الجمعة 31 مايو 2024

نائب مفتي اليونان: علاقتنا بالعالم العربي لم تنقطع.. والتعاون مع دار الإفتاء المصرية متميز (حوار)

نائب مفتي اليونان يشار شريف

تحقيقات11-8-2021 | 15:56

أماني محمد

تتميز العلاقات المصرية اليونانية بالتقارب وأوجه التعاون المتعددة فالبلدان متقاربتان في الحضارات والروابط على مر العصور، وهو ما أكده يشار شريف نائب مفتي اليونان، موضحا أن علاقة اليونان بالعالم العربي والإسلامي لم تنقطع فهناك بعثات مستمرة إلى مصر والعراق وكذلك تعاون مع مؤسسة الإفتاء المصرية.

وأوضح نائب مفتي اليونان في حواره لبوابة دار الهلال، أن مؤتمر الإفتاء العالمي السادس توصل إلى توصيات مهمة وأنه جاء في توقيته الصحيح في ظل ما أدت إليه جائحة كورونا من تداعيات على عمل المؤسسات الإفتائية في كل أنحاء العالم، مضيفا أن الرقمنة والتقنيات الحديثة يمكنها أن تفيد في العمل الإفتائي من خلال سرعة التواصل والإجابة على استفسارات الأشخاص، وإلى نص الحوار:

ما رأيك فيما توصل إليه مؤتمر الإفتاء العالمي السادس هذا العام من توصيات؟

المؤتمر جاء في توقيت هام لأن العالم الآن يعيش تحديات مختلفة في ظل جائحة كورونا وما فرضه العصر الرقمي من تداعيات، فالإسلام صالح لكل زمان ومكان والعالم الحالي يمكنه أن يستفيد من هذه التطورات الرقمية والتقنية الحديثة، فيمكن بمبادئ الشريعة الإسلامية تقديم الأصلح والأفضل للأشخاص بهذه الإمكانيات.

 ولا ينبغي محاربة هذه التطورات والتقدم العلمي والتكنولوجي لأن ديننا الإسلامي يأمرنا بتطور وتقديم الإسلام على ما هو متفق مع الفطرة الإنسانية، والمؤتمر من هذه الناحية جاء في الوقت المناسب.

كيف أثرت جائحة كورونا على عمل المؤسسات الإفتائية وضرورة التحول للعصر الرقمي؟

هذه الجائحة أثرت في جميع نواحي الحياة ومنها العمل الإفتائي، وهناك ضرورة لإيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها الفرد والمجتمع والتواصل السريع والإجابة على الفتاوى التي تشغل بال المواطنين في ظل تلك الجائحة وتلبية احتياجاتهم لهذا الأمر، فالمؤسسات الإفتائية كان عليها أن تجد حلا وتصل إلى المواطنين الذين يبحثون عن حلول لمشاكلهم والإجابة على تساؤلاتهم.

وما رأيك في التعاون بين دار الإفتاء المصرية واليونانية؟

تعاون مهم، ونريد أن نوسع أوجه ومجالات التعاون بين المؤسستين وأن تكون هناك اجتماعات ولقاءات متواصلة لحل المشكلات التي تواجه المسلمين في كل أنحاء العالم، من خلال تبادل الرؤى والأفكار بشأن تلك التحديات والمشكلات والوصول إلى أنسب السبل للحل.

وما أوضاع المسلمين في اليونان وأين مناطق تمركزهم؟

المسلمون في اليونان يتمركزون في منطقة في شمال اليونان على حدود بلغاريا وتركيا وبحر إيجة، هؤلاء المسلمون من بقايا الدولة العثمانية وعددهم يقارب نحو 150 ألف، ويقطنون 3 محافظات هي إيفرو ورودوبي وعاصمتها كوموتيني وإكسانثي، وكل محافظة بها دار للإفتاء تختص بأحوال المسلمين في المنطقة، وقد تكون لها آراء عامة بشأن مشكلة تخص جميع اليونان.

وهناك ما يزيد عن 300 مسجدا في اليونان، كما تهتم دار الإفتاء بالأئمة وكذلك اختيار أهل المنطقة أو المحافظة للإمام، فإن كان أهل لهذا المنصب تعطي له دار الإفتاء المنصب لأنه أهل لهذا الأمر.

وهناك مدارس إسلامية تدرس فيها المواد الدينية باللغة التركية، كما يجري تدريس اللغة العربية والقرآن الكريم، إضافة إلى جميع المواد التي تدرس في المدارس اليونانية في كل المراحل الدراسية، وهناك مدارس ابتدائية خاصة للمسلمين فقط، فهي مدرسة رسمية يلتحق بها المسلمون فقط.

هل هناك بعثات للدراسة في الأزهر الشريف؟

بالتأكيد، فاليونان لم تنقطع علاقتها مع العالم الإسلامي فهناك بعثات للدراسة في الأزهر الشريف في مصر وكذلك للدراسة في تركيا والدول العربية مثل العراق، فهناك بعثات مستمرة، وإن كان قل عددها في الفترة الأخيرة لعدة أسباب.

ما تلك الأسباب؟

افتتاح جامعة سلانيك اليونانية وبها قسم للعلوم الإسلامية، وكذلك سهولة الانتقال من اليونان إلى تركيا، وتسهيل القبول والالتحاق في الجامعات التركية وكذلك إجادة الشباب للغة التركية.

وكيف ترى العلاقات المصرية اليونانية في السنوات الأخيرة بشكل عام؟

العلاقات بين البلدين متميزة وطيبة وخاصة في السبع سنوات الماضية، ودائما علاقات اليونان مع العالم الإسلامي والعربي إيجابية بشكل مستمر، وفي السنوات الأخيرة ازدادت مع مصر أكثر لأسباب كثيرة، منها توسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والطاقة والغاز.

وهناك مجالات كثيرة وروابط تجمع الشعوب أكثر مما تفرقها، فلا ينبغي للجوانب السياسية أن تؤثر على العلاقات بين الشعوب، فهذا ليس من مبادئ الشريعة الإسلامية ولا الإنسانية، كما أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين البلدين، فقديما كان اليونانيون موجودين بكثرة في مصر وخاصة الإسكندرية، والكثير من العلاقات الطيبة والتقارب بين الحضارتين.