السبت 29 يونيو 2024

تحيا مصر.. وتحيا المرأة المصرية

24-5-2017 | 14:46

بقلم: أمينة شفيق

إذا أردنا تسمية بطل حقيقى لمصر، ظهر واستمر وتحمل منذ الخامس والعشرين من يناير عام ٢٠١١ واستمر فى عطائه السياسى والاجتماعي، حتى الآن فى تلك الظروف الغاية فى الصعوبة التى تمر بها مصرنا، هذا البطل الحقيقى هو نساء مصر. نساء مصر فى كل أنحاء البلاد، فى الريف والحضر، على الساحل وفى عمق الصحراء، أينما كانت هى بطلة حقيقية تقدم لوطنها كل ما تملك من مساندة ومن عطاء.

ولو كانت الأماكن والميادين والشوارع والبنايات تتكلم لشرحت كم كانت حركة النساء المصريات اللاتى اكتظت بهن ميادين وشوارع مصر فى الثلاثين من يونيه عام ٢٠١٣، ذلك اليوم الذى شكل نقطة تحول حقيقية فى تاريخ نضال النساء المصريات.نقطة تحول تعنى خلخلة النظام الأبوى المصرى الذى استمر يقيد حركة المرأة المصرية وحجب عنها المشاركة الحرة فى صياغة مستقبل بلدها.

فى الخامس والعشرين من يناير خرجت آلاف الشابات المصريات ليشاركن الشعب والشباب فى إنجاح الثورة وفى الثلاثين من يونيه خرجت المرأة المصرية مع أسرتها، رجلها وأولادها وطعامها لتستكمل ثورتها وتنتزعها من جماعة سياسية فاشية كانت تأخذ الوطن إلى متاهة سياسية بعيدة عن طموحات وأمنيات الشعب المصرى ونسائه.

كما أن التاريخ لن ينسى خروج نساء مصر فى الانتخابات التى أكملت خارطة الطريق السياسية التى تقدم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاستفتاء على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية وبعدها الانتخابات البرلمانية. فى المراحل الثلاث لخارطة الطريق كانت المرأة المصرية موجودة وحاضرة بقوة وبعزيمة.

وإذا تكلمنا عن المرأة المصرية منذ يناير ٢٠١١ حتى الآن فلن ننسى على الإطلاق قدرتها على إدارة بيتها بما هو متاح اقتصاديا الآن. فنحن نعرف أنها هى العنصر العائلى الأول الذى يمسك باقتصاديات الأسرة سواء كان ذلك فى مجال توفير الطعام أو الملبس أو تعليم الأبناء أو علاج الأسرة كلها. إنها المواطنة التى تقع على أكتافها كل تبعات بناء مصر المستقبل الذى يصعب الوصول إليه إلا بالتضحية من الجميع.

وبسبب كل ذلك قالها الرئيس السيسى واضحة، عظيمات مصر. فكل نساء مصر هن عظيمات مصر.

ولا أتصور أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أراد البعض من النساء المشهورات أو المثقفات، وهو يطلق عبارة “عظيمات مصر” وإنما أتصور أنه وصف كل نساء مصر ولم يخص هذا العدد من النساء عضوات البرلمان وهن تسعون برلمانية، كما أنه لم يخص الوزيرات وهن أربع وزيرات، يدرن وزارات هامة مثل التخطيط والاستثمار والعلاقات الدولية والبرنامج الاجتماعى الموجه لمساندة الفقراء وخاصة نساء الصعيد قاطنات أفقر القرى المصرية والبرنامج المصاحب لبرنامج صندوق النقد.

ولا شك أن مصر ستشهد وللمرة الأولى عددا هائلا من النساء اللاتى سيتم انتخابهن فى المجالس المحلية. وهو العدد الذى سيصل إلى رقم ١٣ ألف عضوة على كل المستويات التى تبدأ بالقرى. وبالتالى سيشارك أعداد أخرى من “عظيمات مصر” فى إدارة البلاد. . وبادئات بالقرية.

تقف النساء المصريات على عتبات مرحلة جديدة. وتختلف مرحلة ما بعد ٢٥ يناير عن المرحلة السابقة. قبل الخامس والعشرين من يناير كانت الحركة النسوية تقودها رائدات لا ينتمين عضويا للقواعد. كن ناشطات مخلصات ولكن يخضن المعارك النسوية على قواعد جماهيرية يقيدها ذلك المجتمع الأبوى الذى لا يسمح لها بالمشاركة العامة الحرة التلقائية. لا يمكن إنكار إخلاصهن لقضايا المرأة التى تساعد على الارتقاء بوضعها فى المجتمع؛ لتتمكن من المشاركة الحقيقية فى بناء بلدها والخروج به من حالة التخلف العام.

وإذا كان الرئيس السيسى قد أولى اهتمامه بمشروع الإسكان لتقديم مناطق سكانية بأكملها، مثل مشروع الأسمارات، فإنه فى واقع الأمر نقل أسرا بكاملها من المناطق المعرضة للخطورة الشديدة إلى مناطق جديدة صحية تستمتع بها الأسرة كلها. ولا شك أن الإسكان الصحى كان باستمرار هدفا للمرأة لوعيها بأهمية المسكن الملائم لصحة أولادها.

كما أن الملاحظ والواضح أن كل التشكيلات التى يصدر بها قرارات جمهورية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية عادة ما تضم عددا من الخبيرات، مما يشير إلى اهتمام الرئيس بوجود المرأة المصرية فى كل المجالات والتخصصات.

إننا نعلم أن الدورة الأولى للرئيس السيسى موجهة للمشروعات الكبيرة، التى قد لا يتعرف المواطن العادى والمواطنة العادية على ثمارها بشكل سريع، لذا نتجه إلى كل النشطاء المصريين وكل الناشطات المصريات طالبين منهم جميعا تكثيف جهودهم تجاه النساء المصريات، ليس على الأساس القديم الذى كان ينظر إليهن كمجرد مستفيدات أو مستمعات وإنما بصفتهن مواطنات لابد أن يشاركن فى صياغة مستقبلهن، وبذلك يتم الاعتراف أن مشاركة المرأة المصرية فى الثورتين كانت كفيلة بخلخلة قيود قديمة كانت مفروضة على المرأة المصرية.

ولنتذكر دائما أن نساء مصر كلهن “عظيمات مصر”

وتحيا مصر وتحيا نساء مصر العظيمات.