وصفت الدكتورة منال عز الدين، خبيرة الصناعات الغذائية والباحثة في معهد علوم الأغذية، أكل الفسيخ بأنه مغامرة كبيرة، خاصة في أول أيام عيد الفطر، موضحة أن هناك شروطا لراغبي تناول الفسيخ، يجب الأخذ بها لتجنب المشكلات الصحية الناجمة عنه، أولها ضرورة شراء الفسيخ من محل أو منفذ مضمون.
وأضافت خبيرة الصناعات الغذائية، والباحثة في معهد علوم الأغذية في تصريحاتها لـ"دار الهلال" أن من ضمن هذه الشروط، الابتعاد عما يسمى بـ"الفسيخ الحلو"، الذي يحاول التجار خداع الزبائن والمستهلكين به، من باب أن ملحه قليل، ولا يتسبب في رفع ضغط الدم، والحقيقة أن الفسيخ الحلو، فسيخ مغشوش لم تتجاوز فترة إعداده أسبوعا أو اثنين على الأكثر، من أجل بيعه في السوق وتحقيق أعلى نسبة أرباح.
وأوضحت أن فترة إعداد الفسيخ الطبيعية، تستغرق من 20 إلى 30 يوما، على الأقل حتى يمر على مختلف مراحل تصنيعه، لافتة إلى أن نسبة الملح في قطعة الفسيخ مهمة جدا، بمعنى عند شراء الفسيخ من مكان ما منتجاته مضمونة، يجب ألا تقل نسبة الملح به عن 8%، وهو ما يعرف علميا بالحد الحرج أو الأدنى للملح في السمك بكل أنواعه، مؤكدة أن التأكد من نسبة الملح مهم جدا وضروري لتجنب حالات التسمم الناتج من تناول هذه الأطعمة، ناصحة مرضى القلب والضغط والكلى والسيدات الحوامل بضرورة الابتعاد عن الفسيخ وعدم تناوله نتيجة ارتفاع نسبة الملح.
وأشارت منال عز الدين، إلى أن الرنجة أفضل بعض الشيء من الفسيخ لأنها محتواها من الملح أقل، كما تتعرض للمعاملة الحرارية أثناء إعدادها، مؤكدة على المستهلكين بضرورة شراء الرنجة المغلفة والتي تحمل تاريخ إنتاج والصلاحية، أما من يرغب بشراء الأسماك الطازجة من الأسواق أي كان نوعها وجب التأكد من أن شكل السمكة صحي، وأنسجتها متماسكة، وعيونها تلمع، وخياشيمها وردية اللون، والتأكد من رائحة السمكة طبيعية بمعنى أن لا تكون رائحتها نتنة.
وأردفت بضرورة أن يكون طبق السلطة ضمن مكونات مائدة الطعام، ولا سيما أن الأطعمة المملحة لا تكون إلا وبجانبها الخس والبصل والليمون، مؤكدة على المواطنين أنه في حالة ظهور بعض أعراض التسمم وخاصة بعد تناول الفسيخ والتي تظهر ما بين ساعة إلى 36 ساعة من تناوله، بضرورة التوجه لأقرب مستشفى.
واختتمت أن التسمم الناتج عن تناول الفسيخ يسمى البتولنيا، كما أنه خطير جدا، وإذا لم يسعف المصاب به قد يتوفى، لافتة أن أعراضه عبارة عن تنميل في الوجه والأيدي وقيء وزغللة وإسهال، وقد يحدث شلل في الأطراف العليا، كما أن هذا الميكروب يصيب الجهاز العصبي مباشرة.