ساند الجيش المصري ثورة 30 يونيو التي خرج فيها الشعب ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية بعد عام من توليم مقاليد الحكم في البلاد، خاصة في ظل المعاناة التي عاشها المصريون فترة الـ360 يوما، إذ قرر الشعب الخروج لإسقاط هذه الجماعة الإرهابية واسترداد مصر مرة أخرى منهم، بعد أن أقاموا بنشر الفوضى وتفيكك أجهزة الدولة، واالهجوم على أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة وغيرها من مؤسسات الدولة، ليعد هذا اليوم يوما تاريخيا في حياة المحروسة بعد استرد المصريون وطنهم من الأعداء واختيار رئيسيا لهم بما نص عليه الدستور.
شجاعة القرار
قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن الدرس الذي يتوقف أمامه التاريخ في كل شيء وفي كل ما حدث هو شجاعة القرار من القائد والاستجابة السريعة من الشعب الذي فطن إلى جرم جماعة الإخوان الإرهابية، متسائلا: «ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونيو»؟
وأضاف الشهاوي، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أنه عندما نقرأ المشهد السابق على 30 يونيو نعرف السيناريوهات التي كانت معدة للدولة المصرية؛ ونجد أن هناك سيناريوهان؛ الأول استمرار حالة الاحتقان الشعبي وزيادها في ظل حرب الشائعات في الفترة من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2014 خاصة ضد الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والصحافة؛ لنشر الفوضى وتفيكك أجهزة الدولة، وبدأ ذلك مع الهجوم على أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة وغيرها، وبالتالي التحول إلى السيناريو الليبي أو السوري أو اليميني على مصر حيث تكون هناك مواجهات عسكرية يومية بين مؤسسات الدولة الشرعية والمليشيات المسلحة الإرهابية والعميلة لجهات أجنبية، وتستمر حالة الفوضى بما يسمح لدول أجنبية بالتدخل في الشأن المصري.
جماعات الإسلام السياسي
وأكد الشهاوي، أن السيناريو الثاني كان تسهيل الطريق لجماعات الإسلام السياسي لاختطاف الدولة، وهو الثمن الذي سيقدمه الإخوان لإجراء عميلة تبادل الأراضي مع إسرائيل، وبذلك أنقذت ثورة 30 يونيو مصر والمنطقة من سيناريوين كل منهما أسوأ من الآخر، موضحا أنه على المصريين الشعور بالفخر بهذا الإنجاز والإعجاز من خلال تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطينة ومحاصرة الإرهاب ووقف انتشاره والقضاء على كتلته الصلبة، حيث قدمت مصر التضحيات من دماء أبنائها.
وأضاف مستشار كلية القادة والأركان، أنه بعد ثورة 30 يونيو كان هناك إنجازات في المجال الاقتصادي والسياسي والعسكري، وأصبح الجيش المصري التاسع على مستوى العالم طبقا لتقرير "جلوبال فاير باور" وقواته البحرية هي القوة البحرية رقم 6 على مستوى العالم وقواته المدرعة رقم 3 على مستوى العالم، أنه في المجال السياسي استعادت مصر مكانتها وريادتها ليس على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى الدولي والإفريقي، وفي المجال الاقتصادي تم إنشاء الكثير من المشروعات التنموية العملاقة بلغت 31 ألف مشروع بتكلفة 5.8 تريليون جنيه، وكان هذا هو فضل ثورة 30 يونيو 2014.
الجيش المصري ساند الثورة
وأشار الشهاوي إلى أن الجيش المصري ساند هذه الثورة العظيمة التي قام بها الشعب المصري في 30 يونيو 2013، وحافظ على النظام والأمن بالتعاون مع الشرطة، بالإضافة إلى تأمين كل الاستحقاقات من انتخابات برلمانية والاستفتاء على الدستور وانتخابيات رئاسية، كما أشرف على تنفيذ المشروعات القومية من خلال شركات وطنية يصل عددها إلى 1200 شركة، ويعمل بها أكثر من 2 مليون مهندس وفني وعامل من أبناء الوطن، والذين قاموا بتفيذ تلك المشروعات، ولكن القوات المسلحة ممثلة في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أشرفت على تلك المشروعات لجدية متابعتها والاستلام طبقا للمقايس والمعايير العالمية وضغط الوقت في التنفيذ، وأيضا جهاز مشروعات الخدمة الوطنية الذي وفر الغذاء والفواكة، والقيام واستصلح الأراضي وأنشأ الشركات الوطنية للاسترزاع السمكي والإنتاج الحيواني، والتي تصل المزرعة منها إلى أكثر من مليون رأس.
أهلى وعشيرتي
استشعر المصريين خطر حكم الإخوان إبان حكم المعزول محمد مرسي، عندما شعروا أنه ليس رئيسًا لكل المصريين حينما بدأ خطابه: «بأهلى وعشيرتي»، أما بالنسبة لقوات الأمن شعروا بهذا الخطر منذ اللحظات الأولى من تولي الإخوان مقاليد الحكم، وكيف أصبح قتلة الرئيس السادات بطل الحرب والسلام يجلسون على المناصة ويشاركون في احتفالات نصر أكتوبر، هكذا وصف اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية حال المصريين الذي مهد لثورة 30 يونيو.
ووفقًا اللواء نصر سالم، فإن الخطر المحدق الذي كان ينتظر مصر هو عملية تقسم التراب الوطني التي كان الإخوان بصدد تنفيذها عن طريق تقسيم رفح المصرية والشيخ زويد والعريش لإقامة دولة غزة الكبرى، بالإضافة إلى تقسيم حلايب وشلاتين لتكون جزءًا من السودان، ولو استمر حكم الجماعة الإهاربية لعادت مصر لعهود الجهل والتخلف.
الأوقات العصيبة التى مر بها المواطن
لا يستطيع آحد أن ينكر الأوقات العصيبة التى مر بها المواطن المصري أثناء ثورة 30 يونيو من قطع الكهرباء بشكل مستمر، والانتظار لساعات طويلة في محطات البنزين، لكن الآن وبفضل جهود القيادة السياسية أصبح لدينا اكتفاءًا ذاتيًا من البترول، لكن بالرغم من زوالهم عن مصر إلا أنه لا يزال لهم تواجدًا إقليميًا ودوليًا في بعض الدول، حسبما قال اللواء نصر سالم، خلال تصريحاته لـ«دار الهلال».
فترة الإخوان بحسب ما ذكره اللواء نصر سالم، مصر كان في طريقها للدخول لمرحلة التفريغ العسكري مثلما حدث مع جيوش الدول المجاورة، ومع القيادة السياسية الجديدة استطاع الجيش المصري أن ينوع في مصادر تسليحه بعدما كان الاعتماد الأكبر على الولايات المتحدة الأمريكية، وبالحديث عن مسألة قضية سد النهضة، أعلنت إثيوبيا وقت الإخوان مرحلة بناء السد وذلك لشعورها بضعف القوى المصرية في ذلك الوقت، بحسب ما قال اللواء نصر سالم الذي يتوقع أن الحل العسكري في آخر الحلول التى من الممكن أن تلجىء إليها مصر حيث أن «عملية بناء السد حياة أو موت»، والموقف السياسي المصري يعتبر قوى على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا:
بعد مرور 8 سنوات على ثورة 30 يونيو.. متى استشعر المصريون خطر حكم الإخوان؟
«30 يونيو» ثورة انتفض فيها الشعب المصرى ضد محاولات طمس الهوية.. سياسيون: حققت تغييرات جذرية وأنقذت البلاد
أبرزها تطوير العشوائيات وزيادة المعاشات.. ثمار إيجابية لثورة 30 يونيو لتحسين حياة محدودي الدخل