الأربعاء 22 مايو 2024

مصر حديث النُخْبة العربية

مقالات27-8-2021 | 22:54


من رئيسى «الجمهورية» و«الوزراء» العراقيين.. إلى رموز الفكر والكُتَّاب العرب.. تبقى أرض الكنانة حاضرة بإنجازاتها، ونجاحاتها، واستعادة قوتها وقدرتها ودورها، وأنها الأمل لكل دول الأمة.. رسائل الثقة والاطمئنان العربية بعودة مصر.. مصدر فخر واعتزاز بقائد عظيم وملهم.. وضع الوطن على طريق المجد لتكون مصر النموذج.. وركيزة الأمن القومى العربى.
أحاديث النُخَب العربية تشيد بمصر وقيادتها وتجربتها والجميع يدرك الجهود المصرية لإعادة الأمة إلى وحدتها وأمنها واستقرارها.
رموز الإعلام العربى عبَّروا عن سعادتهم بإنجازات وعودة مصر لقيادة المنطقة.. وأبدوا اطمئنانهم وثقتهم فى قدرتها على إعادة الأمة وإنقاذها من فوضى الماضى وتحديات وتهديدات الحاضر
رصيد كبير لمصر والمصريين فى قلوب العرب بشكل عام، والعراقيين بشكل خاص.. عندما يعرفون أنك مصرى تجد حفاوة ووداً ومحبة.. ولا ينسى الأشقاء مواقف مصر الشريفة فى دعمهم وتقديم كل الدعم لهم.
كنت أجلس على طاولة فيها أكثر من جنسية عربية.. ووجدت الحديث عن مصر شيئاً يدعو للفخر سواء فى مواقفها وود شعبها واحتضانه للأشقاء فى وقت الأزمات والشدائد.. وكيف أن مصر لا تشعرهم بأى نوع من الغربة.. فهى الآن تستضيف العراقى واليمنى والليبى.. يعاملون مثل المصريين تماماً دون أى غضاضة أو تفرقة.
حديث آخر.. أشاد بالإعلام المصرى.. خاصة الصحافة المصرية، مؤكدين أنها الملهم والمعلم والمؤسس للصحافة العربية والإعلام العربى بكوادرها ورموزها وخبراتها وإبداعها.. وأنهم يسعدون عندما يلتقون الوفود الإعلامية المصرية، لأن النقاشات تكون على حد تعبيرهم ثرية وفيها فهم أكثر عمقاً للرؤية المصرية والأحداث العربية.
الجميل فى حديث الطاولة أن الأشقاء العرب على دراية كاملة وإلمام ومعلومات بكل ما يجرى فى مصر من إنجازات ونجاحات ونهضة تنموية وعمرانية على حسب تعبيرهم.. ويتساءلون: كيف حدث كل هذا التغيير الكبير فى مصر فى سنوات قليلة، حتى أصبحت النموذج الأمثل للدول والشعوب.. وكيف نجحت فى استعادة الأمن والأمان والاستقرار، وقضت على الفوضى؟!.. أحد رؤساء التحرير لصحيفة عربية.. قال: يا أخى الناس كانوا يرددون أن كورونا فى مصر ستكون مثل كورونا فى الهند.. وإذا بالمصريين من أقل النسب فى العالم، ونجحوا فى مواجهة الجائحة.. ويعملون بنفس المعدلات، كأنه لم يحدث أى شىء فى العالم.. قلت له: لأن عندنا رؤية واستراتيجية وإدارة أزمات تستند للعلم والتخطيط الصحيح، ليس فقط فى مواجهة «كورونا» ولكن فى كل الطوارئ والأزمات.. فمصر واجهت تحديات وأزمات وتهديدات خطيرة خلال السنوات الماضية.. إلا أنها امتلكت الرؤية والإرادة والتحدى والاصطفاف الوطنى، فحققت كل هذا النجاح.
تطرق الحديث إلى العاصمة الإدارية، وكيف كان الهجوم الممنهج عليها وسيلة للتشويه والتشكيك.. ورغم ذلك أصبحت النموذج الناجح بامتياز.. العجيب أنهم يعلمون أنها لم تكلف خزينة الدولة مليماً واحداً، ولكنها جاءت نتيجة الفكر الخلاق الذى انتهجته مصر خلال السبع سنوات.
حديث الأشقاء كان مصدراً للفخر والاعتزاز، وأن الحقيقة وصلت لمن يريدها، ويسعى إليها.. ولم تتوقف كلمات الثناء والإشادة بالرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنه وراء كل الإنجازات التى حدثت فى مصر.. وأنه نجح فى حشد شعبه، فأعاد لها الدور والمكانة والثقل، وأيضاً فى تغيير وجه مصر إلى الأفضل.
الحقيقة أن زملاء المهنة فى الصحف العربية مع كل زيارة لمصر يرون تغييرات كثيرة ومبهرة.. فمنهم من تحدث عن الطرق الجديدة، وآخرون تحدثوا عن المدن الجديدة.. ووسائل النقل الحديثة مثل المونوريل، والقطار الكهربائى.. والقطار السريع.. ومشروع تطوير الريف المصري، وأن مصر أصبحت الأقوى فى المنطقة.. وكيف تسعى إلى دعم ومساعدة الدول العربية، وكيف أنقذت الوضع فى ليبيا، وبالطبع أحاديث الاطمئنان على حقوق مصر فى مياه النيل.. وفى هذه النقطة قلت: إن المصريين مطمئنون على حقوقهم مع الرئيس السيسى.. ومنذ أن قال الرئيس السيسى فى إستاد القاهرة فى هذا الصدد: «لا يليق بنا أن نقلق».. والمصريون يثقون أنه لا مساس بحصة مصر، ولا يستطيع أحد الاقتراب منها.. فمصر دولة قوية وكبيرة وقادرة ولها ثقل.. ولديها العديد من الآليات والقرارات، ولكن فى توقيتها.. ولديها من الوسائل المتاحة، ولكن فى حينها.. ومياه النيل وحصة مصر «خط أحمر».. والجميع يعلم الخطوط المصرية الحمراء.. بادرنى أحد الزملاء العرب قائلاً: هى مَن أنقذت ليبيا.
زميل صحفى سوداني.. قال لى: إنه لولا دعم مصر لنا فى كل المجالات، ما تجاوزت السودان هذه المرحلة الخطيرة.. وأشاد بموقف الرئيس السيسى فى دعمه المطلق للشعب السوداني.. ولولا هذا الموقف على حسب تعبيره، لكانت السودان مستباحة.. وذكر وقائع لا أفضل الحديث عنها إعلامياً، تُجسِّد الدور المصرى الشريف والداعم لأمن واستقرار السودان باعتباره أيضاً أمناً قومياً مصرياً.
الحقيقة أننى أيقنت أن الخير والسلام والبناء، هو ما ينتصر فى النهاية، وأن الباطل لا يقوى على الصمود.. فمهما حاولت قوى الشر حجب الحقيقة وإشاعة الكذب والتشكيك والأباطيل.. إلا أن الواقع والصدق والإنجاز والشرف سيصل إلى الجميع.. فالمعلومات والوعى بما يحدث من تغيير فى مصر التى تحدث عنها كبار الإعلاميين ورؤساء التحرير  من الدول العربية.. أكدت أن شمس الخير والبناء تسطع وبقوة، ولا يستطيع أحد أن يخفيها، أو يزيف حقيقتها، فمصر أصبحت النموذج والقدوة والمثل، ونجحت فى تقديم «ستايل بوك» للمبادئ والقيم وأسس البناء والخير والسلام والاستقرار.. وهو ما تناوله وتحدث عنه رؤساء الدول وكبار المسئولين فى المنطقة العربية وأفريقيا والعالم.. فمن الانبهار بالعاصمة الإدارية إلى الاقتداء بتجربة مصر الملهمة فى البناء والتنمية والإصلاح إلى القضاء على الفوضى وترسيخ الأمن والأمان والاستقرار.. تشكل مصر النموذج الملهم لكل الدول التى تبغى السلام والأمن والاستقرار والبناء والرخاء.. وأنها أيقنت أن البناء والتنمية والرخاء أفضل بكثير من طريق الفوضى والصراعات والنزاعات والحروب.
فما يحضرنى من أحاديث للرؤساء وكبار المسئولين فى المنطقة والعالم عن مصر وتجربتها حتى المنظمات والمؤسسات الدولية المالية والاقتصادية، لا تكف عن الإشادة بالتجربة المصرية، وكيف أن مستقبل مصر سيكون واعداً، ومن أفضل الدول فى العالم خلال السنوات القادمة.
الرئيس العراقى برهم صالح، ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى.. أكدا أن التجربة المصرية فى البناء والتنمية جديرة بالاحترام والتقدير، وأن هناك تعاوناً كبيراً بين مصر والعراق من جهة.. ومصر والعراق والأردن من جهة أخرى.. وبينهما مشروعات تمثل وترقى لطموحات المستقبل.. فعلى حد تعبير الرئيس العراقى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى محب للعراق ووطنه العربي.. والحقيقة أننا أمام قائد عربى عظيم، أخذ على عاتقه إعادة التضامن والتكاتف العربى فى مواجهة أخطر التحديات والتهديدات والمخاطر، ويبذل جهوداً متواصلة لمساعدة الدول العربية الشقيقة التى تعرضت لأزمات على مدار عقود وسنوات، سواء باستعادة الدولة الوطنية فيها.. والمطالبة والتأكيد على عدم التدخل فى شئون الدول العربية، وإخراج القوات الأجنبية منها، وطرد الميليشيات الإرهابية والمرتزقة.. والدعوة المستمرة إلى لم الشمل، وإيقاف التناحر حفاظاً على سلامة ووحدة أراضى الدول العربية وأمنها وثرواتها.. ولعل نموذج العلاقات «المصريةــ العراقية» هو تجسيد حقيقى للدعم المصرى للأشقاء فى العراق وإيجاد شراكة وتعاون وإسداء النصائح.. والرؤى للخروج من النفق المظلم الذى عاش فيه العراقيون على مدار أكثر من 40 عاماً، بسبب سوء الإدارة والسياسات والصدامات والصراعات التى لا عائد ولا طائل من ورائها.
الحقيقة أيضاً أن مصر تقف بشرف مع التضامن والتكاتف العربى لاستعادة أمجاد هذه الأمة ولُحْمَتها.. فمن فلسطين، ودور مصر التاريخى فى الماضى والحاضر.. إلى ليبيا والسودان ولبنان واليمن وسوريا.. تكمن المبادئ المصرية من خلال الدعوة إلى الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى العربية وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، وأن الحل فى التفاوض والحلول السلمية والجلوس على الطاولة بمشاركة كافة الأطياف الوطنية، والقضاء على الإرهاب وبناء الدولة الوطنية ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش الوطني.. وتقديم الدعم المصرى غير المحدود فى كافة المجالات على مستوى داخل البلدان الشقيقة، أو فى المحافل الدولية للمطالبة والتأكيد على الحقوق العربية المشروعة طبقاً للمقررات الدولية.
وقوف مصر ودعمها المطلق لاستعادة العراق الشقيق مرة أخرى إلى دوره، وأيضاً إعادة الأمن والاستقرار للأشقاء والشراكة بين البلدين الشقيقين، هو توجه مصرى لإعادة اللُّحْمَة والقوة والقدرة لدول الأمة التى تواجه تحديات خطيرة وتهديدات غير مسبوقة تتطلب التكاتف والتضامن العربى والعمل العربى المشترك.
مصر التى تعتبر أن أمنها القومى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربي، تتحرك بإخلاص وشرف ورؤية من أجل إعادة ترتيب البيت العربى من جديد، بعد أن تعرض لفتن وفوضى وصراعات وانقسامات خطيرة.. لكننى فى نفس الوقت وخلال وجودى مع كوكبة من رموز الإعلام العربي.. رصدت حالة من السعادة والثقة والاطمئنان بعد عودة مصر فى عهد الرئيس السيسى إلى قوتها وقدرتها ومكانتها ودورها.. وقد تشكلت هذه الثقة من واقع دفتر أحوال النجاحات المصرية على الصعيدين العربى والإقليمي.. وما تشهده من طفرات وقفزات.. وإعادتها لتوازن القوى فى المنطقة.. فيكفينى أن أسمع رأى الزملاء العرب فى كل وقت أن مصر كانت ومازال عندها الكثير.. وأن رؤيتها سليمة وصحيحة بعد أن انهارت قلاع الأكاذيب والتشويه والتشكيك فى دور مصر على صخرة قوة وقدرة ومصداقية مصر وعمق رؤيتها الثاقبة.. ونواياها المخلصة التى وصلت إلى شعوب العرب.
كلمات الإطراء والإشادة حول مصر ودورها وما تشهده من إنجازات ونجاحات فى عهد الرئيس السيسى كانت محوراً لحديث غاية فى الثراء لمناقشة أوضاعنا وأحوالنا العربية.. وبالتأكيد أن مصر جديرة بهذه المكانة فى قلوب العرب.
الطريق إلى مصر صاحبة القوة والقدرة والمصداقية والشرف لم يكن مفروشاً بالورد، ولكنه نتاج عمل ملحمى على كافة المستويات فى الداخل والخارج، قاده الرئيس السيسي، لكننى أتوقف عند قناعة مهمة للغاية، أن الإعلام المصرى شارك بدور كبير بمصداقيته العالية وساعده واقع على الأرض حافل بالنجاحات.. والصورة لا تكذب فى تشكيل صورة مصر فى الوعى والضمير العربى تجلت فى سعادة غامرة واطمئنان لعودة مصر إلى قوتها وقدرتها ودورها بعد أن ظن البعض أن مصر ذهبت إلى المجهول.. لكن المولى عز وجل حباها بقائد عظيم امتلك الحكمة والرؤية والإرادة القوية الصلبة وشعب عظيم اصطف خلف قيادته، فصنع المعجزات وأعاد مصر فى زمن قياسى أبهر الشقيق والصديق.
الحقيقة.. وما رصدته خلال زيارتى للعراق لحضور مؤتمر دول الجوار والأصدقاء.. أن العراق الشقيق يُعَوِّل على دور ودعم ومساندة مصر كثيراً، فهى «الضهر» والسند على حد تعبيرهم.. وأن قوتها تصب فى مصلحة العرب جميعاً.. وأن ما بين مصر والعراق من تاريخ طويل وقواسم مشتركة.. وتقارب وجدان بين الشعبين، يمهد الطريق إلى شراكة شاملة تدفع إلى عراق جديد يضيف للمعادلة العربية، ويزيد من قوة التوازن لصالح العرب.
إن شرف النصيحة المخلصة أن تكون العراق للعراقيين.. وأن تكون المواطنة هى الفيصل.. وأن تكون علاقة العراق بجيرانه ومحيطه ومجتمعه الدولى أساسها الاحترام والتعاون والشراكة.. وألا يسمح لأحد بالتدخل فى شئونه الداخلية، هى فلسفة ومبادئ مصرية احترمها العراقيون وأخذوا بها فى بناء عراق جديد، على أسس جديدة تقضى على أخطاء الماضي.. وتعالج أكثر من 40 عاماً من الحروب الطاحنة التى أهدرت موارد هذا البلد الغنى بثرواته وشعبه.. ولتفسح المجال إلى عهد جديد من الديمقراطية وبناء الإنسان العراقي.. هذا ما لمسته واستشعرته من وحى وفيض أحاديث المسئولين العراقيين.. ولكن النجاح يحتاج إرادة واستيعاب دروس الماضى وتصحيح أخطاء العقود الماضية.. ولتكن مصر خلف كل نجاح.. ملهمة للجميع.. مخلصة وشريفة للصديق والشقيق.. تؤسس لمنطقة يسودها الأمن والاستقرار والسلام، وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب.
 
تحيا مصر