قال الدكتور جمال عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية، إن هيئة الآثار بدأت تهتم بسور مجرى العيون، وتنظيفه وإعادة إحياءه من جديد، وهذا الاهتمام بدأ مع لجنه حفظ الآثار العربية التي تأسست عام في 1881، ولكن الاهتمام الأكبر والأقوى بالسور هو ما يحدث به في الآونة الأخيرة في إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن أعمال التطوير التي يشهدها السور تشمل تنظيف المأخذ وتطويره وتهيئته لأول مره منذ إنشاءه بهذا الشكل، حيث تمت إزالة ورفع القمامة المتراكمة منذ عقود، مضيفا أن الهدف أن يكون السور بازارا سياحيا، وأيضا هناك بانوراما به، يتم شرح من خلالها طريقة سريان المياه من النيل للمأخذ للزائر عند دخوله.
وأضاف أن سور مجري العيون يتكون من مجموعه من العقود، هذه العقود تشبه العين، ويبدأ السور من منطقة فم الخليج، التي يوجد بها مأخذ سداسي الشكل يخزن المياه القادمة من فرع النيل، من خلال ساقية كبيره تقوم برفع الماء إلى المأخذ، ويوجد 6 سواقي داخل المأخذ ترفع وتدفع المياه من المأخذ في مساحة سداسية الشكل، ومنها ينطلق إلى المجرى الموجود فوق السور لكي تذهب إلى القلعة.
وأشار إلى أن أهمية سور مجرى العيون تكمن في نقل المياه إلى قلعة الجبل، عندما جاءت فكرة نقل مياه النيل لمقر الحكم في قلعة الجبل، وكان السور يمثل الحياة في عصر المماليك، فهو مصدر المياه لهم آنذاك، ويعد المالك الأساسي لبناء سور مجري العيون هو السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون في القرن الثامن الهجري.
وأكد أن المتبقي من عمارة سور مجري العيون، يعود لعهد سلطانين هم السلطان الأشرف قايتباى، والسلطان قنصوة الغوري، وبعد نقل الخديوي إسماعيل مقر الحكم من القلعة إلى قصر عابدين، أهمل سور مجرى العيون وأصبح ما إلا أثرا قائما.