السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

في ذكراها الـ69.. خبراء: ثورة 23 يوليو أعادت صياغة الشخصية المصرية.. وحققت العدالة الاجتماعية

  • 23-7-2021 | 15:42

ثورة 23 يوليو

طباعة
  • إسراء خالد

تأتي ذكرى ثورة 23 يوليو، لتذكر الشعب المصري، بمواقفه الباسلة، وقدرته على التحرر من الاحتلال البريطاني، والتخلص من فساد الحكم الملكي، والنظام الإقطاعي، الذي كان ظالمًا لفئة كبيرة من المصريين، خاصًة العمال والفلاحيين.

التف الشعب المصري حول ثورة 23 يوليو للتخلص من الفقر الشديد الذي عانى منه في ظل الحكم الملكي، والاستعمار الإنجليزي، بالإضافة إلى رغبته في القضاء على النظام الإقطاعي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وذكر عسكرييون، أن المشروع القومي المصري قبل ثورة 23 يوليو كان يهدف للقضاء على الحفاء، والنظام الإقطاعي الذي جعل الاقتصاد متركزًا في إيدي فئة معينة، وأجبر سائر الشعب على العمل لدى تلك الفئة.

القضاء على الحفاء
في هذا السياق، قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي ورئيس هيئة عمليات الوحدة 777 والوحدة 999 السابق، إن ثورة 23 يوليو ثورة شعبية هدفت للخروج عن مساوئ النظام الملكي، وتحويله لنظام جمهوري.

وأوضح العقيد صابر، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن ثورة 23 يوليو أنعشت حياة المواطن المصري، الذي عانى قبل الثورة من الحفاء، والفقر الشديد لدرجة لا تمكنه من شراء حذاء، مشددًا على أن المشروع القومي المصري قبل ثورة 23 يوليو كان يهدف للقضاء على الحفاء.

وأشار إلى تعدد الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة، وعلى رأسها تردي الأوضاع السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، في ظل الحكم الملكي، ووقوعها تحت الحكم البريطاني، بالإضافة إلى صفقة الأسلحة الفاسدة التي تسببت في هزيمتنا بحرب فلسطين 1948.

التحرر من الاستعمار
وأكد أن ثورة يوليو خلقت الأمل لدى شعوب العالم الثالث في التحرر من الاستعمار، من خلال ما ساهمت به الثورة في تحرر مصر من الاحتلال البريطاني، وتأميم قناة السويس، وعودتها إلى أحضان الشعب المصري، باعتبارها أحد مصادر الدخل الرسمي للدولة، منوهًا إلى أن الثورة أعادت صياغة الشخصية المصرية، وقدرتها على مواجهة الأزمات، والتصدي لها.

وشدد خبير مكافحة الإرهاب على أنه بالرغم من مرور فترة كبيرة على ذكرى ثورة 23 يوليو، إلا أنها تعد أم الثورات بالنسبة للمصريين، إذ أنها ساهمت في التحرر من مساوئ الحكم الملكي، وعدم حصول الشعب على أدنى حقوقه، فكان نسبة كبيرة من الفلاحين شبه عراه، وحفاه، مؤكدًا أن الحكم الملكي كان ظالمًا لطبقة العمال والفلاحين، الذين لا يجدون قوت يومهم، فكان الاقتصاد متركزًا في إيدي فئة معينة وفقًا لنظام الإقطاع، الذي يجبر سائر الشعب على العمل لدى تلك الفئة، مما دعم التفاف الشعب حول الثورة للتخلص من ظلم الحكم الملكي، والقضاء على النظام الإقطاعي.

القضاء على النظام الإقطاعي
ومن جانبه، قال اللواء فؤاد علام، الوكيل الأسبق لجهاز مباحث أمن الدولة المصري، إن ثورة 23 يوليو حررت الشعب المصري من تحكم الأفراد في الشعب من خلال القضاء على النظام الملكي بما يتضمنه من مساوئ، والقضاء على النظام الإقطاعي، والذي كان يجبر المواطنين على العمل عند فئة معينة من الأفراد، الذين لهم الحق في التملك.

وأوضح اللواء علام، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن صفقة الأسلحة الفاسدة بحرب فلسطين 1948 كانت على رأس أسباب اندلاع ثورة 23 يوليو، والتي تسببت في محاصرة الجيش المصري بواسطة العصابات الإسرائيلية، نتيجة استخدامهم أسحلة دون المستوى، وفاسدة، والتي كانت بمثابة الشعلة التي أوقدت غضب الشعب، ودفعته للالتفاف حول الثورة، مشددًا على أن غالبية شهدائنا بحرب فلسطين ذهبوا ضحية لصفقة الأسلحة الفاسدة؛ مما دفع الجيش المصري، والقوات المسلحة للتحرك، والتي ساعدت على تحقيق الثورة مكاسب اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وارتفاع مركز مصر الدولي.

قانون الإصلاح الزراعي
وأكد أن تعدد مساوئ الحكم الملكي، دفعت الشعب للثورة والتحرر، فكان الشعب المصري يعاني في ظل الحكم الملكي، من  تفاوت الفوارق الطبقية إلى حد كبير، بالإضافة إلى معاناة العامل المصري، خاصًة بقطاع الزراعة، من الفقر الشديد، وعدم القدرة على تحصيل قوت يومه، وانتشار النظام الإقطاعي الذي جعل الملكية في مصر تنحصر في 2.5% من الشعب المصري.

وشدد اللواء علام على أن ثورة 23 يوليو نتج عنها تدشين العديد من القوانين التي تهدف لتحسين الأوضاع الاجتماعية، وعلى رأسها قانون الإصلاح الزراعي الذي عمل على إعادة توزيع ملكية الأراضي الزراعية في مصر، بحد أقصى 200 فدان للفرد، مؤكدًا أن صلابة الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، كانت أحد أهم ركائز الثورة، وعامل أساسي في نجاحها، فمازالت الشعوب تتذكر حتى اليوم كلمته التي ألقاها في الأمم المتحدة.