أيامٌ قليلة ويحتفل المصريون بالذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو، التي خرجوا فيها ليعلنوا رفضهم حكم جماعة الإخوان، واستطاعوا أن ينتصروا في معركة الهوية، وبالفعل حاصروا الإخوان في كل محافظات مصر، وكان من بينها محافظة المنوفية، والتي لها احتفال خاص بها في السابع عشر من شهر يونيو كل عام، وهو اليوم الذين بدأ فيه مواطنو المنوفية الاعتصام أمام ديوان عام المحافظة ليعلنوا رفضهم لحكم الإخوان عام 2013، واستمروا في اعتصامهم حتى سقطت الجماعة.

المنوفية تنتفض ضد الإخوان

في اليوم الأول للاعتصام بمحافظة المنوفية، كانت الشرارة من القوى الثورية المتواجدة بالمحافظة، وهم مجموعة من شباب بعض الأحزاب والحركات، وسرعان ما استجاب لهم المواطنون وتوافد كثير من الشباب على الاعتصام أمام الديوان ونصبوا الخيام للنوم، وعلقوا على البوابة الرئيسية لديوان عام محافظة المنوفية " كفاية" و"القصاص" و"نرفض أي محافظ إخواني"، وبالفعل منعوا المحافظ أحمد شعراوي المنتمي لجماعة الإخوان من الدخول إلى ديوان المنوفية لممارسة مهام عمله، وكان يدير المحافظة من الاستراحة، حتى فر هاربا في لانش من البوابة الخلفية للاستراحة عبر بحر شبين الكوم خوفا من تحركات المتظاهرين إلى استراحته.

أمين حزب التجمع سابقا: أهالي المحافظة سطروا ملحمة

يقول هيثم شرابي، أمين حزب التجمع سابقا، وأحد قادة ثورة 30 يونيو في المنوفية، إن ما شهدته المنوفية من أحداث كانت لحظات فارقة  في حياة الجميع، وعلى المستوى الشخصي فهي بمثابة شريط سينما يمر أمامي، فكيف يمكن لمواطني المنوفية تحمل الاعتصام من 17 يونيو إلى ٣٠ يونيو مع كل القلق والالتزامات والحرص الشديد على حياة كل متظاهر شريف خرج ليرفض هذه الجماعة  وحكم المرشد.

ويوضح شرابي أن الساعات الأولى في اعتصام المنوفية كانت الأصعب، حيث بدأ الاعتصام بما يقرب من 15 فردًا، انضم إلينا عدد كبير وبشكل سريع من المواطنين ثم عمال مصر الشرفاء في غزل شبين الكوم والسيدات اللاتي كان لهن دور كبير في نجاح هذه الثورة بكل محافظات كصر وليس المنوفية فقط. 
 
وتابع: " الساعة الأولى للاعتصام في المنوفية أثار الذعر في قلوب قيادات الجماعة وهرب كل عاشور الحلواني وصبري عامر ومحمد سويلم خارج المحافظة، ومن هنا بدأت ملحمة المنوفية حتى انفض الاعتصام برحيل الإخوان".