الأربعاء 26 يونيو 2024

عفواً سيدتى .. زوجك عينه زايغة

13-5-2017 | 10:32

تحقيق : مروة لطفى

يا لسذاجتنا نحن النساء.. ما إن تتحول بوصلة أزواجنا تجاه امرأة أخرى حتى نتطاحن ونتراشق، نلقي على من نبض قلب شريك عمرنا باسمها القذائف ونتمنى لو أعدمناها في ميدان عام باعتبارها «خاطفة الرجال » وكأن هذا الكائن المسمى «رجل » طفل صغير مسلوب الإرادة يذهب لمن تغريه بالحلوى والشيكولاته!.. عفواً عزيزتي الزوجة .. لا يوجد رجل يخطف إلا بمحض إرادته، وقبل أن تحضري صحيفة دعواك تجاه تلك المرأة التى مال قلب زوجك لها اقرئي معنا السطور التالية.

نحن لا نبرئ المرأة الأخرى ولا نعفيها من المسئولية لكن أليس العدل أن ندين أيضاً من ترك بيته وذهب إليها بمحض إرادته وقد يكون هو من اختطفها وتلاعب بمشاعرها مثلما حدث مع سهام التى تحولت علاقتها بأحد زملائها إلى حب تسبب فى ترك جرح غائر فى قلبها، تقول سهام: لم أتصور يوما أن أحب رجلا متزوجا وأتورط في موقف لا أحسد عليه، فمنذ نعومة أظافري والتفوق العملي غايتي وهدفي خاصة وأنني فقدت والدتي فى سن مبكرة حيث رحلت عن عالمنا ولم أكن تجاوزت سن العاشرة لأعيش مع والدي الذي رفض الزواج لتربيتى ورعايتى فكان نعم الأب والأخ والصديق، وبعد تخرجى عينت بمركز بحثي مهم، ورغم تقدم أكثر من شاب لخطبتي لكن كما يقولون «مفيش نصيب »، مضت السنوات ودخلت منتصف العقد الثالث من العمر ليرحل والدي عن عالمنا ويتركني وحيدة، بعدها أقتحم حياتي زميل بالمركز يكبرني بعشرة أعوام يتفقد أحوالى يوميا ويقف إلى جانبي في كل كبيرة وصغيرة، ويوما تلو آخر تحولت زمالتنا إلى صداقة ليفتح كلانا قلبه للآخر، حدثني عن زيجته التقليدية الخالية من أي مشاعر ولا أعرف لم أو كيف بدأت ألاحظ تغييرا يطرأ على علاقتنا، في البداية كذبت نفسي لكن ما إن اعترف لي بحبه حتى أدركت حقيقة مشاعرى تجاهه، أخذت أجازة وابتعدت أو بمعنى أدق هربت، لكنه ظل يطاردني باتصالاته المتكررة فأغلقت هاتفي إلا أنه لم يستسلم وظل يطاردنى بمشاعره ومع إلحاحه واحتياجي للحب والاهتمام ضعفت وتورطت في علاقة غرامية مع رجل متزوج ينعم بكل الحقوق من أبناء وزوجة ترضى بأقل القليل للحفاظ على بيتها بينما أعيش أنا في انتظار لتلك اللحظات القليلة التي أحظى فيها بلقائه وليتها دامت فبعد مرور 3 أعوام على علاقتنا صارحني برغبته في الابتعاد عنى بحجة أنه يظلمني معه، هكذا انتهت حكايتنا ليبقى منها جرح غائر غير قابل لأي علاج.. ربما أكون أخطأت لكن ألم يخطئ هو الآخر حين طاردني بحبه؟

موقف مخز

«لا تحاولي الاتصال بى فى المنزل مهما كانت الظروف، حياتي العائلية شىء وعلاقتى بك شيء آخر » كان هذا شرط استمرار د. شيماء فى علاقتها بالطبيب الذي أحبته، رضيت لنفسها بأدنى وضع علها تسكن ولو ركنا هامشيا بين حنايا قلبه وفقا لما سردته الكاتبة الكبيرة وفية خيري في قصتها «امرأة بداخلي »، وعن موقفها من بطلتها تقول: رغم أن أصابع الاتهام دائماً توجه إلى المرأة الأخرى إلا أنني أتعاطف معها أحيانا، فالمرأة بطبيعتها تتحكم العواطف فى قراراتها عكس الرجل الذي يحكم عقله ومصلحته ومن ثم فكثيراً ما تنجرف المرأة في عشق رجل متزوج لتجد نفسها في موقف مخز الكل يدينها ويتغافل عن هذا الرجل الذي سبق وشجعها وهو ما عبرت عنه في قصة «امرأة بداخلي » والتي حرمت بطلتها من الحد الأدنى لحقوق أي امرأة فرضيت أن تعيش في الظل من أجل مصلحة من نبض له قلبها فليست كل أخرى خاطفة وشريرة.

الفاتورة الأعلى

أما الكاتب مجدي صابر فقد عبر عن المرأة الأخرى في حياة الرجل خلال عدة مسلسلات درامية منها «أين قلبي » والذي تلاعب فيه الفنان حسن حسني بالعاملات في مصنعه رغم زواجه فكان انتقام إحداهن قاسيا حيث حرقت مصنعه كما حرق قلبها، وعن بطلاته فى تلك الأعمال يقول مجدى صابر: دائما ما تكون المرأة الأخرى ضحية الرجل وليس العكس، فهي إما نزوة سرعان ما يتركها، أو حبا حقيقيا معرضا غالباً للزوال بفعل ضغط الزوجة والأبناء، وفي كل الحالات تدفع تلك المرأة الثمن الأعلى من فاتورة علاقتها برجل متزوج فلا يوجد رجل يدخل علاقة عاطفية إلا بكامل وعيه، بل أن هناك عدة أنماط من الرجال الذين يقدمون على هذه العلاقات منهم: القناص حيث يتسم بزوغان العين وينتهز نقاط ضعف أي امرأة ويستغلها للولوج إلى قلبها والتلاعب بمشاعرها، وآخر أهدر عمره بحثاً عن المادة ونسى نفسه وعند الكبر يبحث عن امرأة تعطيه ما فقده من حب وحنان، أما النوع الأخير فيعاني الإهمال في بيته ما يدفعه للبحث عن حب خارجه وجميعهم يدخلون في علاقات نسائية برغبتهم وتكون المرأة الثانية ضحية لنزواتهم.

حالة تمرد

هذا عن آراء الكتاب لكن هل تغيرت نظرة المجتمع للمرأة الثانية فى حياة الرجل، وهل لا يزال يدينها وحدها أم يجعل الرجل شريكا لها فى تلك العلاقة؟ وماذا عن الأبعاد النفسية لتلك المرأة ومن أحبته؟ تقول د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس: لا شك أن المجتمع لا يزال يحمل المرأة الأخرى وحدها مسئولية علاقة يرفضها ويرجع ذلك للنظرة الذكورية التي يتفاخر من خلالها الرجال بتعدد علاقاتهم النسائية، ويعتمد تغيير هذه المفاهيم على تعديل ثقافة المجتمع ونظرته لكل من المرأة والرجل سواء بسواء بعيدا عن أى نزعة ذكورية ليدين كليهما حال تورطه في علاقة خاطئة، وأعتقد أن الأجيال المقبلة سيكون لديها هذه الثقافة لأنها تتميز بالتمرد ومن ثم لا أظن أن تدين إحدى زوجات هذا الجيل المرأة الأخرى وتبرئ زوجها لأن الشخصية المتمردة تضع كرامتها فى المقام الأول و تر فض المساس بها ومن ثم يصعب أن تعفي زوجها من عقوبة تفضيل امرأة عليها.

ويرى د. جمال فرويز، استشاري الأمراض النفسية أن الرجل تعددي بطبعه ومن ثم يملك جهاز استقبال للمرأة التي تفتقد الأمان والحب، فبمجرد أن تنير الضوء الأخضر يلهث وراءها ويوقعها في شباكه، وعادة ما تعاني تلك المرأة من الحرمان العاطفي ما يجعلها تتعلق بمن يغمرها بالعطف وإن كان متزوجا ولديه أبناء فإذا حدث وتركها انعكس ذلك بالسلب على نفسيتها وقد تصاب بالاكتئاب والذي يصل إلى حد الانتحار أو تفقد الرغبة في الحياة بعد الانفصال وتضرب عن الطعام والشراب خلاف الرجل الذي يستأنف حياته وكأن شيئا لم يكن.