صدر حديثاً كتاب "الذكاء الاصطناعي ومواقع التواصل الاجتماعي" للباحث عبد العزيز الشبيبى خبير التقنية والتكنولوجيا.
ويحاول الكتاب الإجابة على عدة تساؤلات منها: هل أصبح الفرد المعاصر مواطناً رقميّاً؟ وإلى أي مدى تصبح المواطنة الرقمية بديلاً للفرد فى المجتمعات المعاصرة؟ هل سيصبح رأس الإنسان موضعاً للشرائح الإلكترونية؟ وهل ستصدق النبوءة بأن الذكاء الاصطناعي سيتغلّب على الذكاء الطبيعى فى العام 2045؟
يتناول الكتاب كل ما يتعلّق بوسائل التواصل الاجتماعي من قريب وبعيد، ويناقشها مرتكزاً على العلوم والمنطق والموضوعية، وهو يضع السيناريوهات المحتملة لما يمكن أن تصل إليه البشرية، ويدعو إلى تأسيس قيم وقواعد جديدة فردية وجماعية تتناسب مع التقنيات الجديدة وتطبيقاتها، ويضيء على المفاهيم والتغيّرات التى حدثت جرّاء ولوج الرقميات إلى حياتنا، وعلى ما يحدث فى مجالى الإعلام والسياسة جرّاء الرقمنة.
ويشير الكتاب إلى المصطلحات الجديدة التى غزت لغتنا، ويعرفها، ويوضح أبعادها، مثل السمعة الرقمية، التمظهر، الفردانية، الفجوة الرقمية، والفجوة المعرفية، ويكشف اعتماد الشركات على بيانات الفيسبوك من أجل التوظيف، كما يفضح تورط الفيسبوك فى إعطاء معلومات عن أمزجة المواطنين الأميركيين للتأثير عليهم في انتخابات العام 2016 ما أسهم فى فوز دونالد ترامب.
يذكر أن الذكاء الاصطناعي يعتبر فرع من علم الحاسوب وتُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي، على أنه: "دراسة وتصميم العملاء الأذكياء"، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.
وهذا التعريف، من حيث الأهداف والأفعال والتصور والبيئة يرجع إلى Russell & Norvig (2003) وتشمل أيضا التعريفات الأخرى المعرفة والتعلم كمعايير إضافية، صاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح بالأساس في عام 1956، وعرَّفه بنفسه بأنه "علم وهندسة صنع الآلات الذكية". ويعرِّف أندرياس كابلان ومايكل هاينلين الذكاء الاصطناعي بأنه "قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح، والتعلم من هذه البيانات، واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خلال التكيف المرن".
تأسس هذا المجال على افتراض أن مَلَكة الذكاء يمكن وصفها بدقة بدرجة تمكن الآلة من محاكاتها. وهذا يثير جدلاً فلسفياً حول طبيعة العقل البشري وحدود المناهج العلمية، وهي قضايا تناولتها نقاشات وحكايات أسطورية وخيالية وفلسفية منذ القدم.
كما يدور جدل عن ماهية الذكاء وأنواعه التي يمتلكها الإنسان، وكيفية محاكاتها بالآلة، كان وما زال الذكاء الاصطناعي سبباً لأفكار شديدة التفاؤل، ولقد عانى نكسات فادحة عبر التاريخ، واليوم أصبح جزءاً أساسياً من صناعة التكنولوجيا، حاملاً عبء أصعب المشاكل في علوم الحاسوب الحديثة.
وتتمحور المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي حول مشاكل معينة، وتطبيق أدوات خاصة وحول اختلافات نظرية قديمة في الآراء. تتضمن المشاكل الرئيسية للذكاء الاصطناعي قدراتٍ مثل التفكير المنطقي والمعرفة والتخطيط والتعلم والتواصل والإدراك والقدرة على تحريك وتغيير الأشياء. كما ولا يزال الذكاء العام أو "الذكاء الاصطناعي القوي" هدفاً بعيد المدى لبعض الأبحاث في هذا المجال.