شهر صفر من الأشهر القمرية، وهو الذي يلي شهر محرم، الذي كان اسمه ناجر أيام الجاهلية، وبذلك يكون ترتيبه الشهر الثاني في التقويم الهجري (السنة القمرية) ومن أكثر الشهور القمرية المشهورة عند العرب أيام الجاهلية، فقد كان مصدر التشاؤم بالنسبة لهم، لذلك كانوا يقومون بالتلاعب فيه، أي كانوا يتلاعبون في بدايته ونهايته.
سبب تسميه شهر صفر
سمي شهر صفر بهذا الاسم، لأن ديار العرب كانت تصفر اي تخلوا من أهلها، وخروجهم فيه ليقاتلوا ويبحثوا عن الطعام، ويسافروا ايضا هربا من حر الصيف، ويقال ايضا ان شهر صفر سمي بهذا الاسم لان الرياح كانت تعصف بشدة فكان لحركتها صفير.
الأحداث التي وقعت في شهر صفر
اولا: غزوة الأبواء، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صفر غازيًا على رأس اثني عشر شهرًا من مقدمه المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر صفر، حتى بلغ ودان، وكان يريد قريشًا، وبني ضمرة، وهي غزوة الأبواء، ثم رجع إلى المدينة، وكان استعمل عليها سعد بن عبادة، وهذه أول غزوة غزاها النبي - صلى الله عليه وآلة وسلم.
ثانيا: فتح خيبر، (قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني قد أعطى ابن لقيم العبسي حين أفتتح خيبر ما بها من دجاجة أو داجن، وكان فتح خيبر في صفر)
ثالثا: غزوة زي أمر، (عن ابن إسحاق قال: ولما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم أو عامته، ثم غزا نجدًا يريد غطفان وهي غزوة ذي أمر، فأقام بنجد صفر كله، أو قريبًا من ذلك، ثم رجع إلى المدينة فلم يلق كيدًا)
رابعا: إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة - رضي الله عنهم -: «عن ابن إسحاق قال: كان إسلام عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة؛ عند النجاشي فقدموا إلى المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة
خامسا: هجرته النبي عليه الصلاة والسلام، (قال يزيد بن أبي حبيب خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة في صفر، وقدم المدينة في ربيع الأول.
تشاؤم العرب من شهر صفر
حين جاء الإسلام نهى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن التشاؤم بهذا الشهر، أو التطير به فقد ثبت عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ»
وأراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من الاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب، وتضعف الظن الحسن بالله - عز وجل - فقوله: "ولا صفر: وهو تأخير المحرم إلى صفر في النسئ، أو دابة بالبطن تعدى عند العرب، ويحتمل أن يكون نفيًا لما يتوهم أن شهر صفر تكثر فيه الدواهي والفتن.
فأبطل بذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قضية التشاؤم في شهر صفر، وأنه ليس من الدين في شيء، وأن شهر صفر شهر من الأشهر التي عدَّها الله - عز وجل -، وأيامه من أيام الله - تبارك وتعالى