الأربعاء 26 يونيو 2024

أحبها «مدخنة» وطلقها بسببها.. قصة مأسوية لانفصال شابة ثلاثينية

التدخين

سيدتي26-8-2021 | 18:30

دينا حلمي

فتاة تمكنت أسرتها من تقديم الثقة لها في اختياراتها، الأمر الذي جعلها تملك قوة الشخصية، حيث تحمل قرارتها بنفسها دون الكذب على أسرتها، كما اعتادت منذ طفولتها، وبالرغم من إنها لم تتأثر بقيود المجتمع من ممارسة عادة التدخين التي تعرضها لكثير من النقد والجدال حول ذلك الأمر لكونها سيدة، إلا أنه كان سببا قد أودى بحياتها الأسرية مع شريك حياتها التي دامت علاقتهما وحبهما لسنوات، وذلك من خلال الانفصال وهدم البيت.

رحاب سمير، فتاة في الثلاثينات من العمر، نشأت في بيت يعترف بحرية الفرد الشخصية في أخذ قرارته التي تؤثر عليه سلبيا وإيجابيا هو وحده، ويعترف بأن التدخين عادة ممكن ممارستها من سيدات ورجال العائلة معا دون التقليل من شأنها أو إلصاق وصمة العار لأخلاق السيدة دون الرجل، حيث قضت طفولتها بالسعودية مع عائلتها حتى جاء موعد الالتحاق بالجامعة فتركت طفولتها ورائها عائدة إلى أرض الوطن مصر للالتحاق بالجامعة.

ولم تكن تعلم رحاب، أن الجامعة بداية المأساة لحياتها التي تجعلها تتنازل عن صراحتها وصدقها ظنا منها بالحفاظ على حب العمر التي كانت تحلم به كأي فتاة في مثل هذا العمر، حيث حمل القدر في طريقها شاب وسيم يدق القلب له دقا، فتعرفت عليه مع كثير من النظرات التي تحمل الإعجاب الشديد بينهم.

في البداية قضت رحاب سنوات، لمعرفة زميلها بالجامعة، وكانت دائما ما تحرص على التعامل بطبيعتها وشخصيتها الطبيعية دون التصنع والكذب كما ربتها أهلها منذ نعومة طفولتها، الأمر الذي جعلها لن تخبئ عادة التدخين أمامه، ولكنها كانا يتشاركان التدخين معا دائما طوال فترة ارتباطهم ببعضهم البعض، قائلة: "التدخين بالنسبة لي عادة زي شرب القهوة و الشاي بلبن وأنا بحب التدخين ومعتمدة عليه نفسيا في الفرح والزعل لازم سيجارة". "لما ارتبطنا ببعض ودخل الموضوع في جواز طلب مني إني أوقف تدخين وابتدا الموضوع أنا خايف على صحتك  وانتهى أنا مش بحب مراتي تدخن زيه زي أي زوج"، هكذا لخصت لنا رحاب قصتها مع طليقها الذي تحرك بداخله الرجولة التي تربى عليها الجميع المتمثلة في أن الرجل غير المرأة ولا يمكن التساوي بينهم في الحقوق والعادات.

تقول السيدة، إنها دائما ما كانت تنظر للتدخين  بمثابة الحجاب  أي عندما يود أن يتجوز الشاب زوجة محجبة لن ينظر لفتاة بشعرها  ليغيرها بعد الزواج قائلة:" الموضوع كان أشبه بالحجاب بالنسبة لي يعني في واحد يحب بنت بشعرها ولما يجي يتجوزها يخليها تتحجب"، ولكن حبها دفعها في تلك اللحظة إلى فكرة تكاد ترضيه وترضيها في ذات الوقت كما خيل لها عقلها حينها وهي أن تخفي عليه أمر التدخين وتدخن دون علمه حتى لا تخسر فارس أحلامها التي تود أن تكمل معه طريق حياتها.

وتضيف: بالفعل تمكنت إخفاء الأمر عليه حتى إتمام الزواج به دون علمه بأني ما زلت مدخنة، موضحة أنها لم تواجه صعوبة في شرب "السجاير" بعد الزواج، في أوقات غيابه من المنزل أو حين ينام، حيث استمرت في خداعه لمدة 5 سنوات.

تعرضت السيدة، إلى الإصابة بأزمة صحية وأجرت عملية جراحية، ولم يرافقها شريك حياتها الأمر الذي أشعرها بكثير من الخذلان وخيبة الأمل، ولم تتغلب على تلك الصدمة التي أودت في نهاية المطاف بإصابتها باكتئاب حاد والدخول في حالة نفسية تطلبت اللجوء للعلاج النفسي. ولم تغلبها الحياة واستطاعت الخروج من تلك الفترة العصيبة والأزمة النفسية بنفسها ومساعدة الدكتور المعالج، حيث نصحها الطبيب المعالج بتخطي الأزمة النفسية من خلال الصراحة وعلمه أنها مازالت تدخن وأن نتخلص من تلك العادة التي يراها سيئة معا.

وقررت السيدة، المواجهة وتغلبت على خوفها عليه، وأشعلت ثقب السيجارة داخل المنزل أمامه، الأمر الذي أثار دهشته وغضبه ولم يتحكم في انفعالاته وأطلق عليها عبارات غاضبة " إيه ده انتي بتعملي إيه"، فكان الرد مفعما بالهدوء "بشرب سيجارة وأنا ما بطلتش أصلا من يوم ما عرفتك".

وتابعت تحركت بداخله  غيرته على رجولته، وقابلني بكثير من الغضب والانفعال، وانتهى الأمر بالاتصال بأسرتها بالسعودية، ليشكوني إلى والدي لإثارة غضبه علي مثلما فعل، ولكن والدي خيب آماله ولم يظهر أي غضب قائلا: "وإيه المشكلة "حينها رد عليه طليقي قائلا: "أنا مش عايز مراتي تدخن"، وعندما لم يرى من والدي تدخل، ترك بيت المعيشة لمدة دامت شهرين وتم الانفصال بالطلاق والتنازل عن كامل حقوقها.

ولم تتوقف حياتها بعد هذا الطلاق، فاستطاعت أن تهزم يأسها وقامت بالزواج ثانية بعد الطلاق بمدة تقرب من 4 سنوات مع زوج يشاركها شرب السجاير ويوافق عليها بحسب قولها.

وفيما يخص تدخين المرأة، قالت إن المرأة منذ أن تصدرت صورة مارلين مونرو كوجه أنثوي طاغي المشهد، وهي تعلن عن نوع معين من السجائر وذيل الإعلان صورتها بكلمة كوني حرة، وهي تحاول التقليد وتتخذ من التحضر والتقدم القشور حتى أدت إلى دمار البيئة المحيطة لها وخراب فكرها وتأثير ذلك على أسرتها وصحتها. وأضافت أن المرأة المدخنة لا ثقبل النصيحة إلا نادرا، ولكن الخطر الأكبر يكمن في المرأة المدخنة التي تلقي الضرر على جنينها أيضا، وبالرغم من إدراكها أن التدخين قد يكون سبب في التأخر العقلي والبدني للجنين، ولكنها لم تقلع عن التدخين، ويتحول تفكيرها بنفسها ولذتها اللحظية في التدخين فقط.

وفي هذا السياق قدم الدكتور محمد رجب أخصائي طب الأطفال وحديث الولادة، نصائح هامة للأمهات الحوامل لابد من إتباعها منذ بداية الحمل؛ لسلامة الحامل والجنين وحمايته من أي تشوهات أو أمراض، والمتمثلة في متابعة الأم  من بداية الحمل، وكذلك تظبيط الضغط أو السكر أو جرعات علاج الغدة الدرقية إذا كانت  تحمل مرض منهم، فضلا عن الابتعاد عن التدخين السلبي، وتجنب دخول مراكز أشعة اكس راي، والتغذية الصحيحة والفيتامينات، وإجراء  التحاليل المطلوبة، والمتابعة بالسونار.