الأمير سلسلة الزيارات المتبادلة فقد استقبل في عام 2013 الرئيس المؤقت عدلي منصور، ثم حضر مراسم تنصيب الرئيس السيسي رئيسا لمصر في يونيو 2014 بينما زار الرئيس دولة الكويت رسميا وللمرة الأولى في يناير 2015.