الأربعاء 26 يونيو 2024

فى اليوم العالمي لبر الوالدين.. كيف يمكن تجنب أزمة جحود الأبناء؟

بر الوالدين

تحقيقات1-6-2021 | 19:40

إسراء خالد

يحتفل العالم اليوم الثلاثاء الموافق 1 من شهر يونيو الجاري، باليوم العالمي لبر الوالدين، تقديرًا للدور الكبير الذي يقوم به الوالدان في تنشأة جيل كامل، وما يقومون في سبيل خلق أطفال أصحاء نفسيًا ينشأون على المودة والمحبة.

 

وأجمعت كافة الأديان السماوية على ضرورة البر بالوالدين، وطاعتهما، وظهر ذلك في قوله تعالى: "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما"، فتلك الكلمات القرآنية توصي الأبناء بأبائهم، وتحثهم على طاعتهم، إلى جانب العديد من الأحاديث النبوية، ولكن طرأت العديد من التغييرات على العلاقة بين الأبناء والأباء، حيث أصبحنا نشاهد اليوم العديد من الانتهاكات التي يرتكبها الأبناء في حق أبائهم، والتي تعكس بوضوح انتشار ظاهرة الجحود بين الأبناء، ووجود فجوة كبير في العلاقة بينهم وبين أبائهم، وذكر أطباء في الصحة النفسية، أن جحود الأبناء ينتج عن جحود الآباء، وأن لكل طفل طبيعته النفسية الخاصة به، ويجب على الآباء أن يتفهموا تلك الطبيعة، ويتعاملون مع طفلهم وفقًا لها.

 

جحود الأبناء

في هذا السياق، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن اليوم العالمي لبر الوالدين يشير إلى دورهما الكبير في خلق أجيال كاملة، والذي أجمعت كافة الأديان السماوية عليه، وعلى ضرورة أن نكون بارين بهما.

وأوضح هندي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن ظاهرة جحود الأبناء التي نشهدها في تلك الآونة، والاختلاف الكبير في العلاقة بين الأبناء والآباء في الفترة الحالية، وبين علاقتهم بهما في الماضي، تعود إلى العديد من العوامل الداخلية النابعة من وسط المنزل الذي ينشأ به الطفل، إلى جانب بعض العوامل الخارجية المرتبطة بالمجتمع الذي يخالطه الطفل.

 

وأشارإلى أن العوامل الداخلية لغرس صفة الجحود بالأطفال، تستند بشكل أساسي على جحود الآباء ذاتهم، فيجب أن تكون علاقة الآباء بالأبناء بارة بالشكل الذي يغرس داخل الطفل الحب والاحترام، والمودة، منوهًا إلى أن علاقة الاحترام تبادلية بين الآباء والأبناء، فالوالدان هما القدوة الأساسية للأطفال، وكلما عاملاه بحنان سينشأ على مودتهما.

 

السلوك العدواني

وأكد أن المعاملة القاسية للأطفال، أو التغافل عن سلوكهم العدواني اتجاه بعض الأمور، يساهم في تفاقم السلوك العدواني لدى الطفل كلما تقدم في العمر، والذي قد يتسبب له في مشاكل نفسية، مشددًا على أن الأطفال لا يولدون بمشاكل نفسية، بل يكتسبوها من خلال علاقتهم بوالديهما فهما حجر الأساس لبناء شخصية وبنية الطفل.

 

وفيما يتعلق بالعوامل الخارجية لغرس صفة الجحود بالأبناء، قال استشاري الصحة النفسية، إن دور وسائل الإعلام على رأس العوامل المؤثرة في تشكيل شخصية الطفل، من خلال ما تروج له من أعمال درامية تنطوي على سلوك عدواني من الأبناء تجاه الأباء، مما ينتج عنه تأثر الطفل بكل ما يراه، وقد يساهم ذلك في تفاقم السلوك العدواني لديه.

 

واختتم هندي تصريحاته بالتأكيد على أن لكل طفل شخصيته وطبيعته النفسية الخاصة به، ويجب على الآباء استيعاب تلك الطبيعة والتعامل وفقًا لها، فسوء الفهم من جانب الوالدين أهم عوامل التنشأة الخاطئة، والتي تتسبب في خلق فجوة في العلاقة بين الآباء وأبنائهم، قد لا يستطيعون تخطيها فيما بعد.

 

حجر الأساس لتشكيل شخصية الأبناء

وفي سياق متصل، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن اليوم العالمي لبر الوالدين يحتم النظر في العلاقة بين الأبناء والآباء في تلك الفترة، والاختلاف الكبير الذي طرأ عليها.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن أول 6 سنوات في حياة الطفل هما حجر الأساس في تشكيل شخصيته، لذا يجب على الوالدين أن يحرصا على غرس الصفات الحميدة بالطفل، وعلى رأسها سلوك الطاعة والمودة، لينشأ عليهما، منوهًا إلى أن انخفاض الثقافة داخل المجتمع يساهم في خلق فجوات بالعلاقات الاجتماعية، وتناقص القيم الأخلاقية والدينية، مما ينعكس على دور الأباء في التربية.

 

وأشار إلى وجود العديد من العوامل التي تؤثر على تكوين شخصية الطفل، وطبيعته النفسية، إلا أن الأسرة يقع عليها الدور الأكبر، فهى في مقدمة العوامل المسيطرة على تنشأة الطفل، لذا يجب الحرص على إخراج الطفل من منزل ينطوي على القيم النفسية والاجتماعية والثقافية السليمة لخلق طفل سوي، مشددًا على أن النقص العاطفي في علاقة الآباء بأبنائهم قد يتسبب في بعض الاضطرابات النفسية، فمعظم الأمراض النفسية التي يعاني منها الأبناء تنتج عن التربية.

 

حلقة الوصل

وأكد أن العامل الأساسي في تجنب جحود الأبناء اتجاه أبائهم، هو الحرص على وجود حلقة وصل تجمع بينهم، فإذا انقطعت تلك الحلقة فسيكون من الصعب التقرب إلى الأبناء مرة آخرى، منوهًا إلى أن لكل طفل طبيعته النفسية الخاصة به، ويجب على الآباء أن يتفهموا تلك الطبيعة، ويتعاملون مع طفلهم وفقًا لها.

 

واختتم فرويز تصريحاته ناصحًا الآباء بالتقرب إلى أطفالهم، وغرس صفة المودة بهم منذ الصغر، ومراقبة سلوكهم العدواني حتى لا يتفاقم، فهما حجر الأساس الذي يشكل شخصية الطفل، والعبء الأكبر يقع على عاتقهما.

الاكثر قراءة