تهل علينا غدا ذكري المولد النبوي الشريف ، ففي يوم مولده أشرقت الأرض بنور ربها وفاض النور في جميع مكة وما حولها ابتهاجا بقدومه، لقد كان يوما عظيما يشهد له كل من حضر، وهذا دليل على أنه ميلاد خير البشر، ويترقب المسلمون يوم ميلاد سيدهم المصطفى، فتتعدد مظاهر السعادة والبهجة في الدول العربية والإسلامية عند حلوله، كما أن هناك رغبة لا تبارح قلوبهم في تعظيم هذا اليوم الذي جاء فيه حامل الهدى للبشرية، يدفعهم للفرح بهذا اليوم والابتهاج فيه، وكأن الشوارع تزين في ذكرى ميلاد الحبيب.
وتحتفل الدولة ومؤسساتها الدينية اليوم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بذكري مولد الحبيب، حيث أشار الرئيس في خطابة أثناء الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف على الوعي الصحيح للدين، وتصحيح الخطاب الديني، وتحقيق التعايش والسلام الاجتماعي، فيما أكد علماء دين أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تضمنت مجموعة من الرسائل العامة من بينها تصحيح الخطاب الديني.
جهود المؤسسات الدينية
وفي هذا الصدد، قال الشيخ أحمد ترك، مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف سابقا، إنه من أبرز رسائل الرئيس السيسي في احتفال المولد النبوي الشريف، أنه طالب بتصحيح الخطاب الديني للتسامح والعيش المشترك داخل المجتمع وهذا في حد ذاته مطلوب، وأن يكون هذا من أولويات الوعظ والدعوة والخطاب الديني.
وأوضح ترك، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الدولة تبذل جهودا عديدة في بناء الوعي الصحيح للدين وتصحيح الخطاب الديني لتحقيق التعايش والسلام الاجتماعي، من خلال تنظيم الندوات التوعوية والتثقيفية وتنمية مهارات معلمي التربية الدينية، كما أن منهج بناء الوعي لدى الإمام هو نفس المنهج الذي نطبقه لبناء وعي المعلم، وغيرها من الجهود التي تقوم بها المؤسسات الدينية المعنية لبناء ثقافة الأخلاق والقيم الإنسانية في المجتمع، لنشر ثقافة الدين الصحيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وأضاف أن للأئمة والواعظات دورًا كبيرًا بالتشارك مع مؤسسة الإعلام في التعليم الموجه لمواجهة كل المحاولات لتشتيت وهدم المجتمع ، فالإعلام يلعب دورًا حيويًا في تذليل العقبات التي تواجه التنمية ومواجهة الشائعات، ومن هنا يأتي الدور الآخر المشترك للأئمة والواعظات والإعلام لمواجهة خطر الشائعات التي تحدق بالمجتمع وتعيق التقدم وتحقيق الأهداف المنشودة ومواجهة الأفكار المغلوطة، ومحاولة التشويه والتشكيك والأفكار الهدامة، لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي لوطننا الحبيب.
الرسول جاء رحمة للعالمين
ومن جانبها، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، لقد تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية المولد النبوي الشريف اليوم، عن أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، جاء رحمة للعالمين، وأنه لا يجوز الربط بين صاحب الرحمة للعالمين وهذا العمل الذي فيه قتل للنفس أو إهانتها.
وأوضحت نصير، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، فلا يتفق سلوك بعض هؤلاء المجرمون بما جاء في سيد الخلق، هذه كانت أكثر نقطة أعجبت أن الرئيس قد أشار إليها، خصوصا مع كثرة أعمال العنف والقتل باسم الدين والرسول، فهؤلاء القتلة الإرهابيون هم من يشوهون صورة الرسول والإسلام كما أن الدين برئ منهم ومن أفعالهم.
وأضافت أن الرئيس ركز أيضا على تصحيح الخطاب الديني وبناء الوعي الصحيح للدين، وهذا دور المؤسسات الدينية المسئولة عن توجيهه بما يحقق التعايش والسلام الاجتماعي.