الجمعة 3 مايو 2024

علماء الدين والاجتماع علم النفس يحسمون الجدل حول قضية "قائمة الزوجية"

قائمة الزوجة

تحقيقات11-6-2021 | 22:30

محمد عاشور

قائمة المنقولات أو ما يُطلق عليه فى العرف المصري بـ«القايمة»، هى بمثابة عقد من عقود الأمانة، التي نص عليها قانون العقوبات، لأجل ذلك وجب على الزوج أن يقر بأنه استلم القائمة الزوجية على سبيل الأمانة، وأنه ملتزم بشكل صريح بردها متى طلب منه ذلك، ويتم توضيح وحصر تلك المنقولات والزوج يقوم بالتوقيع عليها ، ولكن هناك شروط لابد من توافرها، عند كتابة «القايمة»

ولكن انتشر مؤخرا في مصر بعض الظاهر الغريبة بشأن القائمة آخرها ما تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مغالاة حيث أرسل والد عروس ضمن المنقولات "بقرة"، الأمر الذي سبقه بأيام قليلة تسامح والد عروس أخرى عن حق ابنته وكتب بالقائمة" من يؤيمن على العرض لا يسأل عن المال"، ومن هنا تواصلت " دار الهلال" مع علماء دين واجتماع واستشاري نفسي كي يوضحوا ما نحن بصدده.     

حق العروس مع عدم المغالاة
وفي هذ السياق أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة، عضو مجلس النواب، أنها مع حق العروس في قائمة المنقولات، لكنها في الوقت ذاته ترفض المغالاة في المهور، ومطالب أهل العروس، وتدعو لتيسير الزواج.


بقرة بالعفش
جاء ذلك تعليقا على واقعة رفض والد إحدى العرائس كتابة قائمة منقولات لابنته، وكتب بدلا منها الجملة التي اشتهرت على التواصل الاجتماعي: "من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال"، وأيضا على واقعة مقابلة لها وصلت فيها مطال الأب من عريس ابنته، أن يشمل المهر شراء بقرة



لا داعي للشطط أو المغالاة
وقالت أستاذة العقيدة والفلسفة في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، إنها تقر وتحض على كتابة القائمة، لحفظ حق البنت تحسبنا لحدوث شقاقا فيما بعد، موضحة أنه في المقابل لا داعي للشطط والمغالاة.

الشرع يحفظ الحقوق
وأوضحت: "بخصوص الوالد الذي كتب بقائمة ابنته العروس: "من يؤتمن على العرض، هو حر، لكن ما يقبله الشرع هو حفظ حقوق الناس، وبخاصة حق العروس، كما أننا في نظامنا الأسري نأخذ مهر العروس ونضيف عليه من أجل تجهيز منقولاتها، لذا فمن حقها كتابة قائمة بالمنقولات".


نتيجة المباهاة
وجاء ذلك في حين قال الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بعد ما حدث مؤخرا من انتشار صورة لقائمة عروس كتب فيها والدها "من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال "، وأخرى لمنقولات عروس كانت تحمل "بقرة"، إن قصة قائمة العروس ومنقولاتها برمتها ناتجة عن نظرة الأهل لبعضهم والمباهاة وقد تصل للغيرة أحيانا.

موروث غير مصري
وأضاف أستاذ علم الاجتماع في تصريحاته لـ "دار الهلال"، أن ظاهرة المغالاة في المنقولات سيئة للغاية، كما أنها موروث غير مصري وإنما تم استيرادها من دول الخليج، لافتا أنه بالنظر لتاريخ مصر في مسألة الزواج نجده كان يتسم باليسر والتيسير، وكان أقصى ما يحمله جهاز العروسة عبارة عن صندوق تحمل به كل أغراضها، وبعض القطع غير المكلفة.

أسباب المغالاة
وأوضح أن ما ظهر مؤخرا من المغالاة الشديدة في هذه المسألة كان لأسباب كثيرة؛ أولها: انفتاح المصريين على السفر للخليج من أجل العمل ويعودون مكتسبين مثل تلك العادات، لافتا أن المباهاة لها دور كبير في تلك المسألة، وهو ما يرفضه الدين الإسلامي، مشيرا إلى قول الرسول عليه السلام: "أقلهن مهرا أكثرهن بركة".

تسليط الضوء
وأشار الخولي إلى أن المغالاة المنتشرة هذه الأيام وخاصة في المناطق الشعبية والريفية نابعة عن الشعور بالنقص على حد قوله، مؤكدا أنه على كل مؤسسات الدولة مجتمعة تسليط الضوء على هذه المشكلة للقضاء عليها خاصة وأنها ثقافة مبتدعة، كما أن هذه الظاهرة نالت قسطا كبيرا من الأبحاث والدراسات والمقالات وخاصة في الخليج، واصفا إياها بالمرض الاجتماعي، كما أن لها ردود أفعال سلبية كثيرة متمثلة في الزواج من الأجانب لتجنب مشاكل القائمة والمغالاة وغيرها.

سلاح ذو حدين
وأردف أن له تحفظا على قائمة "من يؤتمن على العرض..."، وأنه مهما كان والد العروس كريم وشهم ولكن هذا لا يحفظ حق ابنته، وأنه بهذا اعتدى على حق ابنته، لافتا أن علم الاجتماع يفسر هذه الظاهرة بأنها سلاح ذو حدين، من ناحية المغالاة والتشدد وما ينتج عنها من مشاحانات توغل الصدور، كما أن التساهل فيها لدرجة المبالغة في التسامح لا يضمن حق الزوجة الذي شرعه الدين

عقد أمانة

صرح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية بأن القانون المصري لم يلزم الزوج بكتابة قائمة منقولات لزوجته، ولكن في حال أخل الزوج بها بعد التوقيع عليها فقد أخل بأحد أشكال عقود الأمانة، ولذا فقد يسجن لكونه أخل بعقد من عقود الأمانة.


وأضاف استشاري الصحة النفسية في تصريحاته لـ " دار الهلال " أنه قديما كان الزوج هو المسئول عن شراء كل المنقولات، ولكن مع اختلاف العصور والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية أصبح الأمر مشترك بين الطرفين في شراء المنقولات، ومن هنا أصبح للزوجة حقوق يجب حفظها وهذا هو الغرض من القائمة
تحسبنا لحدوث شقاق في يوما من الأيام.

ليس للواد التنازل عن حق ابنته
وأوضح أن القائمة تعطي نوعا من الأمن النفسي للزوجة، لافتا أن كل هذا تم تفجيره في واقعة " من يؤتمن على العرض..."، مؤكدا أن والد الزوجة ليس من حقه التنازل عن القائمة والتي هي من حق الزوجة لضمان حقها، كما أن هذا الأمر قد يحدث متغيرات نفسية للزوج، ومن يضمن حق الزوجة في حال وفاة زوجها ولم تنجب أو انجبت طفلة من أهل الزوج وقضية الورث، أو في حال حدوث طلاق.

مضاعفة المؤخر
وأردف هندي، أنه إذا كان والد الزوجة يريد التسامح في بعض الشيء فلا مشكلة ولكن ليس كما حدث بالتسامح في كل المنقولات، لافتا أنه في حالة أصر والد الزوجة عن التسامح والتنازل عن قائمة المنقولات فعليه مضاعفة مؤخر الصداق، مع العلم أن الحقوق والمكتسبات المادية وما يترتب عليها من تبعات نفسية وتحصيل نفسي للزوجة وشعورها بالكفاءة النفسية وأنها ليست أقل من أقرانها يلزم والدها بكتابة القائمة.

ظاهرة تنافسية
وأشار هندي إلى أن واقعة السنبلاوين الشهيرة التي قام فيها والد الزوجة بتحميل " بقرة " ضمن منقولات الزوجة أنها قد يكون فكرة من والد الزوجة كمشروع لابنته وزوجة للمساعدة في شئون حياتهم خاصة في السنة الأولى من الزواج، وأنه تقليد محبذ ولكن دون علانية، متخوفا من أن تصبح ظاهرة تنافسية بين الأهل.     



      

Dr.Randa
Dr.Radwa