الخميس 27 يونيو 2024

آثري: منطقة «الفسطاط» لوحة فنية ضمت عبق التاريخ وصورة الحاضر

الفسطاط

أخبار10-6-2021 | 13:18

سلوى مظلوم

قال الدكتور محمد الوكيل مفتش وخبير آثار بالمنطقة الجنوبية، إن منطقة مصر القديمة أو ما يطلق عليها مدينة الفسطاط هي أقدم العواصم الإسلامية حيث اتخاذها الخليفة عمرو بن العاص عاصمة له أثناء فترة خلافته في البلاد، لافتا أن هذه المنطقة كانت خالية من المعمار إلا من الحصن الروماني المعروف بقصر الشمع عند مدينة منف الفرعونية، مشيرا إلى أن الخليفة عمرو بن العاص قد أطلق عليها مدينة الفسطاط أي الخيمة، وبدأت عمارتها ببناء جامع عمرو بن العاص، الذي أطلق عليه فيما بعد الجامع العتيق، وظلت الفسطاط عاصمة لمصر لمدة 113عاما.

وأضاف الوكيل في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن هناك العديد من المباني الآثرية الموجودة بالمنطقة، منها معبد بن عزرا اليهودي، وكنائس مصر القديمة، وجامع عمرو بن العاص، وحفائر أطلال مدينة الفسطاط، ومقياس النيل بجزيرة الروضة، وقصر المانسترلي، وقصر محمد علي بالمنيل، لافتا أن هذه المنطقة يطلق عليها حاليا حي مصر القديمة، وهي في قلب القاهرة ويتردد عليها عددا كبيرا من السائحين.

وأشار إلى أن قرار الدولة بإعاده تجديدها وترميمها، صائب تمامًا، لافتا أن منطقة الفسطاط الجديدة أحد الوجهات السياحية الهامة بمصر، لافتا أن المتحف القومي للحضارة المصرية الذي بدأ العمل فيه عام 2002 ليصبح أحد أهم متاحف الآثار على مستوى العالم، حيث يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تروي قصة تطور الحضارة من قديم الأزل وحتى عصرنا الحالي، مشيرا إلى أنه تم تقسيم المتحف إلى معرض رئيسي دائم لعرض أهم إنجازات الحضارة المصرية، إلى جانب 6 معارض أخرى تتناول موضوعات متنوعة مثل: النيل، والكتابة، والمعتقدات، بالإضافة إلى معرض المومياوات.

وأوضح أنه تم كذلك تقسيم مدينة الفسطاط الجديدة لثلاث مراحل، وهم المجاورة الأولى والثانية والثالثة، حيث تشتمل كل مجاورة منهم على عددا كبيرا من الأبراج الضخمة والعمارات السكنية حيث تم التجديد من كافة الجوانب الحياتية التي يحتاجها قاطني المنطقة، لافتا أنه تتراوح عدد الشقق في أبراج الفسطاط الجديدة من 24 إلى 48 شقة، تتكون بعض الأبراج من دور أرضي و11 دور، بينما يتكون البعض الآخر من دور أرضي و8 أدوار متكررة، وبذلك تكون مدينة متكاملة تضم عبق التاريخ ومواصفات الحياة الحديثة.