الجمعة 17 مايو 2024

اللواء محمد الشهاوى : مناورات «حماة النيل» رسالة لمن يريد المساس بأمن مصر والسودان (حوار)

اللواء أركان حرب محمد الشهاوي

تحقيقات26-5-2021 | 22:35

أحمد رشدي

- لأول مرة من بعد حرب الخليج تنتقل قوات مصرية من مصر إلى السودان.

- التدريبات العسكرية المشتركة مؤشر على توافق الرؤى والتوافق لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن القومي بين مصر والسودان.

- اختيار اسم حماة النيل ونسور النيل إشارة إلى النيل وحمايته.

- مياه النيل قضية حياتية.. وكل السيناريوهات متاحة.

- معظم دول العالم ترغب في الاستفادة من الخبرة القتالية المصرية في الحروب التقلدية ومكافحة الإرهاب والحروب غير النمطية.

- مصر هي السند والحصن الحصين لكل القضايا العربية وفي القلب منها فلسطين.

- أي تهديد مائي أوتهديد للحدود أو الأمن القومي لأي دولة عربية فإن مصر حاضرة.

 

تحاول الدول الشقيقة والمجاورة لمصر، وكذلك الدول الأوروبية من الاستفادة بشكل كبير من الخبرات العسكرية المصرية، والجيش المصري، لما له من أثر كبير في مواجهة الإرهاب والتطرف وكل من يحاول النيل من مصر، إذ أجرت القوات المسلحة المصرية مناورات مع القوات السودانية تستمر لمدة 6 أيام على الأراضي السودانية، تشارك فيها كافة التخصصات من كلا البلدين.

 

وفي حواره مع «دار الهلال»، أكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، أن التدريبات المشتركة بين مصر والسودان، تعد مؤشرًا على توافق الرؤى والتوافق السياسي والعسكري لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن القومي لكلا البلدين.

 

وإلى نص الحوار:

 

** في البداية.. كيف ترى مناورات "حماة النيل" بين مصر والسودان؟

 

مناورات «حماة النيل» بين القوات المسلحة المصرية والسودانية تستمر لمدة 6 أيام على الأراضي السودانية، وتشارك فيها كل التخصصات من القوات المسلحة في كلا البلدين، وهناك تسلسل وتتابع ودورات سابقة في التدريب المشترك بين مصر والسودان.

 

** ما فائدة المناورات بين مصر والسودان؟

 

في إبريل الماضي الماضي شاركت مصر والسودان في تدريب عسكري مشترك «نسور النيل 2»، في قاعدة «مروى» شمال السودان وفي نوفمبر العام الماضي تم تنفيذ تدريبات «نسور النيل 1»، التي شاركت به لأول مرة وحدات من القوات الجوية السودانية وعناصر من قوات الصاعقة المصرية، وتعد التدريبات المشاركة بين مصر والسودان مؤشرًا على توافق الرؤى والتوافق السياسي والعسكري لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن القومي لكلا البلدين.

 

** بعد حرب الخليج لم تنقل القوات المصرية إلى السودان.. ما الغرض من هذه المناورات؟

 

في الحقيقة، من بعد حرب الخليج، لأول مرة تنتقل قوات مصرية من مصر للسودان، والمرة التي خرجت فيها قواتنا قبل ذلك كانت لتحرير الكويت، وهذه رسالة إلى كل من تسول له المساس بالأمن القومي المصري والأمن القومي السوداني.

 

** كيف ترى موقف مصر والسودان من قضية سد النهضة؟

 

مياه النيل قضية حياتية، وقضية وجود ومصيرية، تُؤخذ بكل جدية، وكل السيناريوهات متاحة، لكن أفضل السيناريوهات هو التفاوض، وهو ما تقوم به مصر، لكن مصر تمتلك الردع والقوة، والإرادة لاستخدام هذا الردع في حالة إذا نقصت نقطة مياه واحدة من حصة مصر المائية، وفي نفس التوقيت هناك تدريب بين مصر والإمارات «زايد 3» يستمر لمدة أسبوعين في الإمارات.

 

** ما الهدف من إقامة التدريبات بين مصر والدول الشقيقة؟

 

مصر دائما ما تقوم بتنفيذ التدريبات المشتركة مع القوات المسلحة للدول الشقيقة والصديقة، وأعداد كبيرة من هذه التدريبات المشتركة تطلبها تلك الدول، لأنها ترغب في الاستفادة من الخبرة القتالية المصرية في الحروب التقليدية وفي حروب مكافحة الإرهاب والحروب غير النمطية.

 

والهدف الرئيسي من التدريب المشترك «حماة النيل»، هو تبادل الخبرات وصقل المهارات، وتوحيد العقائد العملياتية، لأنه لابد أن تشترك قوات البلدين ويتم التنسيق والتنظيم والتعاون من أجل مجابهة أي عدائيات، قد توجه مصر والسودان، وتوحيد مفهوم العملياتية والقتالية في نفس التوقيت.

 

** لماذا تم اختيار هذا التوقيت لإقامة المناورة؟

 

التدريبات المشتركة لها خطة سنوية، بها توقيتات ومنها السودان، ومصر تقوم بالتدريبات والمناورات مع أكثر من 30 دولة، وأسماء تلك التدريبات المشتركة مع الدول ذات مركز الصقل الكبير بها تعجب، الدول الكبرى عندما ترغب في التدريب المشترك مع مصر يطلقون على التدريبات المشتركة أسماء قادة فراعنة عظام حققوا انتصارات، فالتدريب المشترك مع بريطانيا يسمى أحمس ومع فرنسا يسمى كليوباترا.

 

** التدريبات التي تجريها الدولتان هل لها رسالة معينة؟

 

مدلول حماة النيل، ونسور النيل 1 و2، إشارة إلى النيل وحمايته، وأن الماء الذي يجري بين مصر والسودان، ويشرب منه الشعب المصري والسوداني، هو نفس الماء الذي يجري في عروق الشعب المصري والسوداني، لأن مصر والسودان نسيج واحد، يربط بينهما تاريخ وجغرافيا ونهر النيل.

 

وحين يطلق اسم حماة النيل ونسور النيل على التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين الشقيقين، يؤكد أن هناك تحد كبير أمام مصر والسودان، ويتم مجابهته من خلال الكفاءة القتالية العالية والجاهزية والاستعداد القتالي للقوات من خلال كل التخصصات من كل الأفرع الرئيسية قوات برية ، قوات بحرية، قوات جوية، قوات دفاع جوي، قوات خاصة ممثلة في هذا التدريب المشترك.

 

** ماذا تعني هذه الرسالة؟

 

الرسالة تؤكد أن ملف المياه مسألة حياة أو موت، وكل السيناريوهات مفتوحة ومتاحة، وهناك إرادة وقدرة عسكرية مصرية.

 

** كيف تقيم الموقف المصري على مستوى القضايا العربية؟

 

موقف مصر بارز ومحوري ورئيسي في كل ما حدث خلال الأسبوع الماضي بين فلسطين والإسرائيليين، ونجحت مصر بسياستها وبدورها المحوري استطاعت أن توقف العدوان الإسرائيلي وسفك الدماء في غزة، وتقوم بوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مصر أفعال لا أقول، قدمت التضحيات الكبير للقضية الفلسطينية، يكفي أن أقول إن مصر قدمت أكثر من 100 ألف شهيد للقضية الفلسطينية، والآن تقوم بإعادة إعمار غزة بـ 500 مليون دولار لتخفيف الألم عن أهلنا في فلسطين، مصر هي السند مصر هي الحصن الحصين لكل القضايا العربية وفي القلب منها فلسطين.

 

** ما فائدة السودان بالنسبة لمصر؟

 

السودان العمق الاستراتيجي لمصر، وبين مصر والسودان  معاهدة عام 1958 تخصيص حصص مياه النيل، ومعاهدة الدفاع المشترك بين مصر والسودان، والتي تبلورت خلال 7 اجتماعات عسكرية ما بين القوات المسلحة المصرية والسوادنية برئاسة رؤساء أركان حرب البلدين، وكان آخرها الاجتماع السابع في مارس من العام الجاري، مؤكدا أن الرؤى والأفكار والسياسة العسكرية لكلا البلدين موثقة، والتدريب المشترك، وحماية أمن الحدود، والتأهيل والتدريب للضباط، وهناك ضباط من دولة السودان الشقيق يتدربون ويتأهلون في مصر ويعودون سفراء لمصر في  بلادهم.

 

** كم يبلغ عدد الدول الشقيقة التي يدرس ضباطها في كلية القادة الأركان؟

 

كلية القادة والأركان المصرية بها ضباط من أكثر من 13 دولة شقيقة وصديقة، على رأسها السودان، وهناك التعاون العسكري في مجالات الزيارات، مجالات التدريب والتأهيل، مجال التدريب المشترك، وفي خلال 4 شهور كان يوجد تدريبات مشتركة في نسور النيل وحماة النيل.

 

** حدثنا عن التدريب العسكري المعروف باسم سيف العرب؟

 

نفذت مصر في شهر نوفمبر من العام الماضي، تدريبات عسكرية مشتركة باسم «سيف العرب» بمشاركة 6 دول عربية، هي: «مصر، والسعودية، والإمارات، والأردن، والبحرين، والسودان»، بقاعدة محمد نجيب العسكرية.

والأمن المصري مرتبط بالأمن القومي العربي، وأتوقع أن تكون التدريبات المشتركة باكورة لقوة عربية مشتركة، وهذه القوة أو هذا الجيش العربي الموحد يحمي ولا يهدد، يصون ولا يبدد، يحمي الأمن القومي العربي هذا هو المطلوب من الدول العربية.

 

**هل التوتر بين السودان وإثيوبيا في الوقت الحالي يؤثر على مصر؟

 

التوتر بين حدود السودان مع إثيوبيا، وأي حد من حدودنا، يؤثر على الأمن القومي المصري، وفي ليبيا كان هناك تهديد كبير، وتم رفع درجة الاستعداد في المنطقة الغربية العسكري، وخرج الرئيس عبدالفتاح السيسي في 20 يونيو 2020  وقال: «خط أحمر سرت-الجفرة»، ومن ذلك التوقيت لم تسطع أي جماعة إرهابية أو ميلشيا مسلحة أو قوات مرتزقة منقولة من سوريا أو قوات تركية مرتزق قوات أن تقترب من هذا الخط وبالتالي حدودنا أصبحت آمنة.

 

** هل تواجه الحدود الغربية المصرية تهديدًا في الوقت الحالي؟

 

هناك استقرار على حدونا الغربية، وبالنسبة لحدودنا الجنوبية مع السودان التى تعتبر عمق استراتيجي لمصر، أي تهديد مائي أو تهديد للحدود فإن مصر حاضرة، مصر الكبيرة التي أنقذت دولة عربية في حرب تحرير الكويت، حيث تحركت قوات عسكرية مصرية واستعادت الحقوق مرة أخرى، وعندما يتعرض الأمن القومي لأي دولة عربية كما قال الرئيس السيسي: «مسافة السكة».