تمتلك مصر الكثير من المعابد، بينها ما يوجد في شرق واحة سيوة بمحافظة مطروح، وهو معبد آمون، الذي يسمى أيضًا معبد الوحي، ومعبد التنبؤات، ومعبد الإسكندر، ويعود تاريخه إلى الأسرة الـ26 في القرن السادس قبل الميلاد.

وتشير النقوش داخل المعبد الموجودة في منطقة  قدس الأقداس، إلى أن من أنشأ المعبد هو الملك أحمس الثاني أحد ملوك الأسرة الـ26 ، وترجع الأهمية التاريخية للمعبد إلى أنه مهبط وحي الإله آمون بحسب معتقدات المصريين القدماء خلال ذلك العصر.

يتكون معبد آمون من ثلاثة أجزاء، المعبد الرئيسي، وقصر الحاكم، وجناح الحراس، وبه ملحقات كثيرة كالبئر المقدسة التي كان يتم فيها الاغتسال والتطهر، ويتميز المعبد بوجود مسجد ومئذنة وغرف للكهنة وممرات وبهو كبير تم بناءه من أجل استقبال الإسكندر وتتويجه، وبئر المياه المقدسة وجدران رومانية، وينقسم إلى نصفين، الأول المصري القديم والجزء الثاني بطلمي وإسلامي .

شيد المعبد على ارتفاع 30 مترًا عن سطح الأرض فوق هضبة أغورمي، وبهذا الارتفاع يمكن لزوار المعبد مشاهدة واحة سيوة بأكملها ببحيراتها ومزارع النخيل والزيتون التي تحيطها من الطابق الثاني للمعبد، وشهد معبد آمون تتويج الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون، كوسيلة اتخذها الإسكندر للتقرب إلى المصريين لما عرف عنهم من ارتباطهم بمعبوداتهم في ذلك الوقت، وكان من أشهرها الإله آمون، وكان الملوك يذهبون إليه ليتنبأ لهم الكاهن بمصير حملاتهم العسكرية قبل الحروب، ويقول المؤرخون أن الإسكندر طلب وقت زيارته من الكهنة أن يتنبأوا له بمصير حملاته العسكرية المقبلة لما عرفه من شهرة هذا المعبد في هذا الأمر، وأنه الناس يقصدونه لهذا الغرض، فطلب أن يتم التنبؤ له هل سيحكم العالم أم لا؟ لتكون الإجابة نعم، ولكن ليس لفترة طويلة، وبالفعل تم تتويج الإسكندر حاكماً لمصر عقب حصوله على نبوءة الكاهن .

يذكر أن  المعبد يشهد ظاهرة فلكية، تسمى الاعتدال، تحدث ظاهرة الاعتدال مرتين فى العام فى 20 أو 21 مارس و22 أو 23 سبتمبر الأول هو الاعتدال الربيعى والثانى هو الاعتدال الخريفى وترصد الظاهرة اليوم الوحيد فى العام حيث يتساوى الليل والنهار بعد 90 يومًا من أقصر نهار فى العام، وبعده بـ 90 يومًا آخرين يقع أطول نهار فى العام .