صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب بعنوان "التداولية والأسلوب الخبري"، للكاتب الدكتور محمد سعيد محفوظ.
ويرنو الكتاب إلى إيجاد مقاربة بين التداولية والبلاغة، والوقوف على حقيقة تموضع تلك النظرية الجديدة القديمة في آن، من البلاغة، الفرع من الأصل، ومهما يكن من أمر: فإن التداولية قد تشعبت وتناتجت من رحم اللسانيات، وكلاهما نبت البلاغة؛ وآية ذلك أن البلاغة غدت شغل الشاغلين، بل هي القطب، إن ذلك إلا لأنها قد أضحت تستوعب كل قشيب.
وتتسع لكل ما هو آت أضف إلى ذلك كل ما هو فائت، إن البلاغة -كما مركوز في الطباع لتدور والأسلوب الخبري أحد مباحثها، لتدور في دائرة السياق، بكونها تطابق مقتضى الحال، وإن خالفته أيضا، وذاك لأن البلاغة من القول، والقول لا يثبت ولا يقر على قرار، إنما يتشكل ويتبلور کیفما الأحوال، كيفما الظروف المحيطة.
كما يتوقف على نفسية الباث والمستقبل، المرسل أو المرسل إليه، الكود والقناة الحاملة لذلك كله ألا وهي (اللغة)؛ لذا ينعتون (التداولية) بـ: (نظرية الاستعمال اللغوي)، أو نظرية (الآنية) أو (التحيين).