قال الدكتور عاطف سعداوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القمة المصرية الأردنية الفلسطينية في القاهرة اليوم تأتي في إطار تنسيق المواقف المستمر بين الدول الثلاث فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية بالأساس، كما ستناقش مواقف الدول الثلاث بشأن القضايا الإقليمية لكنها تركز بالدرجة الأولى على القضية الفلسطينية حيث ستكون هي جوهر المباحثات.
وأكد سعداوي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، مصر والأردن داعمان بشكل قوي لتثبيت الهدنة في فلسطين ووقف إطلاق النار وإنهاء الانقسام، مشيرا إلى أن القمة استهدفت 3 أهداف بالأساس الأول دفع مسار المصالحة الفلسطينية والحوار الفلسطيني- الفلسطيني وإنهاء الانقسام، والثاني هو تثبيت الهدنة في فلسطين ووقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الهدف الثالث هو محاولة حلحلة مسار المفاوضات بشأن القضية الفلسطينية والمجمد منذ فترة، فهناك تغيرات في المنطقة والإقليم ومواقف الإدارة الأمريكية، وهناك محاولات لإحياء مسار المفاوضات مرة أخرى، مضيفا أن القمة أيضا تعمل على التأكيد على الثوابت بشأن القضية الفلسطينية بعدما تعرضت للتآكل خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب.
وأوضح أن أهم هذه الثوابت هي حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا كله ما هدفت إليه القمة الثلاثية في القاهرة اليوم، مؤكدا أن اجتماع الدول الثلاث يؤكد الثوابت العربية في القضية الفلسطينية والتي تعرضت للتشكيك، حيث تسعى الدول الثلاث للتأكيد على الموقف العربي التقليدي في تلك القضية.
وأضاف الخبير السياسي أن القمة هي عودة للمسار الصحيح والتأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وهي رسالة تحاول الدول الثلاث إيصالها وأنه لا مساس بتلك الثوابت وأن هناك موقف عربي موحد بشأن تلك القضية، مؤكدا أن هذا الموقف قد يكون له صدى لدى المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية وخاصة مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وربما تطرح الثوابت التقليدية من القضية الفلسطينية ومحاولة دفع المجتمع الدولي لإحياء مسار المفاوضات وفقا لتلك الثوابت.