الجمعة 27 سبتمبر 2024

"أحفاد عبدالصبور" ندوة بمعرض الكتاب

2-2-2017 | 15:34

أقيمت بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "أحفاد صلاح عبد الصبور..رؤى وشهادات"، بمشاركة الناقدة الدكتورة شيرين العدوى، والشاعرة غادة نبيل، والشاعر محمد القليني.

وقدمت شيرين العدوى ورقة بحثية بعنوان "أحلام الفارس القديم..رؤية وشهادة"، قالت فيها، "اسمحوا لي أن اتخذ من عنوان أحد دواوينه منطلقا للحديث عنه، ولعل كلمة أحلام بصيغتها ودلالتها وكلمة الفارس بما تحمله من معاني الشجاعة والمواجهة والتحدي، مع وصف الفارس بالقديم، يعيد لنا أجواء الفروسية والبطولة ، وهذا يجعلنا نستحضر الظروف التي أحاطت به، وكيف واجه الظروف، وماذا كانت عُدة شاعرنا في مواجتها.وأبرز تلك الظروف ذلك الصراع المحتدم بين رواد الشعر الحديث، ويمثلهم آنذاك عبد الصبور، وحراس القديم، وكانوا في نظره طه حسين، والعقاد، وكان هذان العلمان بعمادة أولها للأدب العربي، وتلقب الثاني بالكاتب الجبار".

وأضافت "العدوي"، "ورغم أن صلاح عبد الصبور لم يجحد لهما فضل الريادة في الأدب العربي، ولم يكن لهما عداء، لكنه رأى في موقفيهما غير الودي منن تيارات الأدب الحديث حجر عثرة أمام تقدم العقل العربي، مما جعله يقسو في انتقادهما في كتابه الأول الذي نشره في سلسلة من المقالات في مجلة روزاليوسف عام 1961م، ثم جمعها في كتاب تحت عنوان "ماذا يبقى منهم للتاريخ".وقد امتلك القدرة على التغيير".

وتابعت:"إن الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، امتلك شعرية كبيرة، وثقافة أصيلة تضرب بجذورها في الموروث العربي، فقد تعامل مع التراث من خلال منظور تفسيري حاول من خلاله أن يكشف الروح الكامنة في هذا التراث، وعكف عامين كاملين على التراث العربي الشعري كله، يقرأه ويعجب بأصوات منه، ويرفض أخرى ويقدم قراءات جديدة في ذلك الشعر القديم".

وأكدت "العدوي"، أن شعر صلاح عبد الصبور باق فينا نحن الأحفاد، وباق في العربية ما بقيت الحياة، وبعد ما قدمه من رؤية شعرية في اتجاه قصيدة التفعيلة، أصبح لدينا اتجاهين يسيران موازيان، هما قصيدة النثر، ومثله عاطف عبد العزيز، وغادة نبيل، وعماد غزالي، وقصيدة العمود الذي يمثله أحمد بخيت، إيهاب البشبيشي.

وقدم الشاعر محمد القليني ورقة بحثية بعنوان "ما الذي تعلمته من صلاح عبد الصبور"، مؤكدًا أنه تعلم منه كيف يكون ثائرًا، لأن الشاعر يجب أن يكون ثائرًا على كل أشكال وآليات الكتابة، وعلى قصيدته، مشيرًا إلى أن هذه الثورة لا تعني القطيعة مع التراث، لأن الشاعر الحقيقي يحترم تراثه، ويقرأه بعناية ويتعلم منه، ويتأثر به، لكن في ضوء أن يكون للشاعر رؤيته الخاصة، وليس مجرد ناقل فقط.

وأكد "القليني" أن هذه هي المعادلة الصعبة التي حققها عبد الصبور في شعره، فكتب شعرًا حداثيًا مختلفًا عن كل ما كتب، وفي نفس الوقت تمسك بجذوره وهويته وتراثه، مضيفًا أن الحداثة عند عبد الصبور لم تكن على أشكال الكتابة واللغة والآلية والبناء فقط، بل امتدت إلى الطرح أيضًا الذي تقدمه هذه الكتابة.