الخميس 23 مايو 2024

ما معنى القتال في حديث «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق».. الإفتاء توضح

الإفتاء

دين ودنيا16-10-2021 | 21:01

محمد هلال

سؤال ورد إلى دار الإفتاء على صفحتها الرسمية حول معنى القتال في حديث "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق" ومعني القتال فيه، وفي هذا السياق تعرض "دارالهلال" في السطور التالية معنى القتال في الحديث الشريف، وفقا لما أعنلته دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي.

وأجابت الإفتاء بأنه لا توجد علاقة لجامعات التطرف والعنف، كتنظيم داعش ومن على شاكلته هذا المعاني السامية، وقالت أيضا إنهم جامعات إرهابية تقوم بممارسات عدوانية، تجاه الأشخاص العزل والأبرياء.

واوضحت عن القتال الذي يشير إليه الحديث الشريف، ما هو إلا الدفاع عن النفس ورد العدوان، وقد يأتي ذلك في صورة حسية بإعداد العدة مثل شأن الجيوش النظامية القائمة في الدولة الحديثة.

وقد يأتي في صورة معنوية بالسان والبيان وإقامة الحجة والبرهان، وذلك ما جاء في الشرع.

وفسرت الإفتاء هذا الحديث قائلة إن المقصود بالطائفة، هم جماعة من الناس، وقد اختلف العلماء في معنى الطائفة المذكورة في ذلك الحديث الشريف، فقد ذهب الإمام أحمد وعلي بن المديني إلى أنهم أهل الحديث، ذلك لأنهم أهل التقوى والصلاح.

وذكرت الإفتاء أن هذه الطائفة يمثلها قطاع عريق من أفضل أمة الإسلام، مثل الجيوش التي تقاتل بإذن ولي الأمر تحت راية الحق المعروفة.

وقال الإمام الشافعي، إن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، ويوجد بينهم الشجعان والمقاتلون، ويوجد بينهم الفقهاء والمحدثون، ويوجد بينهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، وكثير من أنواع الخير.

وصرحت الإفتاء بأن معنى القتال المراد في الحديث النبوي الشريف، أن كلمة "يقاتلون" وردت على معنى المفاعلة التي تدل على المشاركة في الفعل بين الطرفين، أحداهما المبدوء بالقتال، ويسمى "مقاتلاً" والآخر: البادئ بالعدوان ويسمى "قاتلاً"

والقتال في الشريعة الإسلامية سببة رد العدوان والظلم، فلا يجوز لغير المقاتلين التعرض لهم بالأذى فضلا عن سفك الدماء واستباحة حرامتهم، ولكن يراعي في حقهم جانب السلم، لأن الشرع قد أمر ببرهم ولزوم مسلك العدل ووصلهم بالقسط إليهم، ويدل على ذلك القول" لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الممتحنة.

وحينما شرع الشرع الشريف القتال دفاعا عن النفس ورد للبغي والعدوان، وجعل لذلك شروطا وقيودا وضوابط، يقف على فهمها من تأمل، قول الله تعالى "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" البقرة: 190.

واختتمت الإفتاء أن هناك بين القتال الذي يشير إلى الدفاع وردّ العدوان، ويكون بالسِّنان وباللسان، وهو ما جاء به الشرع الشريف، ودلّت عليه نصوص الدين الحنيف، وجعل له شروطًا وقيودًا وضوابط صارمة.