قال الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر إن المنظمة تعمل جاهدة لتحقيق رسالتها الدعوية، ونشر الفكر الأزهري الوسطي، من خلال أبناء الأزهر الوافدين في جميع
أنحاء العالم، باعتبارهم الجناح الدعوي المهم لتوضيح صورة الإسلام النقية، من خلال دوراتها التدريبية المكثفة لكافة أئمة وخطباء العالم الإسلامي.
جاء ذلك خلال افتتاح المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بمقرها الرئيس بالقاهرة، فعاليات الدورة التدريبية الشرعية، ل 24 من علماء وأئمة جمهورية مالي، بالتنسيق مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى لتخريج
كوادر دعوية مؤهلين، وفقا للمناهج الأزهرية لصقل أدائهم وتنمية مواهبهم الثقافية والدعوية، ليتمكنوا من مواجهة مناهج الغلو والتطرف، وينشروا منهج الإسلام بصورته المضيئة الصحيحة.
وأكد المحرصاوي أن العلاقات المصرية بجمهورية مالي وطيدة فى كافة المجالات، لا سيما في مجال التعليم الأزهري؛ لذا توافد 24 إمامًا وداعية من جمهورية مالي في رحاب الأزهر، ما هو إلا تأكيد على رغبتهم في التوجه للأزهر الشريف،
قبلة العلم الديني في العالم؛ لينهلوا من علومه الوسطية.
من جانبه ما أكد الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر للتدريب – أمين عام هيئة كبار العلماء، في كلمته، على أن برتوكول التعاون ما بين المنظمة والأكاديمية في مجال تدريب أئمة العالم الإسلامي، هو انعكاس لتضافر جهود مشيخة
الأزهر الشريف ورافده المتمثل في المنظمة، بفروعها العالمية بالخارج، لتدريب خريجيها وأئمة المسلمين، والخطباء بالعالم الإسلامي، على ملكات الدعوة لتحقيق أكبر نجاح في توصيل رسالة الأزهر الوسطية، لمحو كل ما هو مغلوط ومشوه
عن الدين الإسلامي الحنيف، من خلال برامج تدريبية متطورة، تقوم على اللقاءات المباشرة والتفاعلية المليئة بالمدارسات الفكرية بين المحاضرين والمتدربين.
فيما أشاد سفير جمهورية مالي بالقاهرة، ماما دوما منجارا، بدور الأزهر الشريف لاحتضانه 24 إمامًا وداعية من جمهورية مالي في رحاب الأزهر، لديهم رغبة لانتهال العلوم الأزهرية الوسطية على يد كبار علماء وأساتذة جامعة الأزهر، آملين
من الاستفادة من تلك الدورة، لربط واقعهم المعيشى على أراضيهم بمشكلاتهم وهمومهم، ونقلها لعلماء الأزهر، لإيجاد الحلول لها، من خلال مدارستهم الفكرية المطروحة في برنامج الدورة، للرد على الأفكار التي يروجها المتطرفون وجماعات
الإرهاب الفكري، ومحو الصورة الظلامية المنسوبة للإسلام زورًا وبهتانًا، حتى تمكنهم من دعم الدور العالمي للأزهر الشريف، الذي بدوره يسعى لنشر روح الاعتدال، وإظهار صورة الإسلام المُشرقة الحقيقية، كما بُعث بها الرسول الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم.
تعقد الدورة على مدار ثلاثة أسابيع، تشتمل على مدارسات متبادلة بين علماء وأساتذة الأزهر الشريف والمتدربين، حول موضوعات عديدة منها (التطرف في فهم النصوص المشكلة، والعلاج، أصول التعايش السلمي وثمراته، مقومات العقل
الناقد وتفكيك الفكر المتطرف، فقه المقاصد الشرعية، التوظيف الدعوي لوسائل التواصل الاجتماعي، التأهيل النفسي والاجتماعي للسجناء، ضوابط الفتوى والإفتاء، معالم المنهج الأزهري، مفاهيم مغلوطة يجب أن تُصحح، سيكولوجية الفكر
التكفيري، فقه الدعوة وملامح التغيير).