كل المخلوقات على الأرض تفتقر إلى الله وما عنده من نعم فهو الغني الكريم سبحانه.
وكذلك تحتاج إلى قدرته وحمايته من البلايا والنوازل .
وأمر الله عباده بالتعبد له بالدعاء وبين سبحانه وتعالى أن ترك الدعاء إستكباراً حيث قال : ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾
وفي الحديث : « مَنْ لَمْ يَسْأَلِ الله يَغْضَبْ عَلَيْهِ » صحيح ابن ماجه .
وعلى عكس ذلك مع الملحين والسائلين الذين يحبهم و يفرح بهم ويدنيهم المولى عز وجل منه :
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ .
وللدعاء منزلة عظيمة فهو أكرم شيء على ملك الملك سبحانه وقد يرد القدر و القضاء .
وكل الدعاء مستجاب بإذن الله أو يعوض صاحبه بخير منه أو يصرف عنه من السوء بدلاً منه بحكمته وتقديره سبحانه وتعالى لحديث : « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ الله بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ » صحيح أحمد .
وممكن للدعاء يكون دعاء عبادة : كالصلاة والصيام أو دعاء مسألة وطلب لجلب خير أو لدفع شر .
*سنن الدعاء وآدابه :
وللدعاء آداب تجعله أقرب للإجابة وهي :
* منها ما قبل الدعاء :
- التوبة الصادقة والندم .
- رَدُّ المظالم قدر المستطاع .
- أن يكون الملبس والمسكن و المطعم والمشرب طاهر ومن الحلال .
- عمل الصالحات و الطاعات مثل : الصدقة والوضوء والصلاة .
- إجتناب المحرمات .
- البعد عن الشبهات والشهوات .
* وأثناء الدعاء :
- إستحضار القلب .
- الثقة بالله .
- قوة الرجاء .
- اللجوء إلي الله تبارك وتعالى .
- التضرع والإِلحاح .
- تفويض الأمر كله إلى الله عز وجل وقطع النظر عن المخلوقات .
- اليقين في الإجابة .
* ثم الدعاء نفسه :
- إستقبال القبلة .
- ورفع اليدين .
- الإستغفار والإقرار بالذنوب .
- الحمد لله وشكره على نعمه .
- الثناء على الله بما هو أهله سبحانه .
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء ووسطه وآخره .
- استعمال أسماء الله وصفاته المتناسبة مع المدعوِّ به مثل : " يا رحمن ارحمني ويا واسع ارزقني " .
* أحوال مستحبة للدعاء وتكون اقوى من غيرها :
و من الأهمية اغتنام الأوقات والأماكن والأحوال الفاضلة التي تكون مظنة الإجابة وفيها أدلة على فضلها ومنها :
- ثلث الليل الآخير .
- بين الأذان والإقامة .
- بعد الوضوء .
- في السجود .
- قبل السلام من الصلاة .
- أدبار الصلوات .
- عند ختم القرآن .
- عند صياح الديكة .
- في السفر .
- دعوة المظلوم .
- المضطر .
- الوالد لولده .
- المسلم لأخيه بظهر الغيب .
- عند لقاء العدو في الحرب .
- ساعة الإجابة يوم الجمعة .
- شهر رمضان كله : عند الفطر وعند السَّحَر، وليلة القدر .
- في الصيام .
-القيام .
- يوم عرفة .
- في المساجد عمومًا وعند الكعبة وبخاصة عند الملتزم وعند مقام إبراهيم وفوق الصفا والمروة وفي عرفات ومزدلفة ومنى أيام الحج .
- عند شرب ماء زمزم .
وغيرها كثير ورد في الكتاب والسنة.