الجمعة 17 مايو 2024

أعياد مصرية... عيد اللقاء الجميل

أعياد مصرية... عيد اللقاء الجميل

ثقافة15-5-2021 | 19:37

عبدالله مسعد

أعياد المصريين القدماء تنوعت وتعددت حتي إن المؤرخين اليونانيين وعلى رأسهم بلوتارخ.

يذكر أنه من كثرة أعياد المصريين لم يكن يفرق بين العيد والآخر سوى أيام معدودات فما أن ينتهي عيد في مدينة حتي يبدأ عيد آخر في مدينة أخريز

وكان لأعياد المصريين أشكالها المختلفة منها الأعياد الدينية التي تتم في مناسبات دينية معينة كذكري انتصار حورس على عمه ست، وأعياد الآلهة والتي تتم في معبد كل إله وفقا لحدث معين سواء كان انتصار هذا الإله أو إنشاء معبده أو ذكري معجزة ارتبطت به.

كذلك كان من أعياد الآلهة في مصر القديمة أعياد خاصة بتزاوج الآلهة، ومن أشهر هذه الأعياد العيد السنوي الذي كان يخرج فيه كهنة الإله حورس الإدفوي نسبة إلى مدينة إدفو يحملون المركب المقدس للإله وبداخله مقصورته وتمثاله الذهبي يتلاقي ليركبوا النهر ويتجهوا شمالا إلي دندرة.

 

عيد الوادي

 

وفي مدينة طيبة عاصمة الإمبراطورية المصرية خلال العصر الحديث كان من أبهي الأعياد الدينية العيد الذي يسمي بـ عيد الوادي، وفيه كان آمون سيد آلهة مصر وسيد الكرنك يخرج في موكب مهيب ليتجه لزيارة الوادي الغربي، فيمر على المعابد الجنائزية ومقابر الأشراف وكانت فرصة لخروج الناس جميعا وزيارة موتاهم وحرق البخور على أرواحهم وتقديم القرابين وكذلك إطعام المساكين تقربا إلى الإله، فما أقرب الأمس البعيد من اليوم وإن اختلفت العقائد؟!

 

عيد الفيضان

 

وإلى جانب الأعياد الدينية، كان المصريون القدماء يحتفلون بعدد كبير من الأعياد التي ارتبطت بالزراعة، فمثلا احتفلوا بعيد الفيضان الذي ارتبط عندهم بيوم ظهور نجم الشعرة اليمنية في السماء واحمرار لون بشائر فيضان النيل فكان الناس يحتفلون بمقدم الفيضان ممنيين بفيضان كله خير على البلاد.

 

كذلك ارتبطت أعياد كثيرة عندهم بحصاد بعض المحاصيل وعلى رأسها الكتان والذي كان يصنع منه أفخر الثياب والمفروشات، كذلك كان موسم حصاد الكروم وعصره وصناعة النبيذ من أحب المناسبات للاحتفال بها، وإن كان الأمر يتم بين أولئك المرتبطين مباشرة بتلك الصناعة.

 

وفي ذكرى انتصارهم الحاسم علي الهكسوس، وما تم في أعيادهم من توزيع للهدايا والنياشين عليهم من قبل الفرعون، وكذلك العطايا التي منحت لهم سواء من الأراضي الزراعية أو من الماشية وغيرها.

 

وخلال الأعياد كان المصريون القدماء يتزينون بأجمل الثياب وأكثرها زخرفا وجمالا ويقوم الأشراف وكبار الموظفين بتوجيه الدعاوي إلى أصحابهم ومعارفهم يدعونهم إلى الحضور إلى قصورهم، حيث يتم بسط الموائد ويعزف الموسيقيون أجمل الألحان علي آلات الناي والهارب ويغني المغنون أجمل معاني الحب والجمال ويمتلئ المكان بهجة وسرورا، خاصة بعد أن تبدأ الراقصات الجميلات رقصاتهن البديعة بين الضيوف.

 

احتفالات شعبية

وهذه الاحتفالات لم تكن مقتصرة فقط علي طبقات محددة من الشعب المصري القديم وإنما يحتفل بها الجميع علي مختلف طبقاتهم وكانت مناسبة لكي تعطي الهدايا واللعب للأطفال ليخرجوا للعب مع أقرانهم، ففي هذه المناسبات كان يتم إعفاؤهم من الذهاب إلي المعبد وتلقي الدرس فكانت بالطبع مناسبة سارة لهم يلهون ويلعبون بل ولم يكن محرما عليهم حضور مجالس الكبار لكي يشاهدوا ويستمتعوا بالعزف والغناء والرقص بين آبائهم هذا هو ما تصوره لنا المناظر المسجلة علي جدران مقابر المصريين القدماء والتي تؤكد أنهم لم يعيشوا فقط للعمل والإنتاج، لقد اختلفت المصادر وتنوعت عند المصري القديم والتي تعتبر وثائق توضح لنا احتفالات المصري القديم بالأعياد وتظهر في المعابد مثل معبد مدينة هابو وان النقوش والمناظر التي تزين جدرانه لها قيمتها الخاصة وايضا اللوحات والتماثيل والمقابر والبرديات. 

 

عيد اللقاء الجميل أو الزواج المقدس

 

عيد اللقاء الجميل" أو "عيد الزواج المقدس" أو كما عرفه المصري القديم "حب – سخن – نفر"، تنتقل فيها تمثال إلهة الحب والأمومة والجمال والموسيقي، الربة "حتحور" كل عام من معبدها بـ "دندرة" في موكب عظيم يقوده حاكم المدينة، لقضاء 15 يوماً في "إدفو" مع زوجها الإله "حورس".

ويبدأ الاحتفال بظهور هلال شهر "أبيب"، الشهر الثالث من فصل الصيف "شمو" وينتهي الاحتفال باكتمال القمر بدراً. تُبحر "حتحور" في مركب يُسمي " نب – مروت " أي "سيدة الحب" وأثناء رحلتها كانت يتوقف موكب "حتحور" لزيارة الإلهة "موت" سيدة الـ "شرو" بالكرنك، وقدم حاكم مدينة "إسنا" الطعام والشراب  للحجاج الذين كان يزداد عددهم كلما توقف الموكب، حيث يشترك أهل الصعيد جميعا في هذا الاحتفال وتزدحم مدينة الأقصر، وقبل "إدفو" كان يقابلها زوجها الإله "حورس بحدتي" بصحبته حاكم "ادفو" ومعه بعض الكهنة لاستقبال موكب "حتحور" حيث تقدم له "حتحور" القرابين ثم تطلق "الأربع أوزات" اللاتي يرمزن للجهات الأصلية الأربعة، ثم يصحبها متجهاً إلى "إدفو" وبعدها إلى داخل المعبد، وفي الصباح تبدأ طقوس الاحتفالات التي تستمر حتى اليوم الثالث عشر، ثم تعود مرة أخرى إلى دندرة حيث مقرها الأصلي.


وصُورت مناظر هذا الاحتفال على جدران معبد إدفو، وكان بقاء الربة حتحور في إدفو يمثل فرحاً طويلاً، وكانت تقام احتفالات في كل مدينة تمر بها على طول الطريق.


ويُعد هذا اللقاء الجميل أحد أهم الأعياد الدينية عند المصري القديم، وارتبطت أغلب الطقوس الدينية باستجلاب الفيضان ليعم الرخاء والنماء، وإلتقاء الزوجين "هذا اللقاء الذي يتجدد كل عام بين حتحور وحورس بحدتي" هو إيذان بالخصب والفيضان، واتصال الزوجين يرمز إلى الخصوبة، وكذلك الفيضان يمثل الإله "أوزير" عندما يغطي حقول مصر التي ترمز للإلهة "ايزيس" يحدث الخصب وتنتج الوفرة.


وقد ظهرت الربة «حتحور» بصور وخصائص مختلفة، وعبدت فى أماكن عديدة فى مصر كلها، وعُرفت كربة للموسيقى، والحب، والعطاء، والأمومة، واندمجت مع الربة «إيزيس»، وقد قورنت فى بلاد اليونان والرومان بالآلهة «أفروديت»، وكانت المعبودة «حتحور» واحدة من أهم وأشهر المعبودات المصرية، بل ومن أوسعها انتشارًا على الإطلاق، ويرجح البعض ظهور عبادتها منذ عصور ما قبل التاريخ.


ذُكرت حتحور فى الميثولوجيا المصرية على أنها البقرة السماوية التى ترضع الملك عند ولادته، وهى الأم الكونية التى تلد الأرواح، وكان المعتقد المصرى القديم يرى أن كل طفل يولد فى البيت الملكى فى مصر القديمة هو صورة من حورس الذى ولدته أمه «إيزيس» بعد موت أبيه «أوزوريس» وخبأته وسط مستنقعات الدلتا ونباتات البردى وأرضعته هناك، وفى معبد دندرة بعض المشاهد التى تصور السبع حتحورات وهن يستقبلن الطفل الوليد حورس بالدف والصلاصل، وفى مقبرة الملكة نفرتارى بوادى الملكات هناك مشهد يصور السبع حتحورات فى صورة سبع بقرات، حيث احتلت «حتحور» مكانة كبيرة فى قلوب المصريين القدماء، ومن أهم مراكز تقديسها فى مصر مدينة دندرة، وقد امتد تأثير حتحور إلى خارج مصر، فكانت مقدسة أيضا فى لبنان، والصومال.


عُرفت «حتحور» فى العديد من صور العبادة كربة السماء العظيمة، وربة للحب والرقص والشراب، ومعبودة للموتى، وراعية للملكية، وسيدة للبلاد الأجنبية، وقد اعتبرت كمعبودة ذات طبيعة عالمية؛ ولذلك فقد تشعبت وتعددت علاقتها بالعديد من المعبودات، فقد ارتبطت بالسماء، و«حور» السماوي، ووصفت بـ«سيدة السماء»، و«سيدة النجوم» كابنة للمعبود «رع»، أما الشعائر والطقوس الدينية التى أقيمت لها، فقد تأسست على الأرجح منذ الأسرة الرابعة تقريبًا، وهناك شواهد على وجود كهنة من الرجال والنساء فى العديد من أماكن عبادتها منذ الأسرة الرابعة على أقل تقدير، ولارتباطها بالأمومة، ثم بالمعبود «رع» والملكية بوصفها أمًا للمعبود «حورس» الملك، وابنة للمعبود «رع» منذ أن أصبح لعقيدة الشمس شأن كبير، تكونت لها علاقة بالشعائر والعقائد الملكية.


عُرفت «حتحور» فى العديد من صور العبادة كربة السماء العظيمة، وربة للحب والرقص والشراب، ومعبودة للموتى، وراعية للملكية، وسيدة للبلاد الأجنبية، وقد اعتبرت كمعبودة ذات طبيعة عالمية؛ ولذلك فقد تشعبت وتعددت علاقتها بالعديد من المعبودات، فقد ارتبطت بالسماء، و«حور» السماوي، ووصفت بـ«سيدة السماء»، و«سيدة النجوم» كابنة للمعبود «رع»، أما الشعائر والطقوس الدينية التى أقيمت لها، فقد تأسست على الأرجح منذ الأسرة الرابعة تقريبًا، وهناك شواهد على وجود كهنة من الرجال والنساء فى العديد من أماكن عبادتها منذ الأسرة الرابعة على أقل تقدير، ولارتباطها بالأمومة، ثم بالمعبود «رع» والملكية بوصفها أمًا للمعبود «حورس» الملك، وابنة للمعبود «رع» منذ أن أصبح لعقيدةالشمس شأن كبير، تكونت لها علاقة بالشعائر والعقائد الملكية.