الأربعاء 4 سبتمبر 2024

مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي 31 يناقش مفهوم الجسد في المسرح العربي

جانب من الحدث

ثقافة3-9-2024 | 20:37

همت مصطفى

أقيمت  اليوم رابع جلسات المحور الفكري لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في دورته الحادية والثلاثين «دورة د. علاء عبد العزيز» والذي يرأسها الدكتور سامح مهران، وجاءت تلك الجلسة بعنوان «تجارب حرة في الجسد المنفلت من المركزية».

وأدار الندوة الدكتور هشام زين الدين من لبنان، وبمشاركة كلا من الدكتور تحرير الأسدي ، والدكتور نشأت مبارك من العراق، ومن مصر الدكتورة أميرة الوكيل من مصر، والباحثة نوران مهدي.

واستهل الدكتور هشام زين الدين حديثه قائلا: «موضوع الجلسة اليوم  يطرح علينا مجموعة من الأسئلة لعل أهمها: هل هناك مركزيات لمفهوم الجسد في المسرح؟ هل هناك مركزية لجسد المرأة أم لجسد الرجل؟ الجسد العربي في المسرح هل هو ذاته الجسد الأوربي في المسرح؟ كل هذه تعتبر قضايا إشكالية والغوص فيها به نوع من المخاطرة الكبيرة واليوم سنستمع من الباحثين الأربعة الرد على هذه الأسئلة. 

وقال الدكتور تحرير الأسدي من العراق والحاصل على ماجستير في الإخراج المسرحي بجامعة بغداد: لماذا العولمة؟ هذا الموضوع الذي قمت باختياره في الماجستير لأننا نتعاطى العولمة بشكل يومي، ولها تأثير بشكل كبير على المجتمع، ولاحظت في العديد من العروض المسرحية المقدمة أننا نستنبط الأنماط من الغرب وتفتقد هذه العروض لخصوصيتنا، فبعض العروض تكون في وادي والمجتمع في وادي آخّر، نعم نحن منغمسون في العولمة وهذا موضوع حتمي حتى لهجتنا بدأت تتغير يوم بعد يوم وهذه هي أهداف العولمة، فهل العولمة تسعى أن يكون العرض المسرحي في العالم واحد؟.

وتابع: فهي تسعى دائما لإبعاد الأفكار التي تسبب أزمة في توسعها مثل الدين، فالعولمة موضوع ثقافي يراها البعض هي تحالف الغرب ضد الثقافات الأخرى، مفهوم الجسد الأن في الغرب يختلف عن مفهوم الجسد لدينا،  وبعض المخرجين يحاولون تقديم مفهوم الجسد في أوربا، ويجب الإشارة أنه لا وجود لمسرح العولمة ولكن يوجد عولمة المسرح الذي يسعى لخلق مجتمعات استهلاكية، العولمة في نهاية الأمر هي اكتساح أشياء معينة لا تشمل فقط السلع بل الثقافة والفن كذلك. 

من جانبه، قال الدكتور نشأت مبارك عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل: نحن الأن نمتلك أجسادنا لذلك فعلنا المقولة التي تقول أن الجسد مقبرة الروح، والعلم قال أن هناك ذاكرتين للجسد الذاكرة الأولى هي ذاكرة الجسد التي ترسخت بفعل الثقافات والثانية وهي ذاكرة منسية سميتها بالجسد الذاكرة وهو الذي نبحث عنه تماما، والتي نحاول دائماً أن نخلق من خلالها تاريخنا، في الذاكرة الأولى يرتبط الجسد بكل مرجعياته الدينية والثقافية والإجتماعية أما الذاكرة الثانية يتمحور حول كيف يمكن أن يكون الجسد صانع لتاريخه ليحقق بذلك كينونته المفقودة. 

وأضاف: هل أصبح الجسد ملزما للدلالات المجتمعية أم أصبح على الجسد أن ينتقل لمنطقة تحليلية أقرب للميتاعلامة، وسأجيب باختصار: نعم إن الجسد بحاجة لأنه يعاني من أزمة وسبب الحضور  له في بعض الأحيان هو الإنغلاق بسبب التقاليد وأفتقد الجسد حيويته وأصبح مكتشف لفجوة أسميت بالزجر ،الثاني أن الباحث عن تلك المنطقة هي محاولة منه لإعادة ذواتنا مرة أخرى حيث كانت الذات متحررة وهنا سنتمكن من تحديد الانفلات عن الواقع والبحث عن الهوية بحكم ارتباطنا بمرجعيات أخرى. 

وقالت الباحثة نوران مهدي الحاصلة على ماجستير في النقد المسرحي: «يعرف المفكر كمال عبد اللطيف في دراسته عن المركزية الثقافية، حيث ذكر أن المركزية ظهرت كي يتحول الغرب للمركز والدول الأخرى العربية تكون على الهامش، من خلال نموذج معين فرض علي الدول العربية وكي تنهض تلك الدول لابد أن تسير على نفس النهج، ويظهر لدينا مجموعة من الفنانين وقعوا في نفس الإشكالية ولم أجد أفضل من نموذج سيدي العرب الشرقاوي من المهجر، ويعيش في أوروبا،  ونجده هنا يمتلك الهوية العربية وتحتضنه البيئة الغربية.

 

وأكملت: وطرحت سؤال في ذهني هل ستكون عروضه مائلة لأي اتجاه، لان في بعض الفنانين يصروا على وجود الهوية العربية كنوع من الانتماء والبعض الآخر يمثل الثقافة الأوربية، فكيف تجلى مفهوم الهوية في أعمال سيدي العرب، خاصة أنه عروضه تعتمد على الجسد الراقص، ومن خلال ثلاث مقاطع من مسرحياته عرضت نوران طريقة تفكيره وتأثره بالثقافة الغربية في الأعمال».


واختتمت الدكتورة أميرة الوكيل الأستاذ في قسم المسرح جامعة حلوان، الجلسة بورقتها البحثية حيث قالت: «البداية يمكن اعتبار أن الاستكشافات الحديثة أدت إلي صُنع مسافة من القُرب والبعد في آن واحد عبر خلق عالمًا موازيًا، وهو ما يُشكل ليس اتجاهات ثنائية فحسب بل مسارات متنوعة ومتشابكة، وأصبح المتفرج يواكب الحدث بصورة آنية وشريكا بصناعته، كأن العمل الفني بمثابة بروفة دائمة التجدد، والمشاهد بوصفه آخر للعمل الفني؛ فلم تعد الإبداعات المسرحية الجديدة تنشغل بالإجابة عن الأسئلة الميتافيزيقة الكبري؛ بل تنحو للتلاعب وتجاوز الأفكار، كوسيلة لإعادة تقديمها بصيغ مختلفة».

 

وتابعت: «هذا ما يعلن عن تذويب العلاقة بين الإنسان الذات الداخلية وبين الكون العالم الخارجي، لنكون بصدد تساؤل حول بداية حدود الآخر وأين ينتهي؟ في عالم بات مفتوحًا ومتداخلا علي نحو يُثير القلق والتأمل، كيف يُمكن تحديد هويتنا في عالم يذوب وتتماهي فيه العلامات؟ وصارت فيه الهوية تعددية وليست هوية أحادية كما أشار إدوارد سعيد، وهو ما يُحيل إلى إمكانية التداخل والتمازج بين الأنواع الأدبية المتنوعة، لعبة الهنا - الهناك»، المسافة ما بين الكاميرا وما يحدث في الواقع وما تتضمنه من فضاءات متعددة».