شهد قطاع الزراعة واستصلاح الأراضي طفرة تنموية، وتغيرات جذرية، خلال الـ7 سنوات الماضية، ساهمت في القضاء على كافة المشكلات المتعلقة بالعجز الغذائي، والجوع، الذي كان يعاني منه المواطن المصري قبل ثورة 30 يونيو.
وتمتع القطاع الزراعي باهتمام خاص في ظل القيادة السياسية الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك من خلال تدشين العديد من المشروعات التي تهدف لاستصلاح الأراضي، وتحقيق الأمن الغذائي، وذكر خبراء أن مصر أصبحت تتمتع بالتنوع السلعي، الذي أتاح كافة السلع والمحاصيل بسعر اقتصادي، بالإضافة إلى تحقيق الأمن الغذائي، ووجود فائض بالعديد من المحاصيل، إذ تنامت قدرة مصر على التصدير على الرغم من التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا.
عجز الغذاء
في هذا السياق، قال الدكتور أحمد أبو اليزيد، أستاذ بكلية الزراعة جامعة عين شمس، ورئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر، إن تحقيق الأمن الغذائي شهد طفرة تنموية، خلال السبع سنوات الأخيرة، والقضاء على ما كان سائدًا قبل ثورة 30 يونيو من وجود عجز بالغذاء.
وأوضح أبو اليزيد، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن استصلاح الأراضي كان أحد أهم العوامل التي ساعدت في تحقيق الأمن الغذائي، إذ حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على استصلاح الأراضي من خلال تدشين العديد من المشروعات التي تهدف إلى استصلاح الأراضي بشكل غير تقليدي، منوهًا إلى أن مشروع «واحد ونص مليون فدان»، جاء ضمن المشروعات التي أطلقها الرئيس لتحقيق الأمن الغذائي، ونتج عنه استصلاح العديد من الأراضي في وقت قصير.
وأشار إلى تدشين مشروع «100 ألف فدان صوب»، والتوسع بشكل رأسي، والذي يهدف لإنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، بالإضافة إلى تدشين مشروع «مستقبل مصر» المقام على 500 ألف فدان بمحور الضبعة، والذي يهدف لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستيراد في السوق المحلي.
طفرة نوعية بالسبع سنوات الأخيرة
وأشاد أبو اليزيد بمشروع «الدلتا الجديدة»، الذي يعد مشروعًا تنمويًا متكاملًا، ذا قيمة كبيرة في تحقيق الأمن الغذائي، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة للشباب، والمستثمرين، مما يساعد في تحقيق الأمن الغذائي لمصر، وتوفير السلع الاستراتيجية، واستقرار أسعار السلع في الأسواق، موضحًا أن مصر شهدت طفرة نوعية خلال السبع سنوات الأخيرة، نتيجة لوضع خطة جادة تشترك بها وزارة الزراعة، ووزارة الري، والهيئة العامة للاستثمار، التي عملت على جذب الاستثمارت المتعلقة باستصلاح الأراضي.
وأكد أن مجهودات الدولة فيما يتعلق باستصلاح الأراضي أسفرت عن تحقيق وفرة في الحاصلات الزراعية، واكتفاء ذاتي بالخضراوات، والفاكهة، وارتفاع حجم الصادرات المصرية، مشددًا على أن القيادة السياسية لم تعمل فقط على توفير الغذاء، وتحقيق الأمن الغذائي، بل وفرت الغذاء مع الاهتمام بجودته، والتأكد من سلامته على المستهلك؛ مما أسفر عن زيادة الطلب على المنتج المحلي لمصر، وارتفاع الثقة به.
وتابع أبو اليزيد: "جميع المحافظات بمصر أصبحت تتمتع بالتنوع السلعي، الذي أتاح كافة السلع والمحاصيل بسعر اقتصادي، بالإضافة إلى خلق مناخ جاذب للاستثمارات، وجاءت تلك الوفرة من إصرار القيادة السياسية على العمل على أرض الواقع، وتنفيذ ما يعود بالنفع على المواطن، مما أسفر عن نجاح منظومة الإصلاح الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي".
القضاء على الجوع
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن المواطن المصري عانى قبل ثورة 30 يونيو من وجود نقص بالغذاء، لذا حظى الأمن الغذائي باهتمام مباشر من القيادة السياسة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومتابعة مستمرة لما يتم إنجازه بذلك الملف.
وأوضح كمال في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق العديد من المشروعات التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، والقضاء على الجوع، فتم إطلاق مشروع استصلاح، واستزراع مليون ونصف فدان بعدد من محافظات، مع التركيز على محافظات الصعيد، والمحافظات الصحراوية الحدودية، والاعتماد بشكل رئيسي في ذلك المشروع على المياه الجوفية بنسبة 85%، إذ يعمل ذلك المشروع على زيادة نسبة المساحة المزروعة في مصر من 5% فقط، إلى 25%.
وأشار إلى تدشين مشروع 100 ألف صوبة زراعية، الذي يهدف لإنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، وسيادة مفهوم الجودة الفائقة للمنتجات الطازجة محليًا، والخالية من الملوثات، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه، وإتاحة فرص عمل جديدة بمناطق الاستصلاح المستهدفة، وتوفير الخضراوات طوال الموسم، وتحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب توفير العديد من فرص العمل.
مشروع الدلتا الجديدة
وشدد على إطلاق مشروع الدلتا الجديدة الذي يتسم بعبقرية اختيار المكان، نظرًا لقربه من الدلتا القديمة، ومطارات برج العرب، ويقوم المشروع على جهد، وتنسيق بين القوات المسلحة، ووزارة الزراعة، واستصلاح الأراضي بأجهزتها المختلفة، من أهمها مركز البحوث الزراعية، ومركز بحوث الصحراء، وأكد أنه تم رفع أراضي المشروع، وتحديد مدى خصوبة أراضيه، من خلال فرق بحثية، من كليات الزراعة، ومركز البحوث الزراعية.
ونوه إلى تدشين مشروع تنمية الثروة الحيوانية، ومشروع إنتاج البتلو، لزيادة إنتاج اللحوم الذي تجاوز الائتمان المقدم به 4.5 مليار جنيه، بدعم مباشرمن الرئيس السيسي، بالإضافة إلى مشروع كارت الفلاح الذكي الذي تقوم بتنفيذه وزارة الزراعة، ويحقق تسجيل كامل للبيانات التي يحتاجها الفلاح؛ لحل مشكلة تضارب البيانات، وتحقيق سياسات زراعية منضبطة بناء على البيانات المنضبطة.
وأشاد كمال بدور مركز البحوث الزراعية في تحقيق التوسع الرأسي، واستنباط أصناف جديدة قليلة الاستهلاك للمياه، وتحسين المعاملات الزراعية لدى المزارعين، إلى جانب دور جهاز الإرشاد الزراعي بوزراة الزراعة في نقل المعلومات، والمستحدثات من الأجهزة البحثية إلي المزارعين، وإطلاق استراتيجة التنمية الزراعية المستدامة المستحدثة 2030، التي تهدف إلى زيادة المساحات المزروعة، وزيادة إنتاجية وحدة المياه، وتحسين مستوى معيشة السكان بالريف، والتكيف مع التغيرات البيئية، وزيادة القدرة التنافسية للصادرات الزراعية.
وأكد أن مصر استطاعت تحقيق الأمن الغذائي، وتحقيق فائض بالعديد من المحاصيل، إذ تنامت قدرة مصر على التصدير على الرغم من التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا، مشيرًا إلى احتلال مصر المرتبة الأولى بتصدير البرتقال متقدمة على أسبانيا، والتي كانت تحتل الصدارة في الأعوام الماضية، إذ تمكن البرتقال المصري من غزو أسواق العالم.