الأحد 16 يونيو 2024

خبراء يوضحون تداعيات الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق

الملء الثاني لسد النهضة

تحقيقات22-5-2021 | 18:57

أماني محمد

لا يزال الجانب الإثيوبي يواصل تعنته ومواقفه الأحادية والاستمرار في استعدادات الملء الثاني لسد النهضة في موعده المرتقب أن يكون في يوليو المقبل دون التوصل لاتفاق ملزم مع مصر والسودان، حيث أكد خبراء أن الملء الثاني سيؤثر على حصة مصر والسودان المائية لأن كمية المياه المتوقع احتجازها 13.5 مليار متر مكعب، وأنه يمكن الاتفاق بين الدول الثلاث على آلية الملء دون الإضرار بأي منهم.

وفي تصريحات له أمس، أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أنه يجب الوصول إلى اتفاق قبل الملء الثاني للسد الإثيوبي، مشيرا إلى أنه إذا تم هذا الملء فإن هذا ينبئ بتوتر وتداعيات نحاول تجنبها لأنها سوف تؤدي إلى توتر المنطقة، حيث أن الملء الثاني لسد النهضة يعني خروج إثيوبيا عن قواعد القانون الدولي واتفاق المبادئ

وشدد وزير الخارجية على أن مصر لن تتنازل ولن تقبل وقوع ضرر عليها، وتحديد الضرر يتم من خلال الأجهزة المعنية في وزارة الري، موضحا أن مصر سعت أن يأتي التدخل من خلال الإطار الإفريقي والمراقبين ولكن إثيوبيا لم تتجاوب، لكنها في الفترة الحالية تركز مصر على مرحلة التوصل للاتفاق.

 

تداعيات الملء الثاني لسد النهضة

وعن تلك التداعيات، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية واستصلاح الأراضي بجامعة القاهرة، إن الملء الثاني لسد النهضة سيكون بكمية 13.5 مليار متر مكعب من المياه، حيث أن حجز هذه الكمية من المياه من قبل إثيوبيا بدون اتفاق مع مصر والسودان أو ترتيب على جدول زمني للملء سيكون له تداعيات عديدة.

 

وشدد نور الدين، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، على ضرورة الاتفاق على آلية الملء هل ستكون في شهر ونصف، وبالتالي حجز كل كمية مياه الفيضان في النيل الأزرق أم على مدار الخمس شهور للفيضان وخصم 3 مليار متر مكعب على مدى تلك الفترة، مضيفا أن مصر والسودان توافقان على الملء بشرط الاتفاق على كيفية التخزين.

 

وأضاف أن ملء هذه الكمية خلال شهر أو شهر ونصف يعني جفاف النيل الأزرق تمام مما سيضر بمحطات مياه الشرب في شرق السودان المسئولة عن توفير مياه الشرب لـ20 مليون سوداني، وكذلك سيتضرر توليد الكهرباء من سدي الروصيرص وسنار الموجودين على النيل الأزرق في السودان، وكذلك سيتضرر السد العالي.

 

وأشار إلى أن توزيع فترة التخزين على مدار خمسة أشهر فترة الفيضان من يوليو وحتى نوفمبر سيجعل مصر والسودان يشعران بنقص صغير كل شهر لكميات يمكن تحملها، مضيفا أن هذا ما أكده سامح شكري وزير الخارجية وحُرفت تصريحات، حيث قال إنه إذا اتفقنا على الملء الثاني لسد النهضة فلدينا مخزون طيب في السد العالي يجعلنا نتحمل تداعيات الملء الثاني والتخزين.

 

وأكد نور الدين أن مصادرة إثيوبيا لكل كمية المياه في أثناء الفيضان والتي تقدر بـ11 مليار متر مكعب كل شهر ابتداء من شهر يوليو، لملء 13.5 مليار متر مكعب والذي يستغرق أكثر من شهر أمر مرفوض، لذلك من المهم أن يجري التخزين على مدار الخمسة أشهر بما لا يضر مصالح مصر والسودان وتظل تدفقات النيل الأرزق في مجراها وإن كانت أقل من المعدل الطبيعي.

 

وشدد على أن مصر والسودان لا يريدان اتفاقا مرحليا بمعنى الاتفاق على الملء الثاني لهذا العام، وفي العام المقبل نفكر فيه، وهو أمر مرفوض؛ لأن السد يحتاج لتخزين 75 مليار متر مكعب والأمر لا يزال في بدايته، لذلك يجب الاتفاق على آلية تخزين هذه الكمية بدلا من التفاوض كل عام.

 

ولفت إلى أن مصر يرفضان الاتفاق المرحلي ويصران على الاتفاق التام بشأن سياسات الملء والتشغيل حتى يتم اكتمال الـ75 مليار سعة تخزين السد الإثيوبي، مضيفا أنه وفقا لتصريحات وزير الخارجية المصري فمن المتوقع أن تدعو الكونغو لاتفاق عاجل خلال هذا الأسبوع للدعوة للوصول إلى اتفاق ملزم، لكن إثيوبيا ترفض أي اتفاق ملزم وتريد فقط نقاط استرشادية قد تأخذ بها أو لا، في حين تصر مصر والسودان على الوصول إلى اتفاق ملزم لكل الأطراف.

أضرار سد النهضة على مصر والسودان

فيما قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا تصر على الملء الثاني لسد النهضة وتخزين المياه في موعدها الذي أعلنته وتسير في الإنشاءات الهندسية للسد، مضيفا أن الملء الثاني لسد النهضة سيكون له أضرارا كثيرة على مصر والسودان لكن في الوقت نفسه لن يشعر المواطنون بالضرر.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السبب في عدم شعور المواطنين بهذا الضرر هو السد العالي، لكن في الوقت نفسه هذا لا يعني عدم وجود ضرر، مضيفا أن السد العالي إذا لم يكن موجودا كان الوضع سيصبح كارثة، وكذلك خطط الدولة في تحديد مساحات الأرز الذي وفر جزء من المياه.

وأضاف أن هناك جهود تبذل من الاتحاد الأفريقي لعودة المفاوضات مرة أخرى بين مصر والسودان وإثيوبيا ومن المفترض تعجيل إتمام هذه المفاوضات، لأن الوقت يمر والأمطار بدأت تهطل على البحيرة وتجميع المياه وبدء التخزين بدون اتفاق مما سيفاقم المشكلة.

وشدد على أن وزير الخارجية سامح شكري أكد في تصريحات أن مصر لن تدخر وسعا في الحفاظ على حصتها من المياه، مضيفا أن هناك بعض التداعيات البيئة لسد النهضة مثل تغير في الأمطار ودرجات الحرارة ووزن المياه الذي قد يؤدي إلى زلازل خفيفة في المنطقة، وكذلك حجز الطمي في سد النهضة مما يجعل المياه التي ستصل السودان بدون طمي رغم أن الزراعة هناك تعتمد عليه دون استخدام أسمدة مما سيؤثر على السودان.

وأشار إلى أن كمية المياه المرتقب تخزينها في الملء الثاني لسد النهضة وهي 13.5 مليار متر مكعب هي خسارة ستتحملها مصر أكثر من السودان، مضيفا أن الضرر ليس شرطاً أن يكون مائياً فقط ولكن هناك أضرار أخرى عديدة وخطيرة منها الهيمنة الاثيوبية على أنهار النيل التى تأتى من إثيوبيا وهى النيل الأزرق وعطبرة والسوباط، وكذلك الانفراد بتكملة الملء السنوات القادمة.

وأكد أن متحدث الخارجية الاثيوبية دينا مفتى قالت بإن الملء يمكن أن يكون فى سنتين وطالما لا يوجد اتفاق يلزم اثيوبيا بحد أقصى ولا توجد أى قواعد هيدرولوجية ستكون هناك مشكلة، لأن العامل المحدد للتخزين هو مدى التقدم فى الانشاءات الهندسية بمعنى أن إثيوبيا لو أنجزت هندسياً وتستطيع تخزين 30 مليار متر مكعب العام القادم لسوف تفعل فضلا عن خطورة انفرادها بالتشغيل دون النظر للتأثيرات السلبية على كل من مصر والسودان، مشددا على ضرورة توحيد وتكثيف جهود مصر والسودان للوصول إلى اتفاق شامل قبل يوليو القادم بشتى الطرق حفاظاً على حقوقنا المستقبلية فى نهر النيل.