السبت 18 مايو 2024

4 دروس مستفادة من سورة الهمزة.. تعرف عليها

الدروس المستفادة من سورة الهمزة

دين ودنيا30-10-2021 | 15:33

زينب محمد

تعد سورة الهمزة السورة الثانية والثلاثين في ترتيب نزول سور القرآن الكريم، وقد نزلت بعد سورة القيامة وقبل سورة المرسلات، وقد نزلت سورة القيامة في الفترة الواقعة ما بين الهجرة إلى الحبشة ورحلة الإسراء والمعراج فيكون نزول سورة الهمزة في هذا التاريخ أيضًا، وفي هذا السياق ستعرض بوابة «دار الهلال» سبب نزول سورة الهمزة، وهي كالآتي:

سبب نزول سورة الهمزة

أورد المفسرون سبب نزول سورة الهمزة في كتبهم ولكن أقوالهم قد تعددت فيما يخص الشخص الذي نزلت بسببه هذه السورة، وهل هو شخص واحد أم مجموعة، وفيما يأتي استعراض لبعض أقوالهم في هذا الشأن:
 

قال الطبري -رحمه الله-: إن أقوال السلف تعدّدت في بيان من هو المعني بقوله -تعالى-: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ)، فقال بعضهم إن المقصود به هو أحد المشركين بعينه؛ وهو جميل بن عامر الجمحي، وقال آخرون إنه الأخنس بن شريق، ونقل عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- إن المراد به مشرك كان يلمز الناس ويهمزهم، فيما عد الفريق الآخر أن هذه الآية تقصد كل من كانت هذه صفته ولا تتحدث عن أحد معين

قال الرازي -رحمه الله-: إنّ أهل العلم تحدثوا بشأن الوعيد بالويل في سورة الهمزة، هل هو خاص بأناس معينين أم يشمل من كان هذا فعله؟، فقال المحققون إنّه يكون لكل من كان هذا فعله كائنًا من كان، وأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقال آخرون إن المقصود به أُناس معينين، فورد عن عطاء والكلبي إن سورة الهمزة نزلت في الأخنس بن شريق كان يلمز الناس ويغتابهم وخصوصًا سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وقال مقاتل إنّها نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يغتاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غيابه ويطعن عليه في وجهه، وقال محمد بن إسحاق: "ما زلنا نسمع أن هذه السورة نزلت في أمية بن خلف"، وقد ذكر الفرّاء أنّه كون السورة نزلت بلفظ عام لا يعني أنّها لم تقصد أُناس بعينهم.

ورد في لباب النقول نقلًا عن ابن إسحاق: أنّ أمية بن خلف كان إذا رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- همزه ولمزه- فأنزل الله تعالى سورة الهمزة

قال ابن عاشور -رحمه الله-: في سبب نزول سورة الهمزة روي أنها نزلت في مجموعة من المشركين كانوا يقومون بلمز المسلمين وسبّهم واختلاق الأخبار السيئة عنهم، وقد سُميّ من هؤلاء عدة أشخاص؛ ومنهم: الوليد بن المغيرة المخزومي وأمية بن خلف وأُبّي بن خلف والعاص بن وائل السهمي، وهؤلاء كلّهم من سادة قريش، بالإضافة إلى جميل بن معمر من بني جمح الذي أسلم يوم فتح مكّة وشهد حنينًا، وسمي من ثقيف الأسود بن يغوث والأخنس بن شريق، وكانوا أيضًا من سادات قبيلة ثقيف في الطائف آنذاك، وقال إن هذه السورة تعمّ جميع من قاموا بهذا الفعل من المشركين سواءٌ عرفت أسماؤهم أم لا.
 

دروس مستفادة من سورة الهمزة

احتوت سورة الهمزة على الكثير من الدروس والعبر المستفادة التي لا بد للمسلم من الاعتبار بها، فيبتعد عن الصفات السيئة التي استحق المتصفون بها الويل والعقاب، ويتخلّق بالأخلاق الحميدة التي ينبغي للمسلم أن يتحلّى بها، ومن هذه الدروس ما يأتي:
 

- المثل الأعلى لبعض الناس يتمثل في جمع المال والتعالي على العباد.

- الويل والعذاب هما مصير كل من يعيب الناس ويسبهم.

-  المال نعمة من الله تعالى، ولكنّ العمل الصالح هو الوسيلة النافعة للفوز في الآخرة.

-  مصير المتعالي على العباد المتكبر عليهم الذي يجمع المال ويظن أنه سيكتب له الخلود بسبب ماله سيكون نار متقدة تحرق الأجساد وتصل إلى الأفئدة.