غزى الرسول صلي الله عليه وسلم عدد من الغزوات، ومن بين هذه الغزوات غزوة تبوك وسميت بغزوة العسرة، وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، آخر غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام وأسبابها كالآتي:
كانت غزوة تبوك هي آخر غزوة غزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد علم رسول الله بخبر الروم الذين تجهّزوا من أجل غزو المدينة المنورة، والتخلّص من الإسلام والمسلمين، فأخذ رسول الله بالاحتياطات اللازمة وأمر جيش المُسلمين بالتجهّز من أجل الخروج لملاقاتهم، وقد كانت الأرض حينها قاحلة والحرارة مرتفعة، وأظهر المنافقون نفاقهم وأعلنوا أنفسهم أمام النّاس ولم يخرجوا مع المسلمين.
ـ سُمّيت هذه الغزوة بغزوة العُسرة، فاجتهد الصحابة في الإنفاق من أجل تجهيز الجيش، فأنفق عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الكثير من المال فجهّز نصف الجيش، وقدّم أبو بكر الصديق ماله كلّه، أمّا عمر فقدّم نصف ما يملك، وكانت هذه الغزوة آخر غزوةٍ خرج إليها رسول الله بنفسه.
ـ عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (لم أتخلَّفْ عن رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- في غزوةٍ غَزاها حتَّى كانَت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدرًا)، وتابع في الحديث فقال: (وَهيَ آخرُ غزوةٍ غزاها).
ـ كان ذلك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة.
ـ أسباب غزوة تبوك
ـ تعدّدت الأقوال فيما يتعلّق بسبب غزوة تبوك، فبحسب ما قال ابن سعد في الطبقات إنّ رسول الله عَلِم بأنّ هرقل عظيم الروم قد جمع جيوشه من الرّوم والغساسنة والقبائل المُتحالفة معه من أجل غزو المسلمين، فخرج رسول الله ليواجهه وجيوشه، ويؤيّد قول ابن سعد ما رواه عمر بن الخطاب فقال: (كُنْتُ أنَا وجَارٌ لي مِنَ الأنْصَارِ في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ، وهُمْ مِن عَوَالِي المَدِينَةِ، وكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بما حَدَثَ مِن خَبَرِ ذلكَ اليَومِ مِنَ الوَحْيِ أوْ غيرِهِ، وإذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذلكَ)، ويُتابع في الحديث فيقول: (وكُنَّا قدْ تَحَدَّثْنَا أنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيْلَ لِغَزْوِنَا).
ـ ذُكر من أسباب الغزوة أيضاً أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا انتهى من الدعوة في الجزيرة العربية، رأى أنّ الروم أولى بالدعوة الإسلامية لقربهم منهم، وعملاً بقول الله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قاتِلُوا الَّذينَ يَلونَكُم مِنَ الكُفّارِ وَليَجِدوا فيكُم غِلظَةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ المُتَّقينَ)، فقرّر رسول الله أن يغزوهم، وقيل لإدخال الرعب في قلوب القبائل العربية التي لم تدخل في الإسلام.
اقرأ أيضا:
المعينات على الصبر وطرق تحصيله..تعرف عليها
كيفية قضاء صلاة الوتر وحكمها