السبت 4 مايو 2024

قصص الأنبياء: قصة آدم عليه السلام وبداية الخلق (الجزء الأول)

قصة آدم عليه السلام

دين ودنيا16-4-2021 | 13:47

إسراء خالد

حثنا الله عزوجل أن نتخذ من قصص الأنبياء عبرة لنا ونقتدي بهم في حياتنا، ونتعلم منهم الكثير من الخصال الحميدة فهم أكثر من تعرضت حياتهم لابتلاءات واختبارات، وحياتهم مليئة بالأحداث التي يمكن أن نستقي منها بعض الدروس، والعبر في الحياة والدين، وظهر ذلك في قوله تعالى: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب".

تقدم بوابة "دار الهلال" للقارئ خلال شهر رمضان الكريم قصص الأنبياء، مستندة لمصادر موثقة في السيرة والتاريخ الإسلامي، وتعرض لكم اليوم قصة خلق آدم عليه السلام وسجود الملائكة جميعًا له كما أمرهم الله، إلا إبليس رفض أن يسجد، فطرده الله من رحمته؛ وازداد حقده على آدم وبدأ يحاول التسبب في طرده من الجنة، من خلال إغرائه بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، ليُطرد من الجنة:

قصة آدم عليه السلام

 خلق الله آدم عليه السلام، عندما أخبر الملائكة، بأنّه سيخلق في الأرض بشرًا يخلف بعضهم لبعض، كما قال تعالى في كتابه الكريم: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة:30)، فأجابت الملائكة سائلين الله تعالى عن السبب وراء خلق آدم عليه السّلام، وذلك لما خفي عليهم من حكمة الله تعالى من خلق آدم وليس اعتراضًا، فهم لا يشتركون معه في علمه، ولا يعلمون الغيب، ولا يعرفون حكمته الخافية.

 أصدر الله تعالى أمره للملائكة جميعًا، بالسجود للبشر الذي سيخلقه من طين وينفخ فيه من روحه حال تسويته، تكريمًا له، ثمّ أخذ الله تعالى من تربة الأرض البيضاء، والحمراء، والسوداء، والصفراء، ومزجها بالماء، فأصبحت صلصالًا من حمًا مسنون، وكان إبليس كلّما مرّ على ذلك الطين يتعجّب منه؛ ويتساءل ماذا سيصبح.

حقد إبليس على آدم

 وكان ذلك الصلصال ما خُلق منه آدم عليه السّلام؛ حيث سواه الله تعالى بيديه ونفخ فيه من روحه، فدبّت فيه الحياة، وفتح عينيه، وتحرك جسده، وعندما خُلق آدم، سجد له الملائكة كلّهم كما أمرهم الله عزوجل، ما عدا إبليس رفض أن يسجد، فقال الله تعالى له: "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ" [ص: 75]، فردّ إبليس بكلّ كبر: "فقَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين" [الأعراف:12]، فنزلت لعنة الله على إبليس، وطرده من رحمته، فقال تعالى: "قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ" [ص:77]، ثمّ طلب إبليس من الله تعالى فرصةً آخرى، ولكن اقتضت حكمة الله تعالى بإجابته بما جاء في قوله تعالى: "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ، قال رب بما أغويتني لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ" (الحجر:36-40).

وتحول حسد إبليس لآدم عليه السّلام إلى الحقد عليه، والرغبة في التسبب في طرده من الجنة بكافة الطرق، وبذل العديد من المحاولات لكي يعصى آدم ما أمره الله به فيخرجه من جنته، ولكن هل سينجح إبليس فيما يسعى له.. يتبع.

Dr.Randa
Dr.Radwa