وردت جملة صحف إبراهيم وموسى في عدد من الآيات في القرآن الكريم، ولكن قد لا يعرف الكثير ما هو معناها، لذلك تقدم بوابة "دار الهلال"، شرحا وافيا للآة وما تشتمل عليه من معان. :
ـ ختم الله -تعالى- الكتب السماويّة بالقرآن الكريم الذي أنزله على آخر المبعوثين والمُرسلين محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ليتتمّم الرّسالة ويوحّد الأمّة، ويبيّن لهم ما اختلفوا فيه، وينزعهم من طريق التيه والضلال ليضعهم على طريق النّور، فلم يدع الله -تعالى- أمراً إلّا وأوجد له حلاً في كتابه، ولا مسألة إلّا وبيّنها، فبيّن الله -تعالى- الكتب السماويّة التي أُنزلت على أنبيائه ورسله عليهم السّلام، ومن الكتب السماويّة: صحف إبراهيم وموسى عليهما السّلام.
ـ قال الله -تعالى- عن الصحف في سورة الأعلى: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)، وفي موضع آخر من القرآن الكريم في سورة النجم قال الله تعالى: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى*وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى*أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، وفي ذكر ما جاء في صحف سيدنا إبراهيم -عليه السّلام- قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى*بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا*وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى*إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).
ـ كان إبراهيم -عليه السّلام- صاحب الملّة، وإماماً للأمّة، قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا).
ـ كان موسى -عليه السّلام- صاحب الكتاب والكلام والشريعة؛ حيث قال الله تعالى: (قُل مَن أَنزَلَ الكِتابَ الَّذي جاءَ بِهِ موسى نورًا وَهُدًى لِلنّاسِ) فاتخذ الله -تعالى- إبراهيم -عليه السّلام- خليلاً، واتُّخذ موسى -عليه السّلام- كليماً لله تعالى، فالرابط بين إبراهيم وموسى رسالة توحيد الله تعالى، والدّعوة لطاعته، فكان منهما البذّل والعطاء حبّاً لخالقهما.
ـ إبراهيم عليه السّلام
هو الخليل إبراهيم بن تارِخ بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح عليه السّلام، وتزوّج إبراهيم -عليه السّلام- من سارة التي بلغت من الكِبَر عتيّاً ولم تنجب له ولداً، فوهبت أَمَتها هاجر لإبراهيم -عليه السّلام- ليرزقه الله -تعالى- منها إسماعيل عليه السّلام، ويبشّره الله -تعالى- بإسحاق -عليه السّلام- بعد إسماعيل -عليه السّلام- بثلاث عشرة سنة، فحَمَدَ إبراهيم -عليه السّلام- ربّه -تبارك وتعالى- على ما أكرمه، قال الله تعالى: (الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الكِبَرِ إِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِ).
ـ موسي عليه السّلام
هو موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السّلام، أرسله الله -تعالى- برسالة الحقّ إلى بني إسرائيل؛ ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فتعالى فرعون وطغى في الأرض فساداً، فبلغ الكفر عنده مبلغاً كبيراً وأنكر وجود الله تعالى، وقد جاء في القرآن الكريم: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ)، فردّ عليه موسى عليه السّلام: (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ)، فاستكبر فرعون وقال بأنّه هو الربّ الأعلى، فأهلكه الله -تعالى- ومن تبعه بالغرق، ونجى موسى -عليه السّلام- ومن تبعه من بني إسرائيل.
اقرأ أيضا:
دعاء قضاء الدين وسعة الرزق
سورة براءة من الشرك.. ما هو سبب نزول سورة الكافرون؟