الأربعاء 26 يونيو 2024

ليالي «الطرب‮»‬ ‬في‭ ‬الساحل‭..‬ متى؟‭!‬

مقالات31-8-2021 | 20:12

    إذا‭ ‬كنا‭ ‬نلعن‭ ‬ونهاجم‭ ‬الغناء‭ ‬الهابط‭ ‬المبتذل‭ ‬وأغانى‭ ‬المهرجانات‭ ‬‮«‬السوقية‮»‬‭ ‬التى‭ ‬ترسخ‭ ‬ثقافة‭ ‬‮«‬التوك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬عراقة‭ ‬الغناء‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬مازال‭ ‬فى‭ ‬وجدان‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمالقة‭ ‬ومواهب‭ ‬نشرت‭ ‬الجمال‭ ‬وغذاء‭ ‬الروح‭ ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬نتحرك‭ ‬وفضلنا‭ ‬أن‭ ‬نظل‭ ‬مكتوفى‭ ‬الأيدى‭ ‬عاجزين‭ ‬عن‭ ‬المواجهة‭.. ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬ندفع‭ ‬بجيوش‭ ‬المواهب‭ ‬والحناجر‭ ‬الذهبية‭ ‬ورموز‭ ‬الطرب‭ ‬يصاحبهم‭ ‬ميراث‭ ‬وثروة‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬الأغانى‭ ‬والألحان‭.. ‬‮«‬أين‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‮»‬‭ ‬ودار‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬حفلات‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬والجونة‭ ‬والغردقة‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نطارد‭ ‬القبح‭ ‬والابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬بالرقى‭ ‬والغناء‭ ‬الأصيل‭ ‬والطرب‭.. ‬الشباب‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬إلا‭ ‬سلعة‭ ‬واحدة‭.. ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للقول‭ ‬‮«‬الجمهور‭ ‬عاوز‭ ‬كده»‬‭.‬

أين‭ ‬حفلات‭ ‬العمالقة‭ ‬والطرب‭ ‬الأصيل‭ ‬والغناء‭ ‬الذى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الروح‭ ‬والوجدان‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬غناء‭ ‬الغرائز‭ ‬والأجساد‭ ‬والمؤخرات‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬لأنفسنا‭ ‬خطة‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬أو‭ ‬استراتيجية‭ ‬نقضى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬الغناء‭ ‬الهابط‭ ‬والرخيص‭.. ‬غناء‭ ‬السوقية‭ ‬والغرائز‭ ‬ليحل‭ ‬الغناء‭ ‬للروح‭ ‬والوجدان‭ ‬ونعود‭ ‬لزمن‭ ‬الطرب‭ ‬والصهللة‭!‬ الجميع‭ ‬يلعن‭ ‬الابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬وتراجع‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭ ‬والأغانى‭ ‬الهابطة‭.. ‬وأغانى‭ ‬المهرجانات‭.. ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يفكر‭ ‬أحد‭ ‬كيف‭ ‬يحارب‭ ‬هذا‭ ‬التدنى‭ ‬بالرقى‭ ‬والفن‭ ‬الأصيل‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالذوق‭ ‬العام‭ ‬ولم‭ ‬نسر‭ ‬على‭ ‬طريقه‭.. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلعن‭ ‬الظلام‭ ‬‮«‬أوقد‭ ‬شمعة‮»‬‭.. ‬نقف‭ ‬عاجزين‭ ‬أمام‭ ‬تفشى‭ ‬الفن‭ ‬الهابط‭ ‬الذى‭ ‬يقض‭ ‬مضاجعنا‭ ‬ويشكل‭ ‬خطراً‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬تاريخنا‭ ‬العريق‭ ‬الذى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭.‬


ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬مكتوفى‭ ‬الأيدى‭ ‬أمام‭ ‬موجات‭ ‬التدنى‭ ‬والابتذال‭ ‬والغناء‭ ‬الهابط‭.. ‬ونكتفى‭ ‬بالهجوم‭ ‬واللعنات‭ ‬عليهم‭.. ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نطاردهم‭ ‬ونلاحقهم‭ ‬ليس‭ ‬بالإجراءات‭ ‬العقابية‭ ‬بل‭ ‬بأن‭ ‬نقدم‭ ‬البديل‭ ‬من‭ ‬الرقى‭ ‬والغناء‭ ‬الأصيل‭ ‬والطرب‭ ‬والنغم‭ ‬و«الصهللة‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الروح‭ ‬والوجدان‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أى‭ ‬إنسان‭ ‬مقاومتها‭.‬ كنت‭ ‬بالأمس‭ ‬أتصفح‭ ‬‮«‬اليوتيوب‮»‬‭ ‬وإذا‭ ‬بى‭ ‬أجد‭ ‬أغنية‭ ‬أحببتها‭ ‬كثيراً‭ ‬وهى‭ ‬‮«‬ع‭ ‬اللى‭ ‬جرى‮»‬‭ ‬للفنانة‭ ‬الراحلة‭ ‬علياء‭ ‬ولكنى‭ ‬سمعتها‭ ‬بصوت‭ ‬الفنان‭ ‬صابر‭ ‬الرباعى‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬الشقيقة‭ ‬وأصالة‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكلمات‭ ‬واللحن‭ ‬مصريان‭.. ‬وهما‭ ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬الجمال‭ ‬والروعة‭ ‬والإحساس‭ ‬والطرب‭.. ‬وعند‭ ‬عرض‭ ‬الكاميرا‭ ‬للحضور‭ ‬وجدت‭ ‬شباباً‭ ‬وشابات‭ ‬تفاعلوا‭ ‬مع‭ ‬الأغنية‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬للنظر‭.. ‬إذن‭ ‬الجمال‭ ‬والروعة‭ ‬والرقى‭ ‬يصل‭ ‬لكل‭ ‬الفئات‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار‭ ‬والشباب‭ ‬والرقى‭ ‬والإحساس‭ ‬أمر‭ ‬تعشقه‭ ‬الروح‭.‬


ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬إننا‭ ‬نسمع‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬هجوماً‭ ‬جارفاً‭ ‬على‭ ‬موجات‭ ‬الابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬فى‭ ‬الغناء‭ ‬الهابط‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬أغانى‭ ‬المهرجانات‭ ‬والعرى‭.. ‬فالكثيرون‭ ‬يهاجمون‭ ‬حمو‭ ‬بيكا‭ ‬و«روبى‮»‬‭.. ‬والمشاهد‭ ‬والفيديوهات‭ ‬تكشف‭ ‬حالة‭ ‬غريبة‭ ‬فى‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬على‭ ‬الشواطئ‭ ‬وفى‭ ‬سهرات‭ ‬ليالى‭ ‬الصيف‭.. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬صوت‭ ‬روبى‭.. ‬ولكن‭ ‬تشاهد‭ ‬أشياء‭ ‬أخرى‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الغناء‭ ‬والطرب‭ ‬تشاهد‭ ‬جسداً‭ ‬تحويه‭ ‬ملابس‭ ‬تظهر‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تخفى‭ ‬ورقصات‭ ‬وتمايل‭ ‬غريب‭.. ‬وهز‭ ‬بجزء‭ ‬من‭ ‬الجسم‭ ‬فى‭ ‬مشاهد‭ ‬غريبة‭ ‬وقاتلة‭ ‬تهدد‭ ‬بكوارث‭.. ‬ليست‭ ‬روبى‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬الذى‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الإسفاف‭ ‬والعرى‭ ‬ولغة‭ ‬الجسد‭ ‬وليس‭ ‬الحناجر‭.‬ تفشى‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ليست‭ ‬مسئولية‭ ‬المطربين‭ ‬والمطربات‭ ‬فحسب‭.. ‬وليس‭ ‬أيضاً‭ ‬مسئولية‭ ‬الشباب‭ ‬الذى‭ ‬يسمع‭ ‬ويشاهد‭.. ‬ولكن‭ ‬المسئولية‭ ‬تقع‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬عاجزاً‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬البديل‭ ‬الراقى‭.. ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬معركة‭ ‬بين‭ ‬الرقى‭ ‬والابتذال‭.. ‬ومطاردة‭ ‬بين‭ ‬التدنى‭ ‬والطرب‭ ‬الأصيل‭.. ‬الأمر‭ ‬مسئولية‭ ‬من‭ ‬عليه‭ ‬واجب‭ ‬تقديم‭ ‬المواهب‭ ‬الحقيقية‭ ‬والغناء‭ ‬الأصيل‭ ‬والحناجر‭ ‬الموهوبة‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬البديل‭ ‬لأبنائنا‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬وتركناهم‭ ‬فريسة‭ ‬للغناء‭ ‬الاستهلاكى‭ ‬الهابط‭ ‬الذى‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الغرائز‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬إشباع‭ ‬الروح‭ ‬والوجدان‭.‬

نحن‭ ‬جميعاً‭ ‬مسئولون‭ ‬كإعلام‭ ‬لم‭ ‬يشجع‭ ‬الغناء‭ ‬والطرب‭ ‬والمواهب‭.. ‬كوزارة‭ ‬ثقافة‭ ‬تركت‭ ‬الأمر‭ ‬للعرض‭ ‬والطلب‭.. ‬وترفض‭ ‬التدخل‭.. ‬واقتصرت‭ ‬فى‭ ‬نشاطها‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬والمسارح‭ ‬والأوبرا‭ ‬المغلقة‭ ‬لم‭ ‬تذهب‭ ‬أو‭ ‬تحلق‭ ‬بعيداً‭ ‬بالخيال‭ ‬لم‭ ‬تكلف‭ ‬نفسها‭ ‬فى‭ ‬مطاردة‭ ‬الابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬مكانه‭ ‬وموقعه‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬الغناء‭ ‬الردئ‭ ‬والهابط‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬المصايف‭ ‬والشواطئ‭ ‬والمنتجعات‭ ‬وصل‭ ‬يومياً‭ ‬إلى‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مطربى‭ ‬المهرجانات‭ ‬والخلاعة‭ ‬والميوعة‭.. ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬نذهب‭ ‬نحن‭ ‬أصحاب‭ ‬الفن‭ ‬الأصيل‭.. ‬والطرب‭ ‬والرقى‭.. ‬لِمَ‭ ‬توقفنا‭.. ‬ولم‭ ‬نبارح‭ ‬أماكنا‭ ‬فى‭ ‬مسارح‭ ‬القاهرة‭.. ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬هناك‭ ‬لنقدم‭ ‬لهم‭ ‬السلعة‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬العالية‭.‬


الصيف‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬أن‭ ‬نودعه‭ ‬لكننا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬والأخطاء‭.. ‬وتركنا‭ ‬شبابنا‭ ‬‮«‬أسيراً‮»‬‭ ‬للفن‭ ‬الهابط‭.. ‬اقترح‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬بفرقها‭ ‬الغنائية‭ ‬عالية‭ ‬المواهب‭ ‬وأن‭ ‬تذهب‭ ‬بمطربى‭ ‬الأوبرا‭ ‬العمالقة‭ ‬أصحاب‭ ‬الحناجر‭ ‬الصداحة‭.. ‬والمواهب‭ ‬النادرة‭ ‬إلى‭ ‬المصايف‭ ‬والمدن‭ ‬الساحلية‭ ‬ولتكون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬حفلة‭ ‬نقدم‭ ‬فيها‭ ‬الفن‭ ‬الراقى‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الآلاف‭ ‬التى‭ ‬ستذهب‭ ‬إلى‭ ‬حجز‭ ‬تذاكر‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بهذه‭ ‬الحفلات‭.. ‬لدينا‭ ‬مدحت‭ ‬صالح‭ ‬ومى‭ ‬فاروق‭ ‬وريهام‭ ‬عبدالحكيم‭ ‬وعلى‭ ‬الحجار‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المواهب‭ ‬والطرب‭ ‬والغناء‭ ‬الأصيل‭.. ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬أغانى‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬أمان‭ ‬ياربى‭ ‬أمان‭ ‬فلدينا‭ ‬ثروة‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الغنائى‭ ‬لأم‭ ‬كلثوم‭ ‬وعبدالحليم‭ ‬وعبدالوهاب‭ ‬وكارم‭ ‬محمود‭ ‬ومحمد‭ ‬فوزى‭ ‬ومحمد‭ ‬قنديل‭ ‬وفايزة‭ ‬أحمد‭ ‬وشادية‭ ‬ووردة‭ ‬وأسمهان‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬توزيع‭ ‬هذه‭ ‬الأغانى‭ ‬والألحان‭ ‬بشكل‭ ‬عصرى‭ ‬يناسب‭ ‬الشباب‭.. ‬لدينا‭ ‬أيضاً‭ ‬محمد‭ ‬منير‭ ‬وهانى‭ ‬شاكر‭ ‬والموسيقار‭ ‬عمر‭ ‬خيرت‭.‬ لماذا‭ ‬لا‭ ‬تنتقل‭ ‬حفلات‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ ‬والساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬والغردقة‭ ‬والجونة‭ ‬ومطروح‭ ‬والعين‭ ‬السخنة‭.. ‬ونقيم‭ ‬حتى‭ ‬مسارح‭ ‬متنقلة‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‭ ‬ونوفر‭ ‬لها‭ ‬الإمكانات‭ ‬والتجهيزات‭ ‬الصوتية‭ ‬لتخرج‭ ‬بالشكل‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬إقامتها‭ ‬على‭ ‬مسارح‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭.‬

فى‭ ‬الفن‭ ‬الشعبى‭ ‬لدينا‭ ‬مواهب‭ ‬عظيمة‭ ‬مثل‭ ‬محمد‭ ‬رشدى‭ ‬وأحمد‭ ‬عدوية‭ ‬وغيرهما‭ ‬ومع‭ ‬الإيقاعات‭ ‬والتوزيع‭ ‬العصرى‭ ‬والجديد‭ ‬والموسيقى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عباقرة‭ ‬التلحين‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نكسر‭ ‬شوكة‭ ‬الردئ‭ ‬والمبتذل‭.‬

فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬إقدام‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والفرق‭ ‬الغنائية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬الفن‭ ‬والطرب‭ ‬الأصيل‭ ‬والراقى‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تدر‭ ‬دخلاً‭ ‬وفيراً‭ ‬وتحقق‭ ‬أرباحاً‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مورداً‭ ‬جيداً‭ ‬يخفف‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬الدولة‭.. ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتحرك‭ ‬ونحقق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هدف‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الغناء‭ ‬الهابط‭ ‬وثقافة‭ ‬‮«‬التوك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬وحفلات‭ ‬الزار‭ ‬التى‭ ‬يسمونها‭ ‬الغنائية‭ ‬والكلمات‭ ‬المتدنية‭ ‬والركيكة‭ ‬والعفنة‭ ‬أكثر‭ ‬رداءة‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬سابق‭ ‬التجهيز‭ ‬والوجبات‭ ‬السريعة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تشعرك‭ ‬بالشبع‭.‬


أقترح‭ ‬على‭ ‬الوزيرة‭ ‬الفنانة‭ ‬إيناس‭ ‬عبدالدايم‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬بإمكانات‭ ‬وقدرات‭ ‬ومواهب‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والأوبرا‭ ‬المصرية‭ ‬وفرق‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬القاهرة‭.. ‬ويكون‭ ‬لديها‭ ‬معركة‭ ‬حقيقية‭ ‬وعملية‭ ‬لمطاردة‭ ‬ودحر‭ ‬الابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬ليحل‭ ‬محله‭ ‬الرقى‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالذوق‭ ‬العام‭ ‬والغناء‭ ‬والطرب‭ ‬الأصيل‭ ‬والصهللة‭ ‬والجلجلة‭ ‬ونعيد‭ ‬أيام‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭.. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نشجع‭ ‬الكتابة‭ ‬الغنائية‭ ‬والألحان‭ ‬الراقية‭ ‬ونتفق‭ ‬عليها‭ ‬لأنها‭ ‬قضية‭ ‬قومية‭ ‬وأيضاً‭ ‬اقتصادية‭.‬


انظروا‭ ‬إلى‭ ‬أشباه‭ ‬وسلوكيات‭ ‬مطربى‭ ‬المهرجانات‭.. ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬قدوة‭ ‬ونموذجاً‭ ‬لشبابنا‭.‬ على‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬بكتائب‭ ‬الموهوبين‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬عمالقة‭ ‬الغناء‭ ‬وإعادة‭ ‬توزيع‭ ‬ألحان‭ ‬أغانى‭ ‬كبار‭ ‬ورموز‭ ‬الطرب‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬رموز‭ ‬الطرب‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭.‬ لست‭ ‬ضد‭ ‬عمرو‭ ‬دياب‭ ‬أو‭ ‬إيهاب‭ ‬توفيق‭ ‬أو‭ ‬محمد‭ ‬حماقى‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭.. ‬فلديهم‭ ‬الحد‭ ‬الجيد‭ ‬للرقى‭.. ‬والقبول‭.. ‬ولكن‭ ‬مطربى‭ ‬‮«‬التوك‭ ‬توك‮»‬‭ ‬والمسجلين‭ ‬خطر‭ ‬الذين‭ ‬تحولوا‭ ‬إلى‭ ‬اسم‭ ‬مطربين‭ ‬فما‭ ‬يقدمونه‭ ‬أصبح‭ ‬حديث‭ ‬الشارع‭ ‬ويقلدهم‭ ‬شباب‭ ‬كثر‭ ‬بل‭ ‬وأصبحوا‭ ‬نموذجاً‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬الغناء‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬والثراء‭ ‬بلا‭ ‬مبرر‭ ‬أو‭ ‬منطق‭ ‬سوى‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬الهلس»‬‭.‬

المسئولية‭ ‬أيضاً‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬مركزاً‭ ‬لتجميع‭ ‬العمالة‭ ‬الذين‭ ‬يأسوا‭ ‬من‭ ‬موجات‭ ‬الابتذال‭ ‬والتدنى‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬رؤية‭ ‬للمقاومة‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬مسئولية‭ ‬جيل‭ ‬التسعينيات‭ ‬الذين‭ ‬ظلمناهم‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.. ‬وكنا‭ ‬نسمى‭ ‬ما‭ ‬يقدمونه‭ ‬بالفن‭ ‬الهابط‭ ‬وإذا‭ ‬بهم‭ ‬أرحم‭ ‬بملايين‭ ‬المرات‭ ‬من‭ ‬مطربى‭ ‬‮«‬الحمامات‮»‬‭ ‬و«العربخانة‮»‬‭ ‬و«النضورجية‮»‬‭ ‬و«المسجلين‭ ‬خطر‮»‬‭.. ‬لذلك‭ ‬أطالب‭ ‬جيل‭ ‬التسعينيات‭ ‬أمثال‭ ‬حميد‭ ‬الشاعرى‭ ‬وإيهاب‭ ‬توفيق‭ ‬وهشام‭ ‬عباس‭ ‬ومصطفى‭ ‬قمر‭ ‬وغيرهم‭ ‬أن‭ ‬يحتشدوا‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬أفراح‭ ‬أبنائهم‭ ‬تجمعهم‭ ‬مثل‭ ‬زواج‭ ‬ابن‭ ‬مصطفى‭ ‬قمر‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يشكلون‭ ‬قوام‭ ‬فرقة‭ ‬غنائية‭ ‬يعيدون‭ ‬بها‭ ‬أغانى‭ ‬التسعينيات‭ ‬والجديد‭ ‬لديهم‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ ‬وأوقات‭ ‬الصيف‭ ‬ويتواجدون‭ ‬فى‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬والغردقة‭ ‬والجونة‭ ‬للمساهمة‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬هذا‭ ‬التدنى‭.. ‬وأغانى‭ ‬الأجساد‭ ‬والمؤخرات‭ ‬بقيادة‭ ‬اللولبية‭ ‬‮«‬روبى‮»‬‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نعيد‭ ‬أغانى‭ ‬حنان‭ ‬وسيمون‭.. ‬مثل‭ ‬الشمس‭ ‬الجريئة‭ ‬و«بتكلم‭ ‬بس»،‬‭ ‬وشعرت‭ ‬أنهم‭ ‬أرحم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬‮«جاعورة»‬‭ ‬نبر‭ ‬وان،‬‭ ‬وحرمانه‭ ‬الذى‭ ‬طغى‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬تفاخر‭ ‬مريض‭ ‬بالسيارات‭ ‬وتشعر‭ ‬فعلاً‭ ‬أنه‭ ‬ابن‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬الشبع‭ ‬بعد‭ ‬جوع‮»‬.‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬نواجه‭ ‬الابتذال‭ ‬والهلس‭ ‬بالرقى‭ ‬والطرب‭ ‬الأصيل‭ ‬والغناء‭ ‬المحترم‭.. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬غناء‭ ‬البلطجية‭ ‬و«النضورجية‮»‬‭ ‬والشمامين‭ ‬و‮«‬الكروش‮»‬‭.. ‬وبيكا‭ ‬وسيكا‭ ‬وسيد‭ ‬‮«‬تنايه‮»‬‭.. ‬وعبده‭ ‬ميكروباص‭ ‬ووائل‭ ‬سنجة‭.. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬والعندليب‭ ‬وعبدالوهاب‭ ‬وفريد‭ ‬ومحرم‭ ‬وفايزة‭ ‬وشاديةوشفيق‭ ‬جلال‭ ‬ووردة‭ ‬ورشدى‭ ‬والعزبى‭ ‬وعدوية‭ ‬وشاكر‭ ‬ومدحت‭ ‬صالح‭ ‬والحلو‭ ‬والحجار‭ ‬وجيل‭ ‬التسعينيات‭ ‬لنطرد‭ ‬‮«‬شياطين‮»‬‭ ‬المراحيض‭ ‬والأصوات‭ ‬النشاز‭ ‬والعويل‭ ‬واللطم‭ ‬و«الهز‭ ‬ياوز»‬‭.‬

فى‭ ‬النهاية‭ ‬أطالب‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬بأن‭ ‬تعد‭ ‬عدتها‭ ‬من‭ ‬حشد‭ ‬المواهب‭ ‬ونجوم‭ ‬الطرب‭ ‬الواعد‭ ‬وأصحاب‭ ‬الحناجر‭ ‬الذهبية‭ ‬وتستعد‭ ‬لصيف‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬بحفلات‭ ‬شبه‭ ‬يومية‭ ‬وتواجد‭ ‬مكثف‭.. ‬وتخصيص‭ ‬ساحات‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬التجهيزات‭ ‬وأتحدى‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬سيكون‭ ‬بالآلاف‭ ‬وسنربح‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالذوق‭ ‬العام‭ ‬وتقديم‭ ‬الغناء‭ ‬الأصيل‭ ‬وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الفنى‭ ‬وتقديم‭ ‬غذاء‭ ‬صحى‭ ‬للروح‭ ‬والوجدان‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬سموم‭ ‬الغرائز‭ ‬وأغانى‭ ‬التدنى‭ ‬والابتذال‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندفع‭ ‬برموز‭ ‬الطرب‭ ‬من‭ ‬القدامى‭ ‬ونعيدهم‭ ‬للحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بإيقاعات‭ ‬موسيقية‭ ‬وتوزيع‭ ‬جديد‭ ‬يناسب‭ ‬ويواكب‭ ‬ميول‭ ‬الشباب‭ ‬ولنا‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬تجارب‭ ‬عديدة‭ ‬وأيضاً‭ ‬لنحقق‭ ‬موارد‭ ‬ومكاسب‭ ‬مادية‭ ‬لوزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬للانفاق‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬الوعى‭ ‬الفنى‭ ‬ورعاية‭ ‬المواهب‭ ‬التى‭ ‬ستحل‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أغانى‭ ‬المهرجانات‭ ‬والمؤخرات‭.. ‬ونحمى‭ ‬أبناءنا‭ ‬وشبابنا‭.. ‬فالفن‭ ‬الأصيل‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬أجسادكم‭ ‬ومؤخراتكم‭ ‬و«الهوت‭ ‬شورت‮»‬.. ‬ولكن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬مواهبكم‭ ‬ويستمتع‭ ‬بطربكم‭.‬