الخميس 27 يونيو 2024

القوات المسلحة تواصل نجاحاتها في سيناء.. وخبراء: الضربات الأمنية الناجحة تؤكد الإصرار والإرادة القوية لاجتثاث الإرهاب.. والقوات استطاعت تدمير البنية الأساسية للإرهاب وجهودها مستمرة للقضاء عليه

تحقيقات31-8-2020 | 16:47

أشاد خبراء عسكريون بما حققته الضربات الأمنية من نجاحات في القضاء على الإرهاب في سيناء وكافة الاتجاهات الاستراتيجية المصرية، موضحين أن هذه النجاحات تؤكد الإصرار والإرادة القوية على اجتثاث الإرهاب وتثبت تثبت كفاءة القوات المسلحة في تتبع العناصر الإرهابية، حيث تمكنت القوات من تدمير البنية الأساسية للإرهاب وتواصل جهودها للقضاء عليه.

 

تمكنت جهود القوات المسلحة لمكافحة الإرهاب على كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة من رصد وتتبع وتدمير عدد من البؤر الإرهابية التي تتخذها العناصر التكفيرية ملجأً لها ومرتكزاً لتنفيذ عملياتها الإرهابية وترويع المواطنين الآمنين، وقد أسفرت الجهود خلال المدة من 22 / 7 / 2020 إلى 30 / 8 / 2020 عن تدمير عدد ( 317 ) وكراً وملجأً ومخازن للمواد المتفجرة بشمال سيناء تستخدمها العناصر التكفيرية كملاجئ لها ولتكديس الأسلحة والذخائر .

 

كما تم استهداف وتدمير عدد (10) عربات دفع رباعي تستخدمها العناصر التكفيرية في تنفيذ عملياتها الإرهابية، ومقتل عدد (73) عنصرا تكفيريا يتخذون من الملاجئ أوكاراً لهم، كما تم تنفيذ عدد من العمليات النوعية أسفرت عن مقتل (2) فرد تكفيري شديدي الخطورة وبحوزتهماً (2) بندقيه آلية ، (5) خزنة ، وحزام ناسف.

 

وكذا مقتل (2) فرد تكفيري وإصابة فرد تم إسعافه ويتلقى حالياً العلاج بأحد مستشفيات القوات المسلحة وجار استجوابه عثر بحوزتهم على عدد (4) بنادق آلية و(6) خزنة وكميات من الذخائر مختلفة الأعيرة ومفجرات ودراجة نارية و(3) ماكينات رفع مياه وأدوات إعاشة ومبالغ مالية.

 

وفى إطار تشديد الإجراءات الأمنية على الاتجاه الاستراتيجي الغربي نجحت القوات الجوية من استهداف وتدمير عدد (9) عربات دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر أثناء محاولاتها اختراق الحدود الغربية، وذلك تزامناً مع قيام القوات البحرية بتكثيف أعمال التمشيط والتفتيش بمسرح عمليات البحرين المتوسط والأحمر لتأمين الأهداف الاقتصادية وتأمين الشريط الساحلي ضد أي تهديدات، كذلك تفعيل إجراءات الأمن البحري داخل مياهنا الإقليمية.

 

ونتيجة للأعمال القتالية الباسلة لقواتنا المسلحة تم استشهاد وإصابة (3) ضابط و(4) جنود بمناطق العمليات، وأكدت القوات المسلحة على استمرار جهودها للقضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره لتحقيق الأمن والأمان لشعب مصر العظيم .

 

الإرادة القوية لاجتثاث الإرهاب

وفي هذا السياق، قال اللواء محمد الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن القوات المسلحة تواصل عملياتها لدحر الإرهاب في شتى أنحاء الجمهورية وتعلن نتائج هذه العمليات في بيانات متتالية، كان آخرها مساء أمس، والذي أكد الإصرار والإرادة القوية على اجتثاث الإرهاب من جذوره مع الاستمرار في تأمين وحماية وصيانة الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك أعمالا دارت خلال ما يزيد عن شهر، أدت لتحقيق الكثير من النتائج أهمها القضاء على عناصر إرهابية بمداهمات وضربات استباقية وهذا أدى لإيقاع خسائر كبيرة في صفوفها، مؤكدا أنه تم اكتشاف العديد من البؤر الإرهابية وأماكن الاختباء والتخزين خلال هذه الفترة وهذا نتاج تعاون مثمر بين القوات المسلحة والشرطة وأجهزة المعلومات وأهالي سيناء.

 

وأضاف إن القوات الجوية تؤمن الحدود على كافة الاتجاهات وخاصة في الاتجاه الغربي لضبط العربات التي تحاول التسلل من الحدود لدعم الميليشيات بالأسلحة والذخائر، موضحا أن القوات البحرية تواصل جهودها بأعمال التمشيط والتفتيش بالبحرين المتوسط والأحمر لتأمين الأهداف الإقتصادية وتأمين الشريط الساحلى، لاحتوائها على مصالح هامة لمصر.


وأشار إلى أن قوات حرس الحدود تواصل مهامها في تأمين الحدود ليلا نهارا وإحباط محاولات التهريب المختلفة والهجرة غير الشرعية، وهذا كله يتم في تعاون وثيق بين أجهزة القوات المسلحة والشرطة، موضحا أن قوات مكافحة الإرهاب أيضا لا تغفل الجانب الإنساني على عكس ما تدعيه الكتائب المعادية لمصر, حيث تم نقل أحد الإرهابيين وإسعافه وجاري علاجه حاليا. 

 

كفاءة القوات المسلحة في تتبع العناصر الإرهابية

ومن جانبه، قال اللواء سمير فرج، مدير الشئون المعنوية السابق، إن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة مساء أمس بشأن نتائج العمليات لمكافحة الإرهاب يثبت كفاءة القوات المسلحة وأجهزة مخابراتها في تتبع العناصر الإرهابية، لأنه بدون المعلومات المخابراتية لا يمكن إعطاء قرار القيام بهذه العمليات.

 

وأوضح "فرج" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه العمليات الأمنية أثبتت قدرة وتفوق المخابرات الأمنية في الحصول على المعلومات عن العناصر الإرهابية، مضيفا إن العناصر الإرهابية حاليا كامنة، فهي لا تزال موجودة وبعد الضربات التي تلقتها تعيد ترتيب نفسها بتجنيد عناصر جديدة وتكوين مخابئ ومخازن جديدة إلا أن القوات المسلحة دمرت كل هذه التجهيزات.

 

وأشار إلى أن القوات المسلحة تعمل في الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة وخاصة في اتجاه الشمال في البحر المتوسط وترسل دوريات لتأمين الأهداف الاقتصادية المصرية فيه، إلى جانب الاتجاه الغربي مع ليبيا والاتجاه الشرقي في سيناء والاتجاه الجنوبي أيضا، مضيفا إن كل هذه الاتجاهات مهددة في آن واحد.

 

وأكد أن في نحو 40 يوما نجحت القوات في تدمير المعدات والأجهزة والذخائر للعناصر الإرهابية واكتشاف مخابئهم، مما يؤكد يقظة قوات مكافحة الإرهاب من الجيش والشرطة، وتصديهم للإرهاب والقضاء عليه استباقيا لكي لا يتوحش ويقوم بعمليات إرهابية في المستقبل.

 

تدمير البنية الأساسية للإرهاب

وقال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن القوات المسلحة نجحت خلال أكثر من شهر، منذ صدور البيان الأخير في 22 يوليو الماضي، في تحقيق العديد من النتائج الهامة في إطار مكافحة الإرهاب، مضيفا إن القوات المسلحة مستمرة في اقتلاع جذور الإرهاب حيث تمكنت من القضاء على 77 تكفيريا وتدمير 317 ملجأ وبؤرة إرهابية.

 

وأوضح الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه تم تدمير 10 عربات دفع رباعي تستخدمها الجماعات الإرهابية في تنفيذ مهامها، مضيفا إن هذه العمليات كانت في كل الاتجاهات الاستراتيجية، فتم تدمير 9 عربات تسللت من الاتجاه الاستراتيجي الغربي تحمل ذخائر وأسلحة للعناصر الإرهابية. 

 

وأكد أن هناك تنسيقا وتناغما بين الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة الممثلة في القوات الجوية التي استطاعت تحديد أماكن الكثير من هؤلاء الإرهابيين، مع أجهزة الاستخبارات والمعلومات التي تمكنت من استهداف العناصر الإرهابية من خلال التمشيط والمداهمة، مضيفا إن البيان الصادر أمس عرض مدى تدمير إمكانيات الجماعات الإرهابية وأعطى رسالة لكل الجماعات التي تسول لها نفسها القيام بعمليات أخرى.


وأشار إلى دور القوات البحرية في حماية مصالح مصر الاقتصادية في البحر المتوسط مثل حقل ظهر، وتمشيط سواحل البحر، إلى جانب دور عناصر المهندسين العسكريين في تدمير العبوات المتفجرة، موضحا أن العمليات مستمرة حتى القضاء على الإرهاب تماما، حيث استطاعت مصر القضاء على الكتلة الصلبة للإرهابيين وتدميير بنيتهم الأساسية.

 

وأوضح أن المدة الزمنية بين بيانات القوات المسلحة تتزايد، كما قلت العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ، فخلال أعوام 2014 و2015 و2016 وقعت نحو 1329 عملية إرهابية ضد القوات المسلحة، لكن هذه العمليات أصبحت الآن لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ما يؤكد القضاء على معظم هذه الجماعات الإرهابية.

 

العمليات الاستباقية أفضل سبل التعامل

فيما قال اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن القوات المسلحة تمكنت خلال شهر تقريبا من تدمير 317 وكرا ومخبئا للجماعات الإرهابية والقضاء على 77 عنصرا تكفيريا، مضيفا إنه إن لم يتم تدمير والقضاء عليهم كانوا سيودون بحياة المئات من الأبرياء في عملياتهم الإرهابية التي كانوا يخططون لها. 

 

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن هذا الجهد نجح في تفادي مصر لعدد كبير من الضحايا والخسائر المادية النتي كانت ستحدث في حالة تفجير هؤلاء الإرهابيين لهذا الكم من الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي كانت مخبئة داخل الأوكار والمخابئ. 

 

وأوضح أن هذه العمليات الاستباقية هي أفضل سبل التعامل مع العناصر الإرهابية للقضاء عليهم في أماكنهم، وهذا لم يكن ليتم إلا بدور قوات الاستطلاع وعناصر المخابرات التي تعمل ليل نهار بالتعاون مع أهالي سيناء للوصول إلى معلومات مؤكدة وموثقة للقيام بهذه العمليات بدقة وإلحاق الخسائر بالعناصر الإرهابية.

 

وأكد أن قوات حرس الحدود والقوات الجوية تبذل جهدا كبيرا في تدمير عربات الدفع الرباعي التي تحاول التسلل للحدود، وكذلك القوات البحرية التي تؤمن المياه الإقليمية والاقتصادية لمصر، مشيرا إلى أهمية تحديد الخط الأحمر الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق وهو خط سرت الجفرة الذي يبعد عن حدودنا الغربية ألف كيلومتر.

 

وأشار إلى أن الإرهابيين في حالة تجاوزهم لهذا الخط سيسهل انتقالهم إلى الحدود المصرية الليبية والتي يبلغ طولها 1200كم، وتأمين هذه الحدود حينها سيتطلب جهدا ضخما، لكن الأفضل هو التعامل مع العناصر الإرهابية قبل تخطيها هذا الخط في مناطق تجمعها، لأنه لو لم يكن هذا الخط كنا سنجد العناصر الإرهابية تحاول التسلل يوميا عبر طول الشريط الحدودي.