الأربعاء 26 يونيو 2024

وقائع ما دار فى مؤتمر «مصر فى القلب الإفريقى»

17-5-2017 | 14:32

تقرير يكتبه: سليمان عبدالعظيم

فى بداية المؤتمر أكد محمد فريد خميس، رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين أن مصر هى أحد أقطاب إفريقيا، مضيفا عبارة لقيت ترحيب واستحسان كل من كان بالقاعة إلا قليلًا عندما قال: إن مصر إفريقية قبل أن تكون عربية!.

مصر تعود الآن لإفريقيا، وأن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى على الإطلاق. هكذا قال فريد خميس الذى أكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه قناعة مبنية على معرفة أن مصر لابد أن ترجع لقلب إفريقيا حتى تصبح قوية بدعم أشقائها الأفارقة بعد أن فقدت مكانتها الإفريقية التاريخية التى كانت عليها فى عهد الرئيس عبدالناصر على الصعيدين السياسى والاقتصادى.

فعندما غاب الدور المصرى عن عمد بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك فتح المجال لتعميق العلاقات الإسرائيلية الإفريقية التى امتدت إلى غرب إفريقيا بعد أن كانت محصورة فى شرقها، كما امتد النفوذ الإيرانى خاصة مع دول حوض النيل وتجزأ السودان إلى دولتين!.

وأضاف فريد خميس: إفريقيا سوق واعد والاستثمار فيها له عدة مزايا أهمها انخفاض تكاليف الإنتاج والنقل. وأدرك ذلك دول كالهند والصين وكل منهما ينظم مؤتمرًا كل عامين منتدى إفريقيا والصين ومنتدى إفريقيا والهند، وأشار خميس إلى الدور الذى لعبته شركة النصر للاستيراد والتصدير التى أنشأها عبدالناصر، حتى أصبحت سفيرًا اقتصاديا للقارة، وإذا كانت دول العالم تتنافس على الشراكة الاقتصادية مع بلدان القارة السمراء - ٥٤ دولة - لما لها من عائد اقتصادى متميز، فقد آن الأوان لتلحق مصر بالركب العالمى الذى تحرك بقوة وبسرعة نحو إفريقيا التى تتمتع بالمواد الخام والزراعة والقوى البشرية، والتى تشكل بيئة خصبة للاستثمار يمكن أن تتوحد جميعها لإنشاء ولاية كبيرة تجمع دول افريقيا كلها تحت مسمى الولايات المتحدة الإفريقية».

وهذا المؤتمر- خميس - هدفه تحقيق الشراكة المنشودة بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم الأفارقة، بحيث تكون هناك جلسات مستمرة بين اتحاد المستثمرين وجميع البلدان الإفريقية لتأسيس شركات صناعية قوية، وفتح آفاق جديدة لتعزيز التواجد المصرى هناك يستهدف إقامة علاقة شراكة وليس علاقة أحادية المصالح فى مختلف القطاعات وبين جميع الدول، وكذلك عرض التجارب المصرية الناجحة فى القارة مثل شركة السويدى للكابلات ودور الدولة فى توفير المناخ الذى يسهل حركة رجال الأعمال من وإلى دول إفريقيا.

وفى بداية كلمته لفت عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق إلى أن مصر دولة عربية بموجب الدستور مسجلا اعتراضه على كلمة مصر دولة إفريقية، مضيفا أن الدور المصرى خلال فترة التحرر الوطنى فى إفريقيا فى الخمسينيات والستينيات كان عظيمًا، ولكنه أصبح جزءا من الماضى، مشددًا على أن المستقبل يحتم تأسيس علاقات اقتصادية قوية مع دول القارة، مشيرًا إلى أن دور شركة المقاولون العرب فى إفريقيا كان عظيمًا، حيث قامت لسنوات طويلة بدور هائل فى البناء والتنمية جنبا إلى جنب مع شركة النصر للتصدير والاستيراد.

فيما أكد المفكر السياسى البارز.. د. مصطفى الفقى أن ثلثى العرب يعيشون فى الدول الإفريقية، وأن العلاقات المصرية الإفريقية حتمية وأساسية وليست شيئًا نستخدمه وقت اللزوم، مضيفاً أن فريد خميس قدم من قبل منح دراسية كثيرة لدول حوض النيل وهو الآن يقدم لسفراء الدول الأفزيقية المشاركة فى المؤتمر ٥ منح فى الجامعة البريطانية وأكاديميةالشرق للطلاب الأفارقة.

مضيفًا: الدول الإفريقية كانت سند مصر الوحيد بعد مقاطعة الدول العربية لمصر إثر معاهدة كامب ديفيد، ومصر لم تنس من وقف بجانبها ولا تغفل دورها الإفريقى باعتبارها عمق القارة.

فيما أكد أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية أن أغلب الدول ترى أن المشاكل البيئية والتغير المناخى فى الدول الإفريقية تمثل عائقا بخلاف مصر لأن فى إفريقيا فرصًا استثمارية وتجارية كثيرة تخلق فرص عمل كبيرة لأبناء القارة، لافتا إلى أن دول القارة الإفريقية تلقت فى العام الماضى منحا وقروضًا بلغت ٦٠ مليار دولار من مختلف دول العالم بواقع ٥٠ دولارًا للمواطن الإفريقى، ولكن ما تم توجيهه للتنمية الاقتصادية فى الدول الافريقية من هذا المبلغ الضخم٢٠٪ فقط.

الوكيل أشار إلى ضرورة التركيز على التجارة البينية والاستثمارية، مضيفًا وهذا لن يتأتى إلا بفتح موانئ محورية مثل محور قناة السويس والانتهاء من مشروع طريق الإسكندرية - كيب تاون بجنوب إفريقيا لتسهيل ونقل التجارة البينية بين مصر وإفريقيا. وقال إنه من المهم تفعيل اتفاقية التجارة الحرة التى ستستفيد من ٣.٣ تريليون دولار هى القوة الشرائية للقارة السمراء، كاشفا أنه خلال الربع الأخير من هذا العام ستعقد فى مصر الجمعية العمومية لاتحاد التجارة والزراعة والمهن الحرة فى إفريقيا.

من جانبه قال المهندس أحمد السويدى أن ٧٠٪ من منتجات شركة السويدى للكابلات تصدر للخارج، لأن المنتج المصرى قادر على المنافسة فى الأسواق الخارجية، كما أن الدول الإفريقية تحصل على منتج ممتاز بالسعر المناسب.

وأضاف السويدى الذى تعمل شركته فى ١٥ دولة إفريقية أن مصر لديها عمال مهرة ونحن نسعى للتوسع والانتشار فى القارة السمراء ونقل التكنولوجيا للبلدان الإفريقية والعمل على إصلاح البنية التحتية، كاشفا أنه على المستوى الشخصى أصبح يفضل أن يقوم بزيارات للدول الإفريقية عن القيام بزيارات أوربية، لأن وضع مصر بالنسبة لإفريقيا أفضل منه بالنسبة لأوربا.

وهنا اقترح فريد خميس إنشاء شركة قابضة تشارك فيها شركات السويدى إلكتريك ومجموعة القلعة وعدد من الشركات العاملة فى السوق الإفريقى.

وقال: أنا مستعد لجمع مليار جنيه رأس مال عن طريق الاكتتاب على أن يشارك المستثمرون بخبراتهم وتجاربهم فى الاستثمار فى القارة.

وقال كريم صادق العضو المنتدب لشركة القلعة إن شركته تعمل فى إفريقيا منذ ١٢ عاما فى مجالات الأسمدة والنقل واللوجستيات والتعدين وأوضح صادق أن الاستثمار فى البنية التحتية يواجه صعوبات بالغة فى إفريقيا ومن ثم فالأغلبية للاستثمار فى السلع والخدمات، ولكن المستثمر لا يجب أن يتعامل مع الاستثمار فى الدول الإفريقية ككتلة واحدة، حيث إن لكل دولة مواردها وبيئتها الاستثمارية المختلفة عن بقية الدول.

وقالت ليلى المقدم، رئيس مكتب بنك التنمية الإفريقى فى مصر إن البنك يساعد شركة القلعة وبعض الشركات الأخرى فى الاستثمار بالقارة، ويدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. مضيفة: البنك يدعم الاستثمار فى المجال الزراعى، لأن دول القارة تستورد بـ ٣٠ مليار دولار مواد غذائية، وسوف يتضاعف هذا الرقم فى ٢٠٢٠، ومن ثم فإن البنك يرى أن التصنيع الزراعى فى القارة أمر مهم.

وقالت ليلى المقدم إن الرئيس السيسى عندما التقى رئيس البنك فى إثيوبيا منذ عامين طلب منه الدعم من أجل دفع عملية الاستثمار فى جنوب القارة، مؤكدة أن البنك يتحمل بعض الضمانات عن المستثمرين فى أفريقيا.

فيما أكد د. صالح الشيخ نائب وزيرة التخطيط أن إفريقيا غنية بالموارد الطبيعية والبشرية، حيث تبلغ مساحتها ٣٠ مليون كم مربع تشكل ٢٠٪ من مساحة اليابسة فى العالم، وهى ثانى أكبر قارة وعدد سكانها مليار نسمة أى ١٥٪ من جملة عدد السكان فى العالم.

وقال الشيخ إنه حدث تحسن اقتصادى شهدته القارة الإفريقية خلال السنوات الماضية، حيث بلغ معدل نمو الناتج المحلى ٤.٨٪ عام ٢٠١٤، وخلال السنوات العشر الأخيرة شغلت إفريقيا ٦ مراكز من بين ١٠ أسرع دول حققت نموًا اقتصاديا، كما تتوقع مؤسسات التمويل الدولية أن تحقق دول إفريقيا معدل نمو ٦ ٪ خلال الفترة المقبلة.

وحظى د. جمال نكروما نجل الزعيم الغانى الراحل كوامى نكروما بتصفيق حاد عندما دخل القاعة مشاركا فى فعليات المؤتمر.

من جانبه قال النائب هشام مجدى وكيل لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب إن البرلمان المصرى يسعى لتحقيق شراكة حقيقية مع دول القارة السمراء ليست أحادية المصالح بل قائمة على المصالح المشتركة. إننا كمجلس نواب ندرك أهمية عودة مصر كسابق عهدها إلى الحضن الإفريقى، لأن مصر إفريقية وهى جزء لا يتجزأ والتاريخ يشهد على ذلك.

وأكد على محمد ممثل السفارة التنزانية بالقاهرة إن بلاده تمتلك فرصًا استثمارية و اعدة يمكن رجال الأعمال المصريين استغلالها، وشدد على أن تنزانيا تريد التعاون مع مصر وتقدم حوافز هائلة للمستثمرين وأبوابنا مفتوحة لمن يريد من المستثمرين. وقال الدبلوماسى التنزانى بلادنا لديها حوافز جغرافية حيث إننا محاطون بـ ٨ دول، ونحن المنفذ الوحيد لست دول منها على المحيط الهادى، وكل هذه الدول تستخدم الموانئ التنزانية فى حركة التجارة.

وذكر أن تكلفة العمالة فى بلاده منخفضة مقارنة بباقى دول العالم، وتنزانيا بلد آمن وتحترم القانون وتحترم المستثمرين المحليين والأجانب.. وختم قائلًا: «مروا علينا فى السفارة سأمنحكم تأشيرة لدخول بلادى فورًا.. وإليكم رقمى الخاص».