السبت 8 يونيو 2024

فى ذكرى ميلاده.. موقف إنساني لـ صلاح نظمي مع زوجته ينفى تهمة «العندليب»

الفنان صلاح نظمي

فن24-6-2021 | 12:28

محمد أبو زيد

ملامح حادة وصوت قوي وبنية جسمانية ضخمة جعلت مخرجي السينما يسندون له أدوار الشر، عُرف في بداياته من خلال أفلامه بالرجل «ثقيل الظل» الذي يحاول إفساد العلاقة بين البطل وحبيبته، ولكن بعيداً عن شخصيته علي الشاشة كان في الحياة طيب القلب، لا يعنيه الأجر أو مساحة دوره في الأفلام، لا مثيل له في الوفاء والإخلاص عاش خادما لزوجته القعيدة 30 عامًا، ومات حزنا عليها، هو أشهر جزار في السينما وملك اللحمة "حلاوة بيه العنتبلي" الفنان الكبير صلاح نظمي.

اسمه الحقيقي صلاح الدين أحمد حسنين، كان والده  يهوى كتابة الشعر، عندما كان طالباً وقف أمام مدير المنطقة التعليمية ليلقي قصيدة شعر وعندما سأله "من الذي نظم هذا الشعر؟" أجابه أحمد حسنين "هذا الشعر من نظمي" فرد عليه مدير المنطقة التعليمية "إذا أنت أحمد نظمي"، ومن بعدها التصق لقب "نظمي" بالعائلة.

ولد صلاح نظمي في 24 يونيو 1918 بحي محرم بك في الإسكندرية، توفي والده وتركه رضيعاً وتولت والدته تربيته هو أشقائه الثلاثة، درس في مدارس "الإرساليات" الأمريكية ثم التحق بكلية الفنون التطبيقية، وعين في هيئة التليفونات وتدرج في المناصب حتى وصل إلي درجة مدير عام، وفي نفس الوقت التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج في 1946.

ما إن تخرج من المعهد حتى بدأ مشواره الفني، متنقلا بين الفرق، عمل مع المطربة ملك في عدة مسرحيات أبرزها "بتر فلاي" و"الأمير والصعلوك"، والتحق بفرقة فاطمة رشدى، ومنها إلي "مسرح رمسيس"، وتوالت أعماله على المسرح.

فتحت له السينما ذراعيها وقدم العديد من الأفلام واشتهر بدور الرجل الذي يحاول إفساد العلاقة بين البطل وحبيبته وكانت البداية من "هذا جناه أبي" 1946، وتوالت أعماله في الأربعينات لتصل إلي حوالي 10 أفلام، وبداية الخمسينيات قدم 36 فيلما أبرزها "إسماعيل يس للبيع، بين الأطلال، إني راحلة، الأستاذة فاطمة".

في فترة الستينات قدم حوالي 35 فيلما أبرزها "غروب وشروق، أبي فوق الشجرة، بئر الحرمان، شئ من الخوف، الناصر صلاح الدين"، وبرع صلاح نظمي في تقديم أدوار الشر ولم يكن يعنيه أجره في الأفلام أو مساحة دوره ولكنه دائم البحث عن الدور الذي يرضيه، وفي فترة السبعينات قدم ما يقرب من 63 فيلما أبرزها "العمر لحظة، القطط والسمان، أفواه وأرانب، دمي ودموعي وابتسامتي".

كانت فترة الثمانينات هي الأكثر إنتاجا في مشواره إذ قدم ما يقرب من 74 فيلماً أبرزها "التوت والنبوت، الحب فوق هضبة الهرم، الكف، المطارد، المدمن، العار، أمهات في المنفى"، شارك مع عادل إمام في 7 أفلام أبرزها "عصابة حمادة وتوتو، المتسول، المحفظة معايا"، ولكن يبقي دور "المعلم حلاوة العنتبلي" في فيلم "على باب الوزير" هو الأشهر في مشواره الفني ولمع أيضا مع "إمام" في فيلم "الأفوكاتو" في دور "سليم أبو زيد".

في فترة التسعينات قدم 5 أفلام أبرزها "الشيطانة، لولاكي"، وقدم عدد من المسلسلات على مدار مشواره أبرزها "الباقي من الزمن ساعة، أمي الحبيبة، داليا المصرية، ليلة القبض على فاطمة، وقال البحر، أنا مش أنا، الوليمة"، وما بين المسرح والسينما والتليفزيون تجاوز رصيده الـ 300 عملاً فنياً.

دخل صلاح نظمي في مشكلة كبيرة مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وصلت إلى أروقة المحاكم، بدأت عندما حل "العندليب" ضيفًا علي البرنامج الإذاعي الشهير "أوافق.. أمتنع" وعندما سألته المذيعة: "من صاحب أثقل دم في السينما المصرية؟" رد عليها قائلاً "صلاح نظمي"، وما إن علم "نظمي" بما قاله عنه عبد الحيلم حافظ حتى تأثر بشدة، قرر "نظمي" أن يقيم ضده دعوى سب وقذف.

وقال محامي "العندليب" في دفاعه أنه لم يكن يقصد صلاح نظمي بشكل شخصي، ولكن قصد طبيعة الأدوار التي يؤديها بإتقان وهي الرجل ثقيل الدم، لتقضي المحكمة برفض الدعوى وبراءة عبد الحليم حافظ الذي أصر على اصطحاب صلاح نظمي إلي منزله واعتذر له ومنحه دور في فيلم "أبي فوق الشجرة" للمخرج حسين كمال.

كانت أشد المواقف قسوة في حياة صلاح نظمي عندما أصيبت زوجته التي أنجب منها ابنه الوحيد "حسين" بمرض شديد وأصبحت قعيدة الفراش، وعندما ألحت عليه بأن يتزوج بأخرى رفض وعكف على خدمتها لمدة 30 عامًا، وكان ينفق كل أمواله على علاجها، وعندما توفيت دخل في نوبة بكاء وحزن شديد وحالة من الاكتئاب نُقل على أثره إلى المستشفى.

 مكث في غرفة العناية المركزة عدة شهور حتى فاضت روحه إلي بارئها ليلحق بشريكة وحبيبة العمر في 16 ديسمبر 1991، تاركاً خلفه أعمالاً لا تنسي وقصة رجل عاش مخلصاً لزوجته وفنه.

الاكثر قراءة