كتبت : زينب عيسي
يزخر التاريخ الاسلامي بمواقف وأحداث جسام وقعت فى الشهر الكريم رمضان، وكان لها أثر كبير فى التاريخ الإسلامى، ففى مثل هذا اليوم الثالث من شهر رمضان المُبارك للعام الميلادى 624، خرج رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) من المدينة المنّورة قاصدًا موقع بدر، وهو موضع على طريق القوافل، يقع على مبعدة نحو 32 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من المدينة المنّورة، حيث دارت المعركة الكبرى التي انتصر فيها جيش المسلمين بقيادة الرسول (عليه الصلاة والسلام) وصحبه على المشركين من قريش فى السابع عشر من شهر رمضان المُبارك.
ومن أهم الأحداث التي حدثت في الثالث من رمضان مبايعة المستنصر، وهو الحكم المستنصر بالله هو تاسعُ الحكام الأندلسيين، هو أبو المطرف الملقب بالمستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل، حكم من 350 إلى 366هـ.ولُقِّب المستنصر بعاشق الكتب، وكان مَلكًا جليلًا، عظيم الصيت، رفيع القدر، عالي الهمة، فقيهًا بالمذهب، عالمًا بالأنساب، حافظًا للتاريخ، جَمّاعًا للكتب مُحبًّا للعلم والعلماء.
ووفق ما ذكرت كتب التاريخ العربية والأجنبية، تميز عهده بتوسع الخطر الإسباني لكنه تمكن من إعادة القوى الإسبانية إلى حظيرة الولاء إثر محاولاتها استغلال موت والده الخليفة الناصر الذي أخضعها، وذلك بتجريد الحملات عليها، وبالعمل الدبلوماسي المتمثل باستغلال المنازعات بين الدويلات الإسبانية، أو بين القوى ضمن كل دويلة.
تميز المستنصر بشخصيته الأدبية وإلمامه بالأدب والتاريخ، معرفة الأنساب، محبّا للعلم وراعيًا للثقافة في مختلف فروعها وبلغ عدد المدارس في عهد 277 مدرسة مجانية، منها ثلاث مدارس ازدهرت في المساجد، و24 مدرسة في أحياء قرطبة المختلفة. استمرت خلافته 15عامًا وخمسة أشهر، وتوفي وعمره 63 عامًا ، وخلفه ابنه هشام بعهد منه، وله من العمر عشر سنين، ولقبه المؤيد بالله.